#1
|
||||||||
|
||||||||
أخو نورة
أخو نورة
علي الغفيلي ــ إعلامي سعودي :- من يعوّل على الأعراف والتقاليد في انتقاص المرأة قدرها وقيمتها الشرعية والاجتماعية والإنسانية قد يُرجعك لوهلة إلى عهد "وأد البنات" وقد كفل ذلك الدين بأن الإسلام يَجُبُّ ما قبله. علمونا أن "همّ البنات إلى الممات" وعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم بأن البنت تأشيرة سفر إلى الجنة، وللأسف علمونا أيضاً أن "الأقارب عقارب" وعلمنا خير البشر بأنه لا يدخل الجنة قاطع رحم. "همٌ وعار وشق جيب"، أوصاف أُطلقت لانتقاص المرأة أو لتحقيرها أو لوصف حالة معينة تخصه أو تخصها، فثار المجتمع قاطبةً لرفض هذه الأوصاف. فهذا التجاوز بالألفاظ والأفكار تجاه المرأة لم يكن الوحيد وماهو إلا تراكمات فئة مجتمعية اقتصرت الأوصاف والوصايا المحمدية في "عِبئيَّة المرأة". انتقاص المرأة يعدُّ تديناً أو التزاماً في بعض الأحيان لدى البعض، وتكريمها وتوقيرها وإعطاؤها حقوقها كاملة من غير زيادةٍ أو نقصان، أصبح في أنظارهم تغريباً وتمويهاً لأغراض خفية لا يعلمها سوى المؤوّلون كعادتهم في كل فرحٍ وترح. النظرة الدونية للمرأة ترددت على مسامعنا كثيراً في الآونة الأخيرة، أخَسُّها رغم بساطة الاستشهاد.. عندما تسأل أحداً عن من يتحدث إليه بالهاتف؟ أو لماذا تهُمُّ بالرحيل؟ فيجيب:عندي البيت الله يعِزك ! أو المدام الله يكرِمك! البيت هو عنوان الفخر أيها الجاهل المعتوه، والمدام هي من أكرمتك وأجلَّتك و كبَّرت كتفيْك بعد "أمك" وجنّتك التي وضعها ربك تحت أقدامها! من هنا تنشأ الأفكار والنظرة الدونية للمرأة، ولا يمكن أن نفهم أن تصدر هذه الألفاظ من أشخاص يتكلمون باسم الدين ونحن نعرف أن الإسلام كرَّم المرأة وأعطاها حقوقاً كما ألزمها بواجبات. فالرفض العام من قبل المجتمع السعودي أو الخليجي أو العربي الإسلامي، في جميع وسائل التواصل الاجتماعي لهذه الأوصاف المزدرية للمرأة، جعلتنا كمن ينظر إليها أشبه بقمامةٍ مركونةٍ على أركان المحلات أو المنازل. موروث جاهلي كالسرطان يُستأصل ويعود، هاهو اليوم يجابَه بلسان مجتمعنا: الذي يصف المرأة بالعار هو العار نفسه. تخيلوا يوماً في قسم المواليد، يقولون لنا مبروك ما جاك، تسلم، جاني عار وبلْوَة سمّيتها حصّة. هو هكذا، تشويه لنظرة الإسلام وللقيم الإنسانية النبيلة التي أكدت على "إذا ما المرء موهوبٌ إناثا، فخير الولد في البر الإناث". المرأة هي الأم والأخت والزوجة.. و"عاريّتها" إنما جاءت بقصد الحطّ من قدر النساء. بناتنا اليوم يقارعن الرجال في ساحات العلم والعمل بكل بقاع الدنيا، حاملاتٍ لواء الخُلق والدين والشرف لذويهن والوطن. هل تتخيلون لو خطَب أحدُنا من أي عائلة، والله يا عمّي إحنا جايين نطلب إيد "عاركم" الكريمة على سنة الله ورسوله! هذا دليلٌ واضح على أن المسلم، من سلم المسلمون من لسانه ويدِه! المرأة اسْتعرُّوا منها في الجاهلية، ليأتي خاتم الأديان الإسلام ويعيد لها مكانتها، ونُفجع في وقتنا الحاضر بأفكار جاهلية متخلفة تعود على ألسنةٍ منتنة. ما توصَم به النساء على بعض الألسن، إنما هو استفراغٌ مجتمعي وفحشٌ لغوي أصبح للأسف وصمة عارٍ تؤرِّقنا داخلياً وخارجياً، ويستوجب علينا إعادة النظر فعليا في تصدير هكذا خطابات تقتص من قدر ومكانة أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا. حسبنا الله ونعم الوكيل على مشوهي الأخلاق الاسلامية "هم قومٌ إذا مسّ النعالُ وجوههم شكت النعالُ بأي ذنبٍ تُصفعُ". لا تستحي من القليل فالحرمان أقل من القليل، فالبنت تُدخل والدها الجنة إذا أحسن تربيتها ، وهي زوجة تكمل نصف دين زوجها، وهي "أم" الجنة تحت أقدامها. وهو هدْيُ الرسول "لا يكون لأحدكم ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيُحسن إليهن إلا دخل الجنة" و "رفقا بالقوارير" و "استوصو بالنساء خيراً". وكما قال مؤسّس وموحّد هذه البلاد الطاهرة: " أخو نورة " فما بالك إذا كنتُ إبناً وأباً لنورة.
سامحوني .. إن رحلت .. يوماً .. دون موعد
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
شيلة نورة | سُهيل | الصوتيات والمرئيات والفنون الشعبية | 9 | 01-06-2014 06:02 PM |
نورة تضي منزل جارالله.. | sniper-10 | أفراح بني عمرو | 18 | 09-15-2011 02:58 PM |
نورة ويزن الف مبارك | مشبب ثاير العمري | أفراح بني عمرو | 20 | 07-03-2011 11:26 PM |
ساالفة نورة!!؟ | خالد البقمي | منتدى القصص والروايات | 9 | 12-13-2009 07:41 PM |
لغز من ابو نورة | ابو نورة | حكم وامثال والغاز | 2 | 12-13-2006 04:58 PM |