الإهداءات


رياض الصالحين على مذهب أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 05-01-2005, 01:14 AM
كاتب اسلامى قدير
سعد بن حسين غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 493
 تاريخ التسجيل : Sep 2003
 فترة الأقامة : 7821 يوم
 أخر زيارة : 11-26-2007 (09:20 PM)
 المشاركات : 600 [ + ]
 التقييم : 1
 معدل التقييم : سعد بن حسين is an unknown quantity at this point
بيانات اضافيه [ + ]
( أخـيراً ....... آنَ لـي أنْ أقـولَ ... وداعـــــــــاً ...)



( أخـيراً ....... آنَ لـي أنْ أقـولَ ... وداعـــــــــاً ...)

قـال الـراوي :
سـنواتٌ تتوالـى ، ويطـاردُ خـلالها الـليلُ النهـارَ ، ولا يسـبق الشـمس القـمر ، وأنا أتقـلب فـي عـذاب ، ثم أكتشـف في النهـاية أنـي كـنت أتعلـقُ بسـراب !!
سـنواتٌ وعـيني عـلى هـذا قـد يمـد لـي يداً ، أو ذاك أن يقـفَ إلـى جـانبي ، لأخـلص ممـا أنا فـيه ممـا يثقـل كاهـلي ، وينـؤ به حملـي ..
سنـواتٌ كـثيرة وأنا أشـبه ما أكـونُ بإنسـانٍ يصـارعُ أمـواجَ البحـر، في جهـد جهـيد ، ويوشـك علـى الغـرق فـي كـل لـحظة ، ويخـبط في كـل اتجـاه في جـزع المـفزوع ، الـذي يتراءى لـه شبـح المـوت قـريبا منه ..!!
وتبقـى عـينه تتلـفت تبحث عـن مـغيث ، وكلـما رأى خشـبةً تلوحُ ، ظلـت عينه عليها ، ويخـبط بيديه ورجلـيه إليها ، ويجـهد للوصـول نحوها ، فـإذا وصلها ، اكـتشف أنها أوهـى من خيوط الـعنكبوت ، سرعـان من تذوب بين يديه ، ويشـرب مـلْ فـمه من ماء الـبحر الـمالح !!
ويعـود ليخبط من جـديد ، في جـهد جهيد ، يئن ويتوجـع ويصيح ، وعيـنه لا تزال تبحـث هنا وهـناك ، فـإذا لاحـت خـشبةٌ أخرى قـال : هـذه أكبر !! هذه هـي لا غيرها ..!!
وتبقـى عينه معـلقة بها ، خشية أن يفقـدها ، ويخبـط إليها في ضـراوة ، ويصـارع أمـواج البحر في شـراسة ، حـتى إذا وصـلها ، واتكأ عـليها لم يجـدها شيئاً ، سـرعان ما تنهـار تحـت يده ، وتذوب بين يديـه كـما تذوي قطعـة سكر أسقطتـها في الـماء !!
فيجـد نفسـه قـد غاص ، وأخـذ يشرب من مـاء البحـر المـالح من جديد !!
سنـوات والوضـع على ما هو عـليه ، والصـراع على اشـده ، فلا هـو كف عن متابعـة تلك الأخـشاب التي كـلما لاحـت صـاح : هـذه أقوى ، هذه أكـبر ، هذه هي منـقذتي !! يجدهـا تنهار كـأخواتها ..!!
لا هـو كـف عن هذا التعـلق بخـيوط العـنكبوت ، التي تظهـر له في صـورة أخشـاب قوية !!
ولا مـا يعـاني منه خـفت وطـأته على نفـسه ..!
قــــــــــال الـراوي :
ذات يوم خلـوت بنفـسي أفكر في حـالي ووضعي ومـأساتي ، وأنا أرى الأيام تكـر ، والليـالي تتوالـى ، ولا أكـاد أقـرب من حـل لهـذه المعـضلة .. وبينمـا كـنت أدير الفكـر لمدة ساعـة تقريبا ، وفجـأة سمعـتُ هاتفـاً ، لا أدري هـل كنت سـاعتها قد نمـت ، أم أنها غفـوة وأنا في حـال صحـو ، لكـن الهاتف كـان واضحـا ، ونبراته مـؤثرة ، وقـوية ، قـال الـهاتف :
اذبحْ حـنجرةَ الطمـع ، بسكـينِ اليأس .. !!
وكـررها وأعـادها : اذبحْ حـنجرةَ الطـمع بسكينِ الـيأس ..!!
وانتبهـتُ لها ، ووجـدتُ نفسي أردد تلك الـجملة ، بل وجـدت لها صـدى قـويا في قـلبي ، وكـأني بها تتردد عشـرات المـرات في صـدري ، بل كـأني أسمع صـدى ذلك الصوت ، يتردد في كـل زاوية من المكـان الـذي كنت أخـلو فيـه !!
اذبـح حـنجرة الطمـع ، بسكين الـيأس ..!
وشعـرت بانتشـاء ، وقلـت : الآن حـصحـصَ الحـق ..!
ولـما خـرجت بادرت أرفـع عـيني إلى السمـاء ، فـكأنما رأيت تلك العـبارة بعينـها مكتـوبة في كبـد السـماء ، بخـطٍ من نـور :
اذبح حنجـرة الطـمع ، بسكين اليـأس ..!!
قــال الـراوي :
ويشـاء الله سبحـانه أن ألـتقي بأخـي الأثير إلى نفـسي ، الذي أعــتبره شيخـي ومعلـمي ، رغـم أن فـارق الـسن ليس كـبيرا بيني وبينـه ، لكـن الله قسـم له علمـا وحكمـة ومنطقـا .. فهـو يتلألأ إذا تحـدث ، كـأنما يغـرف من السمـاء مـباشرة !!
حـدثته عن قـصتي من أولهـا إلى آخـرها ، حتـى وصـلت به إلى تلك العـبارة ، فتهلل وجـهه وهو يسمعهـا ، وأعـادها مـرتين أو ثلاثاً ..
ثم قـال : يريد الله بك الخـير في جميـع حـالاتك ..
حـين أوقعـك في هذه الحـالة من الـشدة .. فقـد أراد بك الخـير ..
وحـين مـنع عنك تلك الأسـباب ولم ينفعـك مـنها شيء ، وخـذلتك أحـوج ما تكـون إليها ، فـهذه رحـمة مـن الله ، حـق لك أن تشكـر الله عـليها ..
وهـالني ما سمـعت .. وطلـبت التوضيـح .. فقـال :
يتبع..................



 توقيع : سعد بن حسين

ــــــــــ التوقيع ـــــــــــــ


لاتنسونا من صالح دعاكم

محبكم سعد بن حسين ال عوض الشهري
التنومي سابقاً


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:00 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir