عتمة النهار...ونور الظلام...!

حقيقة:
التغير يقبل التعديل ولكن السراب لايقبل الحقيقة....!

ارتفاع الموج وعلوه عن الحد المتعارف عليه يبث الهيبة في نفوسنا فنكون مابين حالين نبغي الاقتراب مره ومرة الابتعاد..
لانتصور أحياناً أن نبقى بموقف المتفرج الحيران...أو المتعجب في ذهول فنبقى عاجزين عن الحركة أو الكلام ونعتقد أنه لاشيء يحدث سوى جمودنا وتعطيل أفكارنا عن أي فكرة تراوده أو أمراً مطلوب ننجزه..
عندما نرسم الأحلام نتكلف في صناعتها ونفرح بزخرفتها فنبقى ننظر إليها من كل زاوية...ونزيد الإضاءة لنبصر تفاصيلها الدقيقة..
لكن الواقع مختلف ربما أحياناً عتمة النهار وإضاءة الليل تزيد من شتاتنا عفواً هل عكست المفردات .؟! ربما
وقت الصمت يطول أحياناً في حيرتنا فنحن نبحث عن قناعة تكون أشد من أي حيرة تعترينا ...
آآها ولكن ربما القناعة تكون معتلة ونحن لانعرف إلا بالفحص والتحاليل التي ترشدنا إلى ماتعانية قناعتنا من العلل والأمراض..
أجدها مهمة صعبة أن نبدل قناعات ومبادئ .....ربما هي صعبة ولكن أظن الكلمة الطيبة تفعل مالاتفعله الجيوش الكاسرة...
فقدنا لبعض الأمور القريبة من أنفسنا ربما يعلمنا أن الحياة مثل صندوق الحلوى كل نوع يحمل نكهة معينة عندما تفتحها إما ترغبها أو لاترغبها ....ولكن كم مره سوف نجرب قد نقول نقرأ مكوناتها ولكن كم مره أطلعنا على المكونات وحينما نريد أخذ مانريد قد تكون هناك يداً أخرى سبقتنا لأخذها...!!
روتين الحياة قضى على كل رغباتنا وأحلامنا لم يعد هناك متسع من الوقت للتفكير جيداً في أحوالنا أو من حولنا إلا من رحم ربي وماأردت التعميم ولكننا نشاهد كيف يرحل اليوم ونحن معلقين عليه الكثير من الآمال والخطط والمشاريع...
سألت الصباح ذات مره كيف لك أن تكون مشرقاً إلى هذا الحد والليل معتماً لهذا الحد..؟!
فالإنارة ليست السبب...ولاالشمس ولا القمر أقصد...ولكنه نوراً في قلوبنا عندما نريد أن نشاهد الليل قمراً منيراً فإننا نحتاج إلى طهر القلب ..وصفاء النفوس..وجلاء الهم والحزن ولكن غالباً حينما يعم الصمت المكان فإن الأفكار تبدأ بعملها المؤلم وإلا لم تنفس امرئ القيس تنفساً عميق ثم قال :
ولَـيْـلٍ كَـمَـوْجِ الـبَـحْـرِ أَرْخَـى سُـدُوْلَــهُ

عَــلَـيَّ بِـأَنْـوَاعِ الـهُــمُــوْمِ لِــيَــبْــتَــلِـي
فَــقُــلْــتُ لَـهُ لَـمَّـا تَـمَــطَّــى بِـصُــلْــبِـهِ

وأَرْدَفَ أَعْــجَــازاً وَنَـــاءَ بِــكَــلْـــكَــلِ
ألاَ أَيُّـهَـا الـلَّـيْـلُ الـطَّـوِيْــلُ ألاَ انْـجَـلِــي

بِـصُـبْـحٍ، وَمَــا الإصْـبَـاحُ مـنِـكَ بِأَمْثَلِ

فهنا لم يخاطب الليل إلا بعد أن ضاقت به أنفاسه فكم مرة ضقنا وكم مرة لله في جوف الليل سجدنا نشكوى له ليلاً تمطى بأنواع الهموم والأفكار المؤلمة...
تيقنت أن العجز يشل أجسادنا عن الحركة وتنفيذ الآمال والأحلام وربما يدور في أذهانكم عجز الأطراف ولكنني أردت عجز التفكير فلا نتخيل القيود التي تقيدنا وتمنع عقولنا عن التفكير فنعتاد العجز ونعتاد على من يقوم بكل شيء عنا وهذا ملموس في جيلنا بالرغم من دقة التفكير ولكنهم أرادوا أن يكونون عاجزين عن التفكير لنفكر بدلاً عنهم ولنحقق مطالبهم...فشظف العيش لم يعاصرهم ليخرج لنا جيلاً مختلف إلا من رحم ربي
لعلي هنا أقف فقد تشعبت الأفكار وتبعثرت السطور وثرثرة قلمي لاتزال متواصلة..!