04-20-2013, 11:24 AM
|
|
صفاء القلوب ونقاؤها
يقول الشاعر:
قيـل لي قـد أسـاء إليـك فـلان ...... وقعـود الفـتى علـى الضـيم عـار
قلت قـد جاءنـا فأحـدث عـذرا ً....... وديـة الـذنب عنـدنا الاعتـذار
يقول الأحنف بن قيس رحمه االله إن اعتذر إليك معتذر تلقه بالبشر، ولقد جاءت بعض النصوص في التحذير والترهيب في عدم قبول العذر، يقول النبي صلى االله عليه وسلم: »من اعتذر إليه أخوه فلم يقبل عذره كان عليه كصاحب مكس« والمكـس:هو الضريبة والجباية التي تؤخذ بغير حق.
قال أحدهم :
اقبل معاذير مـن يأتيـك معتـذرا ً .....إن بر عنـدك فيمـا قـال أو فجـرا
فقد أطاعك مـن يرضـيك ظـاهره ..... وقد عصاك من يعصـيك مسـتتر ًا
وينبغي لكل غافر ز ّلة، وقابل معذرة، أن يحتسب الأجر عند االله تعالى
وكيف لعاقل أن يحمل على أخيه ما يحمل، من أجل دار زائلة فانية، قبيحة، لا تساوي عند االله جناح بعوضـة، واستحضـر في نظرك دائما ً خسة هذه الدار ودنائتها وحقارتها وانقطاعها، فهي دار زائلة مضمحلة، وينبغي في المقابل النظر في الآخرة في إقبالها ومجيئها ولابد، ودوافعها وبقائها، وشرف ما فيها، والتفاوت بينها وبين دار الكدر والهم والزوال والآَخرة ُ خير وأ َبقى، يقول بن القـيم رحمه االله: إذا تم للعبد هذان النظران آثر ما يقتضي العقل إيثـاره، وأخذ فيما يقتضي الزهد فيه، فكل أحد مطبوع على ألا يترك النفع العاجل، واللذة الحاضرة إلى النفع الآجل واللذة الغائبة المنتظـرة إلا إذا تبين له فضل الآجل وقويت رغبته في الأعلى الفاضل، ثم قـال: واعلم أنه لا ينفك العبد من أحد القسمين، فإذا آثر الـدنيا علـى الآخرة، فإن هذا إما من فساد في الإيمان، وإما من فساد في العقل، ولهذا نبذها رسول االله صـلى االله عليـه وسـلم وأصـحابه وراء ظهورهم، وصرفوا عنـها قلـوبهم، وطرحوهـا، ولم يألفوهـا،
هجروها، ولم يميلوا إليها، وعدوها سجنا ً لا جنة .
أم وائل
|