لماذا اطفأ السراج ؟؟؟

السلام عليكم ورحمة الله
اسعد الله اوقات الجميع بكل خير ورضى

قضية اجتماعية تهاون فيه كثير من الناس

ارغب طرحها هنا , ومن تبرأ منها فهذا فضل من الله

وليحمد الله على هذا الفضل

وجدت عبوة ماء صغيرة في يد طفلة

مطبوع على العبوة شعار جهة عسكرية

سألت الطفلة : من اعطاك الموية ؟

قالت بكل براءة : من بيتناعندنا كثير في المستودع

وفعلا رأيته
وبحكم ان العبوة عليها شعار جهة عسكرية فمعنى

ذلك انها من الميزانية المخصصة لتلك الجهة

ولمنسوبيها ,, في مكان العمل,, ووقت العمل فقط

ميزانية مسئول عنها كل منسوب لها , مؤتمن عليها

ولم يتملكها ليتصرف بها كيف ماشاء وينقلها الى مستودع بيته .

حين لفت نظري هذا العمل( الغير صالح)

وناقشته مع البعض ومن حولي ,, وتبادلنا الحاديث حوله

بمنتهى الحرج والأسف

قيل انه هذا فعل البعض ,وملموس في عدة جهات

كاستخدام سيارات العمل في المشاوير الخاصة

طباعة اوراق شخصية في الآلات المخصص للعمل

وغيرها مما لا يخفى على العقلاء

من اذن لهم بذلك ؟

غرهم كثرة الفاعلين وتهاون الغافلين من قوله تعالى:

{وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ}

وهذا من ظلم النفس ولن ينفع كثرة الظالمين لانفسهم

فكما اشترك الزملاء والقرناء والاخلاء , وتعاونو على ظلم انفسهم

بأثم السرقة والعدوان على ماليس لهم به حق

واكل الأموال بالباطل

حتما سيشتركون في العقاب والعذاب ايضا كما توعد تعالى

اخترت العنوان من موقف مشرف للخليفة

الزاهد عمر بن عبد العزيز

جاء رجل البريد الى الخليفة عمر بن عبد العزيز

فأشعل السراج ليقرأ الرسائل، ويسأل رجل البريد عن

أحوال المسلمين في بلده، ولمّا انتهى من كلّ هذا أطفأ

السراج، وسئل في ذلك فقال إنّ زيت السراج من بيت

مال المسلمين، وقد أضاءه ليبحث في أحوال عامّة

المسلمين ,ويسأل عن أمرهم , ليعرف ما هم وأمراؤهم

عليه، وأطفأه لأنّه الآن يبحث في أموره الخاصّة.

لم يشأ هذا الخليفة أن يعتدي على مال المسلمين , ولو بأخذ

ملعقة زيت يستضيء بها وينير بيته الخاصّ،

لقد أطفأ السراج لأنّه يعلم بأنّ الله يرى، وهو -رضي الله عنه-

لا يريد أن يراه الله سبحانه وتعالى في حال تغضب وجهه الكريم

هذا ورضى الله من وراء القصد