هي جنة الله على ارضه ..فأغنم رضاها..

السلام عليكم ورحمة الله
مسائكم ورد

حبيت أذكر لكم قصه صارت مع أحدى الزميلات..قالت :
لمَّا كنت سنه إمتياز أتدرب في المستشفى
بيوم من الايام الي ما نسيتها وبعدها كلياً أتغير تعاملي مع أمي ..

انا أخصائيه وبالطبع يجوني مرضى بالعشرات يومياً الله يشفيهم جميعاً

المهم

دخلت عليَّا مريضه بالستينات مع ابنها تقريبا في الثلاثينات..

لاحظت حرصه الزائد عليها ..يمسك يدها ويصلح لها عبايتها .. ويمد لها الأكل والماء

بعد سؤالي عن المشكله الصحيه .. وطلب الفحوصات سألت ابنها عن حالتها العقليه ..

لأن تصرفاتها لم تكن موزونه ولا ردودها على أسئلتي ..

فقال لي إبنها إنها متخلفه عقلياً منذ الولاده . تملكني الفضول فسألته : فمن يرعاها ؟؟

قال : انا أدخلها دورت المياه إنتو بكرامه .. وأحضر ملابسها وأنتظرها إلى أن تنتهي وأصفف ملابسها في الدولاب وأضع المتسخ في الغسيل وأشتري لها الناقص من الملابس ..

قلت : لما لا تحضر لها خادمه ..

قال : لأن أمي مسكيـــنه .. مثل الطفل لا تشتكي وأخاف أن تؤذيها الشغاله ..
إندهشت يا جمــاعه من كلامه ومقدار بره

وقلت : وهل أنت متزوج ؟

قال نعم الحمد الله ولديا اطفال

قلت : إذن زوجتك ترعى أمك ..

قال : هيا ما تقصر فهي تطهو الطعام .. وتقدمه لها وقد أحضرت لزوجتي خادمه ختى تعينها ولكن

أنا أحرص أنا أكل معاها حتى أطمَّن عشان السكر .. زاد إعجابي ومسكت دمعتي ..

إختلست نظره إلى أظافرها فرأيتها قصيرة ونظيفه قلت أظافرها ؟ قال : انا يا دكتوره.. هيا مسكينه ..

نظرت الام لولدها وقالت متى تشتريلي بطاطس ؟؟ قال ابشري الحين أوديك البقاله ..

طارت الام من الفرح قالت ؟؟ الحين .. الحين ....

التفت الابن وقال : والله اني أفرح لفرحتها .. أكثر من فرحه عيالي الصغار ..

سويت نفسي أكتب في الملف حتى ما يبين إني متأثره .

وسألت ما عندها غيرك ؟؟

قال أنا وحيدها لأن الوالد طلقها قبل شهر ؟؟ ثم سألت : الوالد ربَّاك إذن ؟؟

قال : لا جدتي كانت ترعاني ..وتوفيت الله يرحمها

قلت :هل رعتك امك في مرضاك أو تذكر إنها إهتمت فيك ؟؟

قال يا دكتوره : أمي مسكينه من عمري 10 سنين انا اهتم فيها وأخاف عليها

كتبت له الوصفه وشرحت له الدواء ..

مسك يد أمه قال يالله على البقاله .. قالت لا نروح مكه ..

إستغربت ثم سألتها ليش تبين مكه ؟؟

قالت بركب الطياره

ومن ثم سألته بتودريها مكه ؟؟

قال إيــه

قلت هيا ما عليها حرج لو لم تعتمر

قال يمكن الفرحه الي بتفرحها لو وديتها .. أكثر أجر عند رب العالمين من عمرتي بدونها ..

خرجو من العياده وأقفلت الباب

وقلت للممرضه أحتاج للراحه..

وفضلت أبكــــي من قلبي !!

وقلت في نفسي وهاذي وهيَّا لم تكن أمه !! فقط حملت وولدت ولم تربِّي ولم تسهر اليالي ولم تدرسه !! ولم تتالم لألمه ولم تبكي لبكائه !!ومـــع كل ذالك؟...... كـــل هذا البر !!

فهل سنفعل بأمهاتنا الاصحاء .. مثلما ما فعل لأمه !!!!
دعوت الله آن يبآرك فيه ويجعله من آهل الجنة جزآء بره بـ آمه وجزآء نقآء قلبه وصلآحه ..

وعلى الطَرف الأخر هُنالك مَن يركُل ويرمي مَن تَعِبوا على تَربيتِهِم فِي بَعض المَراكِز الخاصّة بالمُسنين ولعلّي اذكُر عَكس القصّة حين احضَر احَد الأبناء والِدتهِ للمَستشفَى وحينَ تمّ النِداء واتينا للكَشف عليهَا ذَهب الإبن ولَم يعُد وكأنه مُخططا لكُل ذلِك مُسبقاً ...!
اللهم إجعل أبي وأمـــــي من أهل الجنه .. وأجعل الحوض موردآ لهم والرسول شاف لهم ..
اللهم ارزُقنا برّ ابائنا وامّهاتِنا احياءاً وامواتاً ..