الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
المجتمع المسلم والفتاوى الأسرة ، الأباء ، الأبناء ، المرأة ، الشباب ، الارحام ، الجار ، الطفل |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
بين يَدَيْ رمضـان ..
.. بين يَدَيْ رمضـان ..
= أوَّلُ ما يُوصَى به المُؤمِنُ قبل دُخول رمضان : أن تكونَ عِنده هِمَّةٌ صادِقةٌ وعَزيمةٌ صادِقةٌ بينه وبين اللهِ عزَّ وجلَّ . يُعاهِدُ اللهَ في قلبِهِ على أنَّه إذا جاءت أيَّامُ رمضان ولياليه أن يتَّخِذَها وسيلةً لمَحبَّةِ اللهِ ، وطريقًا إلى رحمةِ اللهِ ، وسببًا في الوصول إلى مغفرة اللهِ . فالعزيمةُ هِيَ أساسُ كُلِّ خيرٍ ، ومنبعُ كُلِّ فضلٍ . ولذلك وَرَدَ في الحَديثِ عنه عليه الصَّلاةُ والسَّلام أنَّه كان من دُعائِهِ المأثور أنَّه قال : (( اللهم إنِّي أسألُكَ الثَّباتَ في الأمر ، والعَزيمةَ على الرُّشدِ )) السلسلة الصحيحة . = أمَّا الأمرُ الثَّاني ، فالصِّيامُ صِيامان : صِيامٌ كامِلٌ وصِيامٌ ناقِصٌ . فالصِّيامُ حِفظُ الإنسان لنفسِهِ وجوارحه عن شَهْوةِ الطعام والبَطن والفَرْج . وكذلك أيضًا حِفظُ الجَوارح عن حُدودِ اللهِ ومَحارم الله . ولذلك ثَبَتَ في الصحيح عن النبيِّ- صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال : (( مَن لمْ يَدَعْ قولَ الزورِ والعَملَ بِهِ ، فليسَ للهِ حاجَةٌ في أنِ يَدَعَ طعَامَهُ وشرَابَهُ )) رواه البُخاريُّ . فمَن كان صائِمًا للهِ حقًّا ، صامت جَوارِحُه عن حُدودِ اللهِ ومَحارم الله ، صام لسانُه عن الغِيبةِ ، وصام لسانُه عن النميمةِ ، وصام لسانُه عَمَّا لا يُرضِي اللهَ من السَّبِّ والشَّتم . ولذلك شُرِعَ للصائِم إذا سابَّه أحدٌ أو شاتَمَه أن يقولَ : (( إنِّي امرؤٌ صائِمٌ )) مُتفقٌ عليه . وذلك لكي يُذكِّرَ نفسَه بأنَّه في عُبودِيَّةِ اللهِ وفي عِبادةِ اللهِ عزَّ وجلَّ . كثيرٌ مِنَّا يَعلَمُ أنَّ الصائِمَ لا ينبغي له أن يتحدَّثَ في الأمور التي لا ينبغي الحَديثُ فيها ، ولكن قليلٌ مَن يلتزمُ بذلك ، وقليلٌ مِنَّا مَن يَحفَظُ نفسَه عن الغَضبِ عن إصابةِ حُدودِ اللهِ عزَّ وجلَّ . ولذلك ليس المُهِمّ أن نسمَعَ الكلمةَ ، لكن المُهِمّ أن نُطبِّقَ ، والأهَمّ أن نلتزِمَ ، والأهَمّ أن نمتثِلَ ، وإلَّا كانت حُجَّةً علينا لا حُجَّةً لنا . فالمُهِمُّ أنَّ الإنسانَ يبتعِدُ قَدْرَ استطاعتِهِ في صيامِهِ عن إصابةِ حُدودِ اللهِ عزَّ وجلَّ ، وأن يستشعِرَ في كُلِّ لحظةٍ من لحظاتِهِ أنَّه صائِمٌ للهِ عزَّ وجلَّ . طُوبَى لعَبدٍ صام للهِ لسانُه ، وصام للهِ سَمعُه وبَصرُه وجَوارحًه . وطُوبَى لعَبدٍ خَتَمَ اللهُ شَهرَه وهو من أكمل الناس صِيامًا ، وكذلك أكملهم قِيامًا . نسألُ اللهَ أن يَجعلنا وإيَّاكم ذلك الرجل . = أمَّا الوصِيَّةُ الثالثة : فالصِّيامُ مَدرسةٌ تُذكِّرُ بطاعةِ اللهِ عَزَّ وجلَّ : أوًّلًا : إذا أصاب الإنسانُ الظمأ وأصابه الجُوعُ والعطشُ ، تَذَكَّرَ أمورًا تُعينُه على طاعةِ اللهِ ومرضاة اللهِ . - أوَّل هذه الأمور : أنَّه إذا ظَمِئَ أو عَطشَ ، تَذَكَّرَ بالظمأ نِعمةَ اللهِ عَزَّ وجلَّ عليه بالعافيةِ . ولذلك كم مِن أُناسٍ في العِزِّ والغِنَى وفي النِّعمةِ وفي الخير الكثير، ولكن يشاءُ اللهُ عَزَّ وجلَّ أن يَحرمَهم هذه النِّعمةَ ، وأن يَسلبَهم هذه النِّعمةَ ! فكم مِن غنيٍّ لم يتمتَّع بغِناه ! وكم مِن غنِيٍّ تُوضَعُ أمامه ألوانَ الطعام وأصنافُ الشراب لا يستطيعُ أن يُصيبَ إلَّا شيئًا يسيرًا منها ! وكم مِن مريضٍ وسقيمٍ ! فمَن صام للهِ عَزَّ وجلَّ ، تَذَكَّرَ العافيةَ ، وتَذَكَّرَ المَريضَ الذي هو مَحمِيٌّ عن طعامِهِ وشرابه . فأوَّلُ ما يلهَجُ به الصائِمُ أن الحَمدُ للهِ على العافيةِ ، والحَمدُ للهِ الذي عافاني مِمَّا ابتلَى به كثيرًا مِن خَلْقِهِ . - أمَّا الأمرُ الثَّاني الذي يُذكِّرُ به الصِّيامُ ، ويُعينُ به على طاعةِ اللهِ عَزَّ وجلَّ ، فإنَّ الصَّائِمُ يتذكَّرُ إخوانَه البائِسينَ ، يتذكَّرُ الأيتامَ والمُحتاجين ، يتذكَّرُ إخوانَه البائِسينَ والمَحرومين . فالصِّيامُ يَكسِرُ قلبَه ، ويُرقُّ قلبَه ؛ لكي يكونَ حليمًا رحيمًا بعِبادِ الله ، فيَرحمُ خَلْقَ اللهِ بالإحسان إليهم ، وكذلك ببذل المَعروفِ إليهم . فقد يُحرِّكُ الصِّيامُ من الإنسان الجُودَ والسَّخاءَ لوجه اللهِ عَزَّ وجلَّ . فكم مِن صائِمٍ تذكَّرَ أهلَ الجُوع والظمأ بصِيامِهِ ، ودَعاه الصيامُ إلى الإنفاق لوجه اللهِ واحتساب الأجر عند الله عَزَّ وجلَّ . - كذلك أيضًا مِمَّا يُذكِّرُ به الصِّيامُ : أنَّ الإنسانَ إذا ظَمِئَ لوجهِ اللهِ وعَطشَ لوجهِ اللهِ وخَوَت أمعاؤه وأحشاؤه للهِ وفي اللهِ ، كان ذلك مدرسةَ الصًّبر وفيه إعانةٌ على الصَّبر على طاعةِ اللهِ . وفي ذلك قال بعضُ العُلماءِ رَحِمَهم اللهُ فيما معنى كلامِهِ : ‹‹ إنَّ اللهَ تعالى يُعوِّدُ عَبدَه المُؤمِنَ الصَّبرَ على شيئين بالصِّيام : الصَّبر على طاعةِ اللهِ في صِيامِهِ ، والصَّبر عن مَحارم اللهِ في صَبره عن شَهْوَتِهِ ›› . فإذا كان الإنسانُ قد مَرَّت عليه ثلاثون يومًا وهو بهذه الحالةِ ، كان ذلك أدعَى إلى تقويةِ وازع الإيمان في قلبِهِ ؛ بأن يكونَ صَبُورًا على طاعةِ اللهِ ، صَبُورًا عن مَحارم اللهِ وحُدودِ اللهِ . - وأمَّا الأمرُ الرَّابِعُ الذي يُذكِّرُ به الصِّيامُ ، فأمرٌ عظيمٌ ، ما تذكَّرَه إنسانٌ إلَّا أعانه اللهُ على خَيْرَيْ الدُّنيا والآخِرة . هذا الأمرُ الذي يَحتاجُه المُؤمِنُ دائِمًا ، والذي قد تُلهيه عنه مشاغِلُ الدُّنيا ، وقد تُنسيه إيَّاه فِتَنُ الدُّنيا ؛ ألَا وهو الآخِرة . فإنَّ الإنسانَ إذا ظَمئَ ، وإذا جاع وعَطِشَ ، تَذَكَّرَ ظمأ يوم الدِّين ، وتَذَكَّرَ النَّاسَ وهم حُفاةٌ عُراةٌ غُرلًا كيوم وَلدتهم أُمَّهاتُهم ، لا ساقي لهم إلَّا اللهُ ، ولا مُزيلَ لذلك الظَّمأ في ذلك اليوم إلَّا اللهُ عَزَّ وجلَّ . فذلك أدعَى أن يتذكَّرَ أُخراه ، وأدعَى