مكانك تحمدي

تسابق الساعه لانجاز مهامها المتراكمة
تلبس وتتناول افطارها وتساعد اطفالها في اكمال لبسهم وافطارهم وتوزيعهم على السيارات او ارسالهم الى مدارسهم وتنطلق هي الى عملها وقد تركت في البيت طفل او ربما اكثر بصحبة الشغالة وتنغمس هي في عملها ايا كان سواء تدريس او طب او حتى كاشيره
تعود الى بيتها قرب العصر وقد عاد اولادها قبلها وتناولوا غداءاً لاتعلم ماهو المهم انهم (متبطحين ) في غرفهم او الصاله ( ومبحلقين ) في سبونج بوب او ( متنكسين ) على الايباد والشغالة تنظف المطبخ والصغير نائم والزوج نائم وهي تجر نفسها جراً فتنام قبل ان يتغير وضع البيت
تستيقظ قبل المغرب وتبدأ دوامة المتابعة السريعة للاطفال وقد تنتهي منهم وقد لاتنتهي وينامون مبكراً وهي تتفرغ لنفسها وعائلتها وربما صديقاتها واخيراً زوجها
ولايختلف الامر في كل المهن بين النساء عن هذا الجدول المرعب
ما الذي استفادته المرأة من وظيفتها على مر السنين ؟ وما الذي استفاده المجتمع من خروج المرأه الى العمل ؟
مالذي حصل للاطفال والاجيال القادمه الذين ربتهم الاجهزه و الشغالات ؟
مالذي جنته المرأه نفسها من راتبها وانا اعلم يقينا ان اغلب الموظفات يقتلهن الدين ويأكل رواتبهم اولا بأول

لاحظوا كيف انتشر الفقر والشح والبطاله
لاحظوا كيف انتشرت العنوسه بين الشباب والبنات
لاحظوا كيف رضي الرجال باوضاع لم تكن لتحدث لولا ان تركت المرأه البيت واتجهت للعمل خارجه
لاحظوا كيف ( تناثر ) الابناء والبنات في كل دول العالم للابتعاث
لاحظوا عدد العاطلين عن العمل

افكار جالت ببالي وانا اسمع قصص من كل مكان عن عوائل بكبرها انتقلت للخارج للبقاء من بناتهم المبتعثات للدراسة في امريكا وكندا وايضا استراليا واليابان
طيب هل يستحق الموضوع الذي تدرسه كل هذه الشحططه لشايب متقاعد وزوجته حتى يعيشون في الخارج مثل عيشة الهنود عندنا ؟
هل يستحق الموضوع ان يقضي كبار السن ايامهم الاخيره من حياتهم في غربه وووحده وبعد عن البلد ؟

وبعد ان تتخرج وتعود ويعود اهلها ستبدا دوامة البحث عن عمل وتصبح على اعتاب الثلاثين بلا وظيفه ولازواج ولا اولاد

هل كان خروج المرأه للعمل اختياراً جيداً ام ان ( مكانك تحمدي ) كان الاختيار الافضل ؟