اليابان تصطاد في الماء العكر

مما وصلني عالواتساب

إحدى قنوات التلفزيون الياباني تنقل مباشرة نهاية السنة الدراسية في

المدارس اليابانية ومنظر خروج الطلاب من المدارس في نهاية

اليوم الأخير للدراسة. تتنقل الكاميرا ببطء بين وجوه المئات من
الطلاب والطالبات ,وكانت المذيعة تتنقل بين الطلاب من الجنسين

مستطلعة أرائهم ومشاعرهم بعد عناء عام دراسي كامل…البعض

من الطلبة يبدي فرحه لبدء فترة الإسترخاء والتمتع بالإجازة

الصيفية والبعض الأخر يحلم برحلة سياحية وأخرون يعبرون عن المشاعر التي تنتابهم ,
وفجأة ركزت الكاميرا على طالبين يقومان بتمزيق الكتاب المدرسي
ويعبران عن سعادتهما بانتهاء العام الدراسي

على طريقتهما الخاصة برمي الأوراق التي تناثرت في الهواء

فاقتربت المذيعة من الطالبين وسألتهما بخبث عن سبب قيامهما

بتمزيق الكتاب؟؟

فكان جوابهما: ألا يجب أن نعبر عن ابتهاجنا

بانتهاء السنة الدراسية المملة؟؟؟

في اليوم التالي ثارت ثائرة اليابانيين على هذا الموقف حيث اعتبرها

البعض فضيحة واعتبر آخرون ماحدث كارثة للأمة اليابانية, في

حين أن عدداً من الأخصائيين الإجتماعيين والباحثين في القضايا

الأخلاقية ذهبوا إلى أبعد من ذلك وأصدروا بيانا اعتبروا فيه ان

ما حدث يشكل لليابان ولحضارتها بداية النهاية وطالبوا بمحاسبة

المسؤولين في القطاعات التعليمية. ونتيجة لما حدث لم يتوار وزير

التعليم والتربية الياباني عن الأنظار أو يدفن رأسه في الرمال

كالنعام ولم ينتظر أن يحاسبه أحد, فطالب رئيس الوزراء بعقد

جلسة عاجلة ومشتركة للبرلمان والحكومة- طبقاً لبنود الدستور

الياباني في حالات الطوارىء- . وأمام البرلمان وأعضاء الحكومة

وفي حالة من الهدوء التام والوجوم المخيف وقف وزير التعليم

والتربية على منصة الخطابة صامتاً لمدة تزيد عن الثلاث دقائق ثم

أبرز ورقة كتب فيها طلب استقالته من منصبه ومعلناً تحمل نتائج

هذه الكارثة قائلاً :

{ لا أستحق أن أكون وزيراً في بلد يمزق فيه الطلاب
كتبهم ضاحكين , وينفرون من المدارس إلى الإجازات
فرحين}

ثم نزل من المنصة وقدم ورقة الإستقالة لرئيس الحكومة منكساً

رأسه وكأنه ارتكب فضيحة أخلاقية أو اقترف جريمة يعاقب

عليها القانون.

تعليقي

اتمنى اني اقدر اصدقهم