سيئ الطوية كبيضة الغراب

الغراب طائر مؤذي قبيح المنظر ... كريه الرائحة

وقد حفلت الامثال العربية بالحديث عنه فقالوا:

صُرَّ عَلَيْهِ رِجْلُ غُرَابٍ: أي ضاق عليه الأمر أو المعاش

وطَارَ غُرَابُهُ: أي شاب رأسه
وغُرَابٌ أَبْقَعُ: وتطلق على الرجل شديد الخبيث والدهاء

وأزهى من غراب لأنه إذا مشى يختال في مشيته ومعجبا بنفسه
و
وأشأم من غراب
وأفسق من غراب
وأشد سواداً من غراب وهو أشبه من الغراب بالغراب.
ويقولون أيضا: ليس بصياح الغراب ينزل المطر وهو في المعنى مثل قولهم وما نيل المطالب بالتمني.
معتقدات في الغراب في الماضي:
حملت الغربان سمعة سيئة لدى العرب منذ القدم وتواترت هذه السمعة عبر الأجيال والزمن وساعدت عوامل كثيرة على رسم صورة قاتمة للغربان مثل
لونها الأسود
و شكلها القبيح
وصوتها القبيح
ونوعية غذائها
وتلصصها

كل ذلك ساهم في رسم معالم هذا الطائر في شكل
طائر أسود
كئيب المنظر
ويأكل الجيف
و يسرق طعام الغير
انتهازي شرس
فتطيَّر منه الناس وتشاءموا حتى من مجرد رؤيته أو سماع صوته وألصقوا به الأخبار المشئومة حتى صار رمزا من رموز التطير والفأل السيئ
وزاد على ذلك صوته الكريه الذي ينذر بالشؤم عند سماعه وبورود سيئ الأخبار.

وينعت بعض الناس سيء الطوية مع تظاهره بالخير انه مثل بيضة الغراب التي ظاهرها البياض وداخلها السواد القاتم نعوذ بالله منهم ومن سوء طوياتهم..
وبالطبع فإن هذا التطيُّر والتشاؤم هو من مخيِّلة الإنسان وليس له أساس يستند إليه فلا معنى للتطيُّر والتشاؤم لرؤية إنسان أو حيوان أو غيره.
وقد نهى الرسول الكريم صلى الله عليه ,وآله وسلم
عنذلك في الحديث الشريف الذي رواه الشيخان وهما.1

-

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَلا هَامَةَ وَلا صَفَرَ رواه البخاري (5316).
2-عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَال : لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ.رواه مسلم (2224)
وفي رواية للبخاري : لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر وفُـرّ من المجذوم كما تَفرّ من الأسد .
وفي رواية للشيخين : لا عدوى ولا صفر ولا هامة . فقال أعرابي : يا رسول الله فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء فيجيء البعير الأجرب فيدخل فيها فيجربها كلها ؟ قال : فمن أعْدَى الأول؟