%% إنابةٌ وندم %% مجاراة للشاعر سيد الموقف,

بسم الله الرحمن الرحيم
نزولا إلى رغبة الأخ الشاعر سيّد الموقف في مجاراة قصيدته العصماء على هذا الرابط
http://forum.baniamro.com/t70043.html
شاكرا له ثقته في كشاعر فلقد قمت بهذه المجاراة وأعتذر عن كون الموضوع مختلف عن الموضوع الذي أراده فلقد أجاد الشاعر في ذلك الموضوع ولا عطر بعد عروس واخترت موضوعا أخر كان يدور في خلدي وأرجوا بأن وفقّت في ذلك ,,

تُسامرنيْ الندامةُ والبلاءُ=فيغلبها التفاؤلُ والرجاءُ
وتاه الفكرُ فيْ ما يعتريني=ويُشغلنيْ وضاقَ بيَ الرداءُ
وأُثقلَ كاهليْ همٌّ و غمٌّ=وغابَ الفرحُ وارتحلَ الصفاءُ
على ما كانَ من لهوٍ وطيشٍ=وذنبٍ سوف يتبعهُ الجـزاءُ
فكمْ من زلةٍ ليْ فيْ الخفايا=تلوحُ بخافقي فيها العناءُ
سنينٌ حافلاتٌ بالرزايا=تولّى منْ بشاعتها الضياءُ
أسيرُ وراءَ شيطانٍ مريدٍ=كأنّ السيرَ يحدوهُ الإخاءُ
يزيّنُ لي القبيحَ بكلِّ حُسنٍ=بمكرِ كمْ يساندهُ الدهاءُ
وضللَ مقلتي فصرتُ أسعى=وتعقبني البلادةُ والغباءُ
كأنّ السحرَ فيْ ما يفتريهِ=فغطّى العقلَ بالجرمِ الشقاءُ
توّلت لذةُ الذنبِ المُعنّي=وأمّا حسرتيْ فلها البقاءُ
وقدْ رصدَ الكرامُ دقيقَ فعليْ=وأقوالا تجهّمها الحياءُ
لتطوينيْ الدقائقُ والثوانيْ=صباحٌ راحَ يتلوهُ المساءُ
إلى قدريْ يُعجّلُ فيْ مسيريْ=حياةً سوف يحصدها الفناءُ
فكيفَ إذا دنا منّيْ رحيليْ=عنِ الدُنيا وقد حلّ القضاءُ
وقدْ سكنَ الحِراكُ وزاغَ فكريْ=وهمَّ الموتُ وانكشفَ الغطاءُ
وفارقتُ الأحبّةَ منْ رفاقيْ=وأهليْ ثُمّ قامَ ليَ العزاءُ
وأُسْكنتَ الترابَ إلى مصيريْ=وذاعَ الأمرُ وانطلقَ البكاءُ
هنالك لا أنيسُ ولا جليسٌ=يؤنسنيْ ولا زادٌ وماءُ
وعادَ الكلُّ في كربٍ وهمٍ=من الأحزانِ وانهمرَ الدعاءُ
ولمْ يتبقَ من عملٍ وكدٍّ=وآمالاً يفرّقها الهباءُ
وضمّ اللحدُ جسميْ يبتليهِ=وسادَ الصمتُ وانقطعَ النداءُ
ولو نطقَ القصيدُ بما أراهُ=لحرّكَ ما يسكّنهُ الشتاءُ
وأطرقَ نائياً عن كلّ فنٍ=من الأشعارِ بلْ صاحَ الرثاءُ
فيا منْ يعلمُ السـرَّ المُخفّى =ومنكَ الأمرُ يأتيْ والقضاءُ
أغثْ عبدا تولّته البلايا=تعثّرَ فيْ الخُطا وله رجاءُ
تضيقُ به الذنوبُ بكلِّ دربٍ=ويعلمُ أنّ رحمتَكَ الفضاءُ
ويعلمُ أنّ عفوكَ يا كريما=يعمّ الصالحينَ ومنْ أساؤوا
الا فاجعلْ لتوبتهِ قبولا=وتثيبتا يظلله الرخاءُ