أن يُحسَنَ العَملَ في أُولاه . هذه من الأمور التي يستفيدُها المُؤمِنُ من صِيامِهِ للهِ عَزَّ وجلَّ . - وفي شهر رمضان ثَمراتٌ أُخرى يَجنيها المُؤمِنُ ؛ مِنها : قيامُ الليل ، وله حلاوةٌ على المُؤمِن ، وطَلاوةٌ في قلب المُؤمِن ؛ لأنَّ قيامَ الليل هو شأنُ الصالحين ، ودأَبُ عِبادِ اللهِ المُتَّقينَ . ولذلك ذكرهم اللهُ عَزَّ وجلَّ في كتابِهِ المُبين ، فقال : (( كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )) الذاريات/17-18 . فقيامُ الليل في رمضان يُعينُ الإنسانَ على قيام الليل في غير رمضان . وإنَّها لَمِن أشرفِ السَّاعاتِ حينما يتشرَّفُ الإنسانُ بسَماع كلام اللهِ في بُيُوتِ اللهِ مع عِبادِ اللهِ ، فيَأنَسُ بالأخيار ، ويَأنَسُ بالصالحين ، وترى تلك المجالِسَ الطيبة المُباركة تجتمِعُ فيها قُلوبُ المُؤمنين ، وتتآلَفُ فيها على طاعةِ رَبِّ العالَمين في عبادة الليل وقيام الليل . فعِبادةُ الليل مِن أشرفِ العِباداتِ ، ومِن أحبِّها إلى اللهِ تبارك وتعالى ، لا يُحافِظُ عليها إلَّا مُؤمِنٌ ، ولا يَحرصُ على المُحافظةِ عليها إلَّا مَن يرجوا رَحمةَ اللهِ عَزَّ وجلَّ ورضوانَ اللهِ . - كذلك أيضًا من الأمور التي يَستفيدُها المُؤمنون من شهر رمضان : تحقيقُ الأُخوَّة في الدِّين ؛ فإنَّ الإنسانَ يرى إخوانَه ، خاصَّةً عند ساعةِ الإفطار، يرى ذلك المَعْلَم البارز الذي يَدُلُّ على أُخوَّةِ الدِّين ، وعلى تآلُفِ عِبادِ اللهِ المُؤمنين . وكذلك من أعظم السَّاعاتِ ومِن أجلِّها عِظةً في قلوب المُؤمنين ساعةُ الإفطار، حينما ترى المُؤمنين قد التصقَت أكتافُ بعضِهم إلى جوار بعضٍ ، وقد تآلَفوا جميعًا ينتظِرونَ ساعةً واحِدةً ولحظةً واحِدةً ؛ لكي يُصيبوا ما رَزَقَهم اللهُ عزَّ وجلَّ من طعامٍ وشرابٍ . ليس المُهِمُّ أن يُصيبوا ذلك الطعامَ والشَّرابَ ، ولكنَّ المُهِمَّ أن يُحِسَّ المُؤمِنُ أنَّ له إخوانًا في الدِّين . فأُخوَّةُ الدٍّين تبرزُ في رمضان ، وترى فيه عَطفَ الغَنِيِّ على الفقير ، والجليل على الحقير ، وكذلك ترى فيه التَّآلُفَ والتَّراحُمَ والتَّواصُلَ بين عِبادِ اللهِ . نسألُ اللهَ العظيمَ ، رَبَّ العرش الكريم ، أن يُبلِّغنا شهرَ رمضان ، وأن يُوجِبَ لنا فيه العفوَ والغُفرانَ ، وأن يتغمَّدَ موتى المُسلمين برحمتِهِ ، إنَّه وليُّ ذلك والقادِرُ عليه . م/ن للفائدة .. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
*,, طفـولتنا مع رمضـان الجميع يشـاركـ,,* | المـــحروم..@ | المنتديات الرمضانية المؤقتة | 1 | 08-15-2009 01:40 PM |
آمالٌ وأشجانٌ بين يَدَيْ رَمَضان | بن فارس | المنتديات الرمضانية المؤقتة | 4 | 08-15-2009 11:46 AM |
مـسـابقة لــيالي رمضـان ( الــسـ 7 ـــؤال ) | علي معتوق | حكم وامثال والغاز | 16 | 09-30-2006 10:18 PM |
الأربعاء 15 رمضـان : مباريات ودية دولية لا تفوتكم !! | علي معتوق | الساحة الرياضيّة | 2 | 11-20-2002 03:09 AM |