رسالة من تحت الثرى

بسم الله الرحمن الرحيم

مناسبة القصيدة : تنقّلت في عدد من المدارس ولا يكاد يمر علينا العام حتى ننعى طالبا أو أكثر من
طلابنا في حوادث متفرقة ممن كنا نجالسهم و نعرف عنهم بعض التقصير فنناصحهم ولسنا معصومين
من الخطا والزلل ولكن قد يأخذنا الحماس و طول الأمل و لا نعلم متى تأتينا المنية ,,
فكانت هذه القصيدة على لسان اولئك الشباب ورسالة لنا نحن الأحياء أقول فيها /

إلـى الأحبـة مــن أخ ٍيناديـنـا=أو صاحبٍ كـان فـي ودٍ يصافينـا
حال الردى بيننـا في قطفِ أنفـاس ٍ=معـدودةٍ وانقضـت ولـم تعُـدْ فينـا
حـال الـردى بيننـا و الناس كُلُهمُ=وصرنا تحتَ الثرى والكـل يبكينـا
من بعدِ ما كانتِ الأحـلامُ تصحبنـا=ويسري فينا طموحُ مـن أمانينـا
وكنّـا ننعـمُ في زهوٍ و فـي عبـثٍ=واللهوُ شيمتُنـا والإثــمُ يُغريـنـا
ونستهيـنُ بــأداءِ الـصـلاةِ وإن=قمنا نصلي ففي الأوقاتِ ساهينـا
والعينُ تنظـرُ للآثام فـي نهـمٍ=ولـمْ نبالـي بمـن سـوّا مآقيـنـا
والأذنُ تُصغيَ للألحانِ في طربٍ=وما استمعنـا إلـى خيـرٍ ينادينـا
وفي الخفايا ذنوبُ لسنـا نُحصيهـا=الله يُحصي لهـا عــدّاً وتدويـنـا
كُنّـا نظـنُّ بـأنّ العمـرَ يُمهلـنـا=وأننـا فـي لذيـذِ العيـشِ باقينـا
وما علمنـا بـأنّ المـوتَ يطلُبنـا=وأننـا في رحيلٍ عــنْ أهاليـنـا
وأننـا سـوف نلقـى مـا عملنـاهُ=من الذنوبِ وقد زدنا تمادينا
فهل لنا كرّةٌ أخرى نعودُ لكي=نتوبُ من مـا اقترفنـاهُ بأيدينـا؟؟
كلاّ !! خطابـاً مـن الر حمن قائلـهُ=بأننـا لـنْ نعُـدْ يوما أراضينـا
إخواننـا هـذهِ الأبيـاتُ تُنبئُـكـم=أحوالنا فاسمعـوا أخبـارَ ماضينـا
فـلا تغرّنكـم دُنـيـا الفـنـاءِ ولا=تمضوا وراءَ عدوٍ كان يغوينا
وفرّوا الآن للدّيان في وجلٍ=قبل الوفاةِ فتُرموا في مآسيـنـا
واستمسكوا بحبـالِ الديـنِ واتبعـوا=نهـجَ النبـيِّ وأصحابٍ مياميـنـا
وفي الختـامِ نودّعكـمْ علـى أمـلٍ=بأنْ تسيـروا إلـى الجنـّات آمينـا
وادعوا لنا الله في الأسحارِ مغفرةً =فإننـا فـي ظـلامِ القبـر يؤوينـا