بهـذا فلتـفتـخـر ... وإلا فالقـمِ الحجـر !!

نزل القرآن الكريم ليصنع حياة جديدة للإنسان ،
أو قل ليعيد صياغة الإنسان على أكمل صورة وأبهاها وأروعها .
ولقد شبه الله سبحانه القرآن بالمطر الذي يحيي به موات الأرض ،
فإذا هي تهتز وتربو وتورق وتزهر وتثمر ..وينتفع بها الناس ..
كذلك شأن القرآن الكريم حين يقبل عليه الإنسان بكلية قلبه ،
فيعيش معه ، ويتفاعل به ، ويستقطع له من وقته ،

لابد أن تهتز جوانب قلبه ، وتستنير زواياه ، وتسمو مشاعره ،
وتتفتح مداركه ، وتتسع آفاقه ، وتسمو روحه ،
ويرتقي عاليا مع معاني القرآن السماوية الربانية ..
فإذا هو إنسان حقاً بكل ما تعنيه كلمة الإنسانية من معنى ..
فالإنسان _ ذكراً كان أم أنثى _ ما دام بعيداً عن سلوكيات القرآن الكريم ،
فهو في الحقيقة أبعد ما يكون من روح الإنسانية ،
بل هو فاقد القيمة الآدمية ، وإن زعم ما زعم !!!..
فما أسهل الدعاوى ولا سيما في هذا العصر المليء بالغرور والمغرورين !!

تستروح في ظلال القرآن الآيات ،
فتأنس روحك ، ويشرق قلبك ، ويتفتح عقلك ، وتسكن نفسك ..
وتخرج على الدنيا _ في تلك اللحظة _ جديدا بروح جديدة مشرقة ..
وتستقبل هذا الكون كأنك تقرأه لأول مرة ..!
قراءة عجيبة تحرك فيك كوامن روحك ..
فالبصيرة القرآنية تمنحك القدرة على قراءة أخرى دقيقة !
فإذا دام لك ذلك : يصبح للحياة معنى آخر ، ونكهة متميزة ،
كأنما خلعت دنياك التي أقبلت بها على القرآن ،
وألبسك القرآن ثوباً جديدا طازجاً من السماء ، من نور النور ..!!

إن آيات القرآن حين تجيش جيشانها في قلبك ، وتتفاعل معها روحك ،
وتغلي نفسك غليانها ، فما أروع وأعجب الثمرة يومذاك ..
بل هي ثمرات كثيرة مباركة طيبة ،
منها : أن شوارق أنوار القرآن الكريم ، تجدد نظرتك إلى هذه الحياة ،
ومنها : أن تمتلك موازين جديدة سماوية ،
تحاكم إليها الأحداث ، وتوزن بها الأمور ..

ومنها : قد تضطرب الدنيا من حولك وتغلي كالمرجل ،
غير أنك ساكن قار مطمئن !!
يثبتك الله سبحانه ،، فلا تتزعزع نفسك ، ولا تذهب شعاعاً ..!
وتمر بك الأحداث الجسام المهولة ، وقد تؤلمك أشد الألم ،
ولكنك تعلم يقيناً أنها رصيدك المذخور عند الله ، وعملك المقبول
إن أنتَ اعتصمت بإيمانك ولذت بربك ، وسرت على ضوء منهجك ..

إن هذا القرآن الكريم يبني فيك القوة ،
ويصلح فيك ما أفسده الزمان ،
ويضبط لديك ما شوهته فيك الصحبة الفاسدة من حولك ..
ويرمم جوانب كثيرة تهتكت بفعل البيئة ، وعوامل التعرية !!
ويغسل لك كل أفكارك التي زرعتها في رأسك منذ سنوات طويلة عوامل الهدم
_ وما أكثرها وعلى رأسها الإعلام ! _
شرط التأثير :
أن تفرّغ له قلبكَ .. أن تقبلَ عليه بكليةِ روحك ..
أن تستقطع له من يومك وليلك .. أن تهيئ له نفسك ..
أن تتعامل معه على أنه مرشدك وموجهك في كل ما تقول وتفعل ، وتأخذ وتدع ،
به تفخر ، وإليه تأوي ، ومنه تنطلق ،
وإليه تحاكم ، ومعه وله تعيش ..

ومن لم يفتح قلبه للكلام الله سبحانه ، فلأي شيء يفتحهُ !!!؟
ومن لم يفاخر الدنيا أنه من أبناء القرآن ، فبأي شيء يفخر !!؟
تعساً للقلوب الشاردة عن الله سبحانه ،
كيف يمرمطها شياطين الأنس والجن على مزابل الدنيا ، وهي تضحك !!
تفٍ وأفٍ ..! _ نسأل الله أن يعافينا _
فيا حسرةً على العباد ..!

ومع تحريفٍ قليلٍ في البيت .. نقول :
ألم ترَ أن الله أعطاكَ ( منهجاً ) ** ترى كل مُلكٍ حولهُ يتذبذبُ !
بل كل مُلكٍ في دنيا الناس _ قديماً وحديثا ومستقبلا _
لا يصح أن يقارن بهذا النور الذي به تستضيء الحياة ..
ولولاه ما قامت سماء ولا كانت أرض ..!!
اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك وأحبابك ..
اللهم آمين