قضايا حياتية في الإعاقة العقلية

قضايا حياتية في ... الإعلقة العقلية
ماذا يحدث للأطفال المعاقين عقلياً عندما ينهون المدرسة ؟
هل يجدون عملاً ؟
وما هو نوع العمل ؟
ما هو نوع الدعم الذي يحتاجونه ليتكيفون مع المجتمع ؟
 الانتقال من المدرسة إلى العمل :
منذ زمن ليس ببعيد ، كانت المعلومات المتوفرة عن حياة الطلاب المعاقين عقلياً بعد إنهائهم المدرسة بسيطة جداً .
أما الآن :
فهناك كثير من الدراسات التي تتحدث عن كيفية عيش هذه الفئة كبالغين . وقد كانت الأرقام المرتبطة بفرص عمل الأفراد ذوي الإعاقات العقلية تدعو إلى القلق وتثير التشاؤم ، فقد وجد ادجار ( Edgar , 1987 ) أن خمسة فقط من أصل ( 39 ) خريجاً للبرامج الخاصة بذوي الإعاقة العقلية البسيطة التحقوا بعمل ، في حين التحق ( 16 ) خريجاً منهم في التدريب المهني ، أما باقي الخريجين ( 23 ) فقد بقوا بلا عمل ..!!
كما أشارت دراسة أخرى أجراها كيرشسكي وثورنتون ( Kerachsky & Thornton , 1987 ) إلى أن حوالي ثلث المراهقين المعاقين عقلياً في خمسة مراكز رئيسة في الولايات المتحدة لا يمارسون أي عمل على الإطلاق .. !!
بالإضافة إلى ذلك ، فإن نقص التنسيق بين مؤسسات المجتمع يزيد من صعوبة متابعة ما يمكن عمله لمساعدة هؤلاء الأفراد .
إلا أن الكثير من المتخصصين يشعرون بالتفاؤل حول إمكانية توفير البرامج التدريبية التي يمكن أن تقدم فرص عمل ناجحة للأفراد المعاقين عقلياً . وقد أشارت الأبحاث إلى حدوث نتائج إيجابية كثيرة من خلال التدريب الناجح ، حيث كانت معدلات الدوام جيدة . وكان رضا أصحاب العمل من الأفراد العاملين عالياً ، كذلك كانت فترة الاستمرار في العمل طويلة .
إن فشل الأفراد ذوي الإعاقة العقلية في العمل سببه المشاكل في مسؤوليات العمل ، والكفاءة الإنتاجية والكفاءة الاجتماعية ، وعلى العكس من الرأي التقليدي السائد فإن هناك أدلة كثيرة تدل على أن الكفاءة الاجتماعية ومسؤولية العمل هما أهم من الكفاءة الإنتاجية ، حيث أن نقص الكفاءتين هما سبب لإنهاء عمل الكثير من الأفراد المعاقين عقلياً ممن دخلوا ميدان العمل .
 الورش المعزولة ( tered Workshops ) :
هي بيئة تقليدية للتعامل مع الأفراد المعاقين عقلياً حيث يتم تدريب هؤلاء الأفراد سوياً مع بعضهم البعض ويعملون سوياً لوقت دائم أو بشكل مؤقت ، وعلى الرغم أن مثل هذه البيئة تعتبر شائعة ويلتحق بها العديد من الأفراد المعاقين ، إلا أن هناك العديد من الأصوات التي تعلن عدم رضاها عن مثل هذه البرامج ، وذلك لأنها لا تدر أي أرباح على المعاقين الذين يعملون فيها ، ومثل هذه الورش لا تساعد الأفراد المعاقين على العمل سوية مع الأفراد غير المعاقين . وهذا يجعل من الصعب مساعدة هؤلاء الأشخاص عن الاستعداد للخروج إلى المجتمع الواسع والتعامل جنباً إلى جنب مع الأفراد العاديين . كذلك فإن هذه الورش لا تعطي الأفراد الذين يعملون فيها الكثير من المهارات الجديدة لأن طبيعة العمل هناك روتينية لا تساعد على الإبداع .
 العمل التنافسي ( Competitive Employment ) :
على العكس من الورش المعزولة ، فإن العمل التنافسي هو العمل الذي يقدم بعض الأجور إلى الأفراد الذين يعملون فيه ، حتى لو كانت هذه الأجور قليلة . فعلى الرغم من أن طبيعة وبيئة العمل مستقلة ، إلا أن هناك دائماً إشراف ومساعدة من أفراد متخصصين ، بسبب عدم الاتكال كلياً على هؤلاء الأفراد المعاقين .
وهناك أربع استراتيجيات يمكن استخدامها في هذا الخصوص وهي :
◄ التعليم الصوري : حيث يتم تقديم بعض المنبهات البصرية للعاملين من أجل مساعدتهم على أداء المهام العملية ، ولكن هذا الأسلوب يكون أكثر فائدة مع الأفراد ذوي الإعاقة العقلية البسيطة أو المتوسطة مقارنة مع بالأفراد ذوي الإعاقة العقلية الشديدة .
◄ التعليم الذاتي : وفيه يتم الإعلان بصوت مسموع عما هو مطلوب من الشخص المعاق أن يقوم به ، ثم يقوم المعاق بالحديث لنفسه عن الخطوة المطلوبة منه .
◄ المراقبة الذاتية : وتتضمن أن يقوم المعاقون العاملون بمشاهدة أدائهم ، وتسجيله وتدوينه .
◄ التعزيز الذاتي : وهو يعني أن يقوم العاملون بمكافأة أنفسهم عن الأداء المناسب الذي يقومون به .
ومن المهم أن نتذكر :
أن على عائلة الشخص المعاق عقلياً أن تستمر في دعم المعاق للاندماج في المجتمع والعمل بفاعلية ، حيث أن العائلة تلعب دوراً مهماً في إيجاد العمل للمعاق عقلياً ، والأخذ بيده لرفع مستواه الاقتصادي .
 كتبه / عـكـاوي
من كتاب / علم نفس الطفل غير العادي
 للدكتور / أسامة البطاينة ... والدكتور / عبد الناصر الجراح ... والأستاذ / مأمون غوانمة