غرامة العمري يحفظ أكثر من 600 رقم لوزن الخضار بالجبيل

غرامة العمري يحفظ أكثر من 600 رقم لوزن الخضار بالجبيل

منقول من جريدة الوطن


غرامة العمري شاب في العقد الثالث.. يعاني من إعاقة حركة صنفته ضمن ذوي الاحتياجات الخاصة، ويجلس خلف طاولة الميزان الإلكتروني للخضار في متجر معروف بحي الحويلات في الجبيل الصناعية ثماني ساعات يومياً.
وخلال عمله يقوم بمهمة سهلة صعبة وهي: وزن الخضار، واستخراج ملصق السعر ثم وضعه على الكيس، ولكن اللافت في هذه المهمة أن الرجل يحفظ أكثر من 600 رقم مكون كل واحد منها من 4 خانات لمختلف الأصناف من الخضار والفواكه المحلية والمستوردة.
وبمهارة يستطيع كتابة الرقم واستخلاص ملصق السعر في ثوان معدودات. يقول غرامة لـ"الوطن" قضيت في هذا العمل حوالي سنة ونصف السنة تمكنت خلالها من حفظ ما يزيد عن 600 رقم لمختلف الأصناف من الخضار والفواكه المحلية والمستوردة، أستطيع كتابة الرقم واستخلاص ملصق السعر خلال 3 ثوان تقريبا. يلفت الرجل الانتباه في حال ازدحم كاونتر الخضار بالزبائن، حيث تتحرك أصابعه على لوحة أرقام الميزان في الوقت الذي تكون فيه عيناه على نوعية (الموزون) من الخضار أو الفواكه، حالة يصفها مدير السوق بالفريدة،" رغم أن هذه المهمة يعمل بها موظفون كثر على مستوى فروع بنده بالمملكة التي تزيد عن 50 فرعا، إلا أنهم يضطرون للاستعانة بقوائم الأرقام الإلكترونية للوزن، أو بتثبيتها على الكاونتر، أو الاحتفاظ بنسخة مكتوبة منها، باستثناء غرامة العمري الذي يحفظ حتى أرقام الموظفين وأرقام هواتفهم الجوالة، ولا سيما أن وسائل التقنية تكفلت بهذه المهمة إلا أن الموظف يتمتع بذاكرة قوية نحمد الله عليها، ويعتبر مثالا للموظف المنضبط المنتج".
العمري بسبب علاقته المميزة بالميزان الإلكتروني للخضار كوّن صداقات مع عدد من الزبائن المعجبين بأدائه وديناميكيته، وبات من العلامات اللافتة لانتباه المتسوقين. ويطمح لمزيد من التطوير الإداري في عمله مما يهيئه لمزيد من الفرص الوظيفية، رجل كثير الصمت، كثير الإنتاج، قليل الكلام، خلوق، وتسكن نفسه روح وثابة وطموحة، نجح في جذب الانتباه إليه بفضل حسن أدائه.