سياسة جس النبض!!!
سياسة جس النبض...
كنت أسمع بهذه العبارة أيام الأبيض والأسود وكنت حينها صغير في السن ولكنني كنت ممن تستوقفه هذه العبارة وكانت لي بمثابة معلومة مجردة لا أعلم معناها ومع مشوار الحياة كبرت وكبرسماعها في أذني وتحولت من عبارة مجردة إلى عبارة مفهومة مؤكدة ...
حقيقة كانت في وقتها تقليدية وكانت الأحداث تقليدية ويجس النبض في أمور خيرة فقد يجس في أمر زيارة أو خطبة أو رحلة ما فكانت هذه العبارة مقبولة وجميلة ويعتبر صاحبها مثقف ومع الأيام تغير الزمان والمكان وتغيرت جذرياً فأصبحت عبارة مشمئزة مقززة تجلب الهم والغم لصاحبها وللطرف الآخر!! وللمجتمع فباتت تجسس وليست جس فتجد هناك من يتلصص عليك تحت مظلة الشمس هههه أقصد تحت مظلة جس النبض وأصبح هناك من يملأ عقله بأفكار خاطئة تحت هذه المظلة وتقدم بها الحال حتى لامست هدم البيوت والأسر والصداقات!! فما أجمل أيام الأبيض والأسود وما أجمل أيام القناة الأولى والأخبار الإنجليزية ومسلسل وضحى وبن عجلان ومتعب الشقاوي وغليص وياسين وفطوم فقد كانت جميلة وكانت تغلق القناة في تمام الساعة العاشرة مساءً وتبدأ في نفس الساعة من صباح اليوم التالي أما الآن وفي وجود جس النبض الحديث أصبح عدد القنوات يفوق عدد سكان العالم!!! ومستمرة 24 ساعة ولو حصل لهم 25 ساعة لاستمرت تحت مظلة العولمة ...
ألا ترون بأنني أسرفت في ذكر هذه المظلة!! ليس لشيء ولكنني تذكرت قول أحد شعراء الجنوب فقد قال... الأجنبي مادرى عن الرووس في شمس ولا مظللة...
فقد صدق فمن الصعب أن يكون هناك إنسان يعيش بفكر منعزل و يتلمس أفكار العقول السوية لذلك لايسعك إلا أن تقول*
شدوا ويمتهم جنوب عن الديرة... واقفوا وأنا قلبي من الهم مرضاني
صدقوني أيها السادة الكرام *قلبي مريض ليس لأمر الرحيل بل لأمر الاستمرار السابق فمن يمدد له في العمر فسوف يرى عجباً بل عجب العجاب وكفانا الله وإياكم شر ظاهرة الإعجاب!!!.
***
ياعذابي لادنى الليل من روس الجبال...وانتهى يوم من العمر ما عاد أرتجيه
|