يأبى العليل إلا أن يكون طبيباً

(بدون قيود) ..!!

في ظل السباق من أجل الشهرة والمال , وانفتاح التقنية الرقمية والفضائيات , وتعدد الربحية دون رقابة أو رادع . خرجت علينا قنوات شعبية تنقل الموروث , وتتخذه ذريعةً لها في الظهور إلى الأضواء , فنراها تهيم في فضاء فارغ , لا يوجد فيه هواء ولا نجوم تزينه لتضفي عليه شيئاً من الإبداع , فنجد أن ما تقدمه من مواد عن الموروث الشعبي عبر شاشاتها لا يراعى فيه أذواق , ولا رأي متابع عام , وكل ذلك بسبب أهداف دونية للقائمين عليها ..!! غلبت على الأهداف الأخرى السامية , وجعلتهم معول هدمِ للموروث الشعبي لا بناء . فأنعدم المعنى الحقيقي لمهنية إخراج الموروث وإنتاجه عبر شاشات التلفاز لأنه وقع في أيدِ غير أمينة , لا تهتم بما يرفع من شأن المؤروث الشعبي بعيداً عن أي شقاق أو انتقاد ....! ولعل ما نسمعه على ألسن الشعراء من تعدٍ على تواريخ بعض القبائل خير مثال , فبعض الشعراء فوه فيه غاز وزميله الآخر فوه فيه نار , فأين المهنية في قنواتكم يا رفاق ..!!
ولكي لا يعود بنا الموال , إلى سالف الأزمان , إبان الجهل والظلال , ونحن آل فلآن ....!!
ونتسابق غداً على فتح هذه القنوات لنكيل الصاع بصاعين ويزيد القيل والقال , والاعتزاز بالأطلال والملاحم البائدة , وكأننا كما قال الشيخ الدكتور عائض القرني حفظه الله في إحدى محاضراته قد شاركنا في غزوة أحدٍ أو حنين وقدنا الفتوحات الإسلامية . فقودوا مراكبكم إلى بر الأمان لكي لا نغرق وسط أمواجٍ عاتيةٍ انتم من فجّر سكونها ..!!

( امتعاض ) ..!!

وحينما أعود إلى الهدف الأساسي من طرحي لهذا الموضوع فسوف أحصر نقاشي على قناة واحدة وهي قناة السيوف الفضائية . التي تزعم اهتمامها بالموروث الشعبي الجنوبي , لكنها في طريقها لأن تسقط بموروثنا الشعبي إلى القاع وذلك مقابل تقديم المصالحٍ الفردية والجشعِ المادي الفردي , على سمعة قبائل الجنوب بأكملها للأسف الشديد . بعد أن كنا نمني العين أن تكون أفضل حالاً مما هي عليه الآن , وأن نرى منبراً إعلامياً مرئياُ يمثل موروثنا وينقله للمشاهد في شتى البقاع في أبهى حلة . لكن للأسف أن ما حدث كان العكس , فحينما نمعن النظر في حال هذه القناة فإننا نتحسر ونخجل من حال قناة تنقل موروثنا الشعبي عبر شاشتها . متجاهلةً عراقته وأصالته , وشموخ قبائلنا .
وإذا تأملنا قليلاً في حال هذه القناة فلن تنتابنا الغرابة من مساوئها التي صاحبتها منذ الوهلة الأولى لانطلاقها ,لأنه كما يقال : الرمح من ركزته الأولى .
حيث كانت بداية هذه القناة بالتسول عبر شريطها الإعلاني بطلب الإعانة ولو بمئة ريال , وهذا بداية الخير يا كرام ..!!
يعني بالعامي ما أنت قدها ليش تتورط يا حداوي ..!! وتجيب لراسك الصداع ..!!
ثم لم تلبث بعدها بفترة حتى أضافت شريطاً إعلانياً آخر يمثل رأي شخص واحد وهو مالكها مستخدماً اسم قناته لنثر خزعبلاتٍ حداوية ..!! فتارةً يكتب عن أموراً سياسية فيها من الحماقة ما لا يطاق , وتثير من يقرأها وتجعله يجزم بأن من صاغها شخص معتوه , ويستنكر على الجهات المعنية بمراقبة هذه الأمور السكوت عنها ..!! وتارةً اخرى أموراً أجتماعية لا تخص المجتمع أو الشرائح التي تتابع القناة وإنما حشو في الكلمات لا فائدة منه ..الخ . لكن يأبى العليل إلا أن يكون طبيباً ..!!
ثم أضاف شريطاً دعائياً أترفع عن ذكر ما يحويه من دعايات عن أدويةً ومنشطات ..!! احتراماً لموضوعي ولمن يقرأه .
بعد ذلك أكتشف القائم ..!! أو القائمون إن صح التعبير على هذه القناة أن فيهم خصالاً حميدةً من النبل لابد أن يبلوروها , فقالوا : خلونا نشتغل تحت مسمى خطابة ..!! والدعوى ما راح تكلفنا غير شريط إعلاني دعائي , و نسوي لكل واحد ووحده كود ورقم طلب , ولا من شاف ولا من دري ..!! متجاهلين المصير ..!! وما سوف تأول إليه الأمور ..!! حيث أن هذا الشريط لخفايا الكواليس من دون إسهابٍ ...!!
بعد هذا الشريط تفاعلت بعض وسائل الإعلام الصحفية المقروءة و الإلكترونية في النقد والاستغراب ..!! بعد أن كثرت الأخطاء ..!! ليخرج بعد ذلك أحد طاقم هذه القناة ويدعي أنه تم على يد إدارته وقناته زواج الكثير من الشباب والشابات ..!! فأي أضحوكة نحن في أعينكم يا معشر الجشعين ..!! والضحية في كل هذا هو موروثنا العريق . الذي اتخذه القائمون على هذه القناة تحديداً وسيلةً من أجل غاية ..

(من هنا) ..!!

أصبح لزاماُ علينا أن نقول للقائمين على قناة السيوف كفى خبتم وخاب مسيركم ..!! فأنتم و قناتكم لا تستحقون تمثيل هذا الموروث الأصيل بهذا المضمون السخيف ..!
وهنا دعوة لجميع من يهتم بالموروث الشعبي الجنوبي بالوقوف بالتصدي والإنكار ضد هذا الهراء الذي يقف ورائه عقليات جشعه. وإن لم يأتي الحزم منا نحن المعنيين بحفظ الموروث الذي يمثلنا . كيفما وأينما كان , فممن سوف يأتي الحزم والإنكار..!! وهذا نداء عاجل لرجالات الجنوب كافة , لأن هذه القناة مستنقع سيء يأبى موروثنا أن يبقى مغموساً في وحله .

بقلم : يوسف آل عايش
وللجميع فائق مودتي وأحترامي ..