غيرة الرجل!

أكدت دراسة حديثة أجريت في جامعة ويلنج جيسون الأمريكية أن الغيرة سلوك إنساني عام، وأن الغيرة ليست مشاعر قاصرة على النساء فقط، فكما تغار المرأة من جمال قريناتها وأناقتها يشعر الرجل بنفس المشاعر، وأكدت الدراسة أن 64% من الرجال يلتفت إلى أناقة الرجال الآخرين، بل ويأخذ في اعتباره طريقة ارتداء الملابس عند حكمه على الآخرين، و74 % من الرجال يشعرون بالغيرة من أناقة الآخر ووسامته، وربما جاذبيته وقدرتها على لفت الانتباه، و31% منهم خاصة من الذين لا يتمتعون بدرجة عالية من الوسامة يغارون من جمال ووسامة الآخرين، ووجدت الدراسة علاقة بين مستوى الرجل الثقافي والاجتماعي ودرجة اهتمامه وغيرته من الآخرين، فكلما ارتفعت درجة ثقافة الرجل ومستواه الاجتماعي كلما كان أقل التفاتا لغيره.

يقول عبدالله الأحمري " لا أغار من الرجل الآخر، ولكن هناك مواصفات خلقية أو عملية تجعلني أغار من الآخر، وأتمنى أن أصل إلى الصفات التي تتمناها زوجتي في أي رجل، وأن أجمع هذه الصفات في نفسي"

ويضيف محمد علي " أنا أرى أنني أجمل رجل في العالم ولا أغار من الشكل وأغار من القيمة، وهناك نوعان من الغيرة غيرة حميدة وتشمل الاقتداء بالشكل والملابس والهندام، وأما الغيرة غير الحميدة فتكون عبارة عن حسد أو شك أو عدم ثقة بالنفس".

وتضيف غادة محمد " يغار زوجي بمجرد ظهور كاظم الساهر على الشاشة، ويغير القناة فورا، وهو دائما يسألني عن المواصفات التي أحبها في الرجل أو مواصفات الرجولة في نظري، ويغضب عندما أذكر صفة ليست موجودة لديه، وهو يحول حياتي جحيما إذا وصفت رجلا بأن شخصيته قوية"

ويقول محمد صالح " أغار من الرجال الآخرين الذين يفوقونني طولا وضخامة، ولكني لا أحسدهم، ولكني أعرف أن بعض النساء يفضلن الرجل الطويل، وهذا ما يثير غيرتي "،
أما سعد الشهري فيقول " لا أغار من الرجل الأجمل، لأنني أعرف أنني جميل، والجمال في رأيي شيء داخلي لا يظهر إلا بالعشرة، والجمال ليس مهما للرجل، وأثره ينتهي بعد فترة بسيطة".

والغيرة بنظر عبد الرحمن الأسمري متصلة بطبيعة الإنسان يقول " لا أغار من الجمال، وإنما أغار ممن يكون أفضل مني في جوانب أخرى، فالغيرة لا تؤثر في نفسي بمعناها السلبي، لأنني على وفاق مع نفسي، فهناك غيرة تولد العداء والكراهية، وهناك غيرة تشجع على بذل الجهد بهدف بلوغ الأفضل".

وتضيف سوسن القحطاني " تلفت أناقة الرجل وجاذبيته الفتيات، وخاصة طول القامة ونبرة الصوت التي تضفي على الشخصية التميز، ولا أعتقد أن الغيرة بين الرجل والآخر تتولد بسبب الجمال، ولكن لسبب أنهم لفتوا الانتباه، وكثير من الرجال يكرهون الفنانين نظرا لاهتمام الفتيات بهم".

وتقول الاختصاصية النفسية صباح الزهار " الرجل يحب التملك، وذلك ما يجعله أقرب إلى الشعور بالحسد منه إلى الغيرة، فهو يكون مدفوعا للحصول على ما يملكه الآخر، وحتى في العلاقات الإنسانية يتحول الحب عند كثير من الرجال إلى نوع من الملكية الخاصة"، وتفسر صباح الغيرة كما يراها علم النفس وتقول " الرجل عادة ما يغير غيرة مادية وليست غيرة عاطفية، وهذا يؤكد أن الجمال ليس أول ما يلفت نظر الرجل، وقد توصل فرويد منذ عشرات السنين إلى كل ما يسعى إليه الرجل، وهو أن يكون صاحب سلطة ونفوذ، فهو يريد أن يمتلك سيارة أسرع وبيتا أفخم ووظيفة أفضل ومنزلة اجتماعية أرفع وامرأة أجمل، فالمال لدى الرجل يعني السلطة والسلطة هي مركز اهتمامه، والغيرة التي تنطوي على آثار سلبية في نظر العلماء هي نمو الشعور المتزايد بالنقص لدى الرجل الذي يقع في فخ المقارنة بينه وبين الآخر، فتتراجع ثقته بنفسه، وتولد لدية حالة قلق، ويتملكه شعور بالغ بالضعف".

وعن وجهة نظر النساء في الرجل أضافت " الأغلبية يملن إلى الرجل صاحب الشخصية المميزة بغض النظر عن صفاته الشكلية، ووضعت كثير من السيدات الأولويات ومنها الثقافة والدين والمؤهلات الدراسية، ونادرا ما تتحدث السيدات عن جمال الرجل الشكلي، فما فائدة جمال الرجل دون أخلاق ودون التزام ودون سلوك حسن، وقد أثبتت دراسة حديثة أجرتها جامعة ويلنج جيسون أن التأثير الرجالي هو الأقوى وأن تصور الرجال والسيدات الشكل المثالي لكل منهم يعتمد على النظرة الرجولية فقط، وأن اعتقاد الرجال والسيدات في الصورة المثالية يتأثر بشكل كبير برؤية الرجال.

و ذكرت المجلة الطبية البريطانية أن عدد الرجال الذين أعربوا صراحة عن عدم رضاهم عن مظهرهم أصبح ثلاثة أضعاف في العقدين الماضيين، وهذه الأيام قد يتساوى الرجال مع عدد النساء اللواتي يبدين عدم رضاهن عن مظهرهن الخارجي، وأفاد المعالجون أن هناك زيادة تبلغ 50% في عدد الرجال الذين يسعون للعلاج من اضطرابات في تناول الطعام عن العدد الذي كان يراجعهم في التسعينات، ويعزو هؤلاء هذه الظاهرة إلى نوع جديد من الاضطراب، وهو الهوس ببروز العضلات الشائع بين الرياضيين والمهتمين باللياقة، وقد دفع ذلك مجلة الصحة واللياقة التي تصدر عن الكلية الأمريكية للطب الرياضي أن تبرز على لسان خبيرة التغذية كاترين بيلز هذه الظاهرة المتنامية لدى المتحمسين للياقة مؤكدة هوس الرجال بالمظهر، مما يجعلهم ينخرطون في تمارين عنيفة للحصول على نتائج فورية، وعندما تسعى المرأة للنحافة يميل الرجال للرغبة في إبراز العضلات وزيادة الوزن، ويعزو الكثير من ذلك إلى الضغوط الثقافية الملقاة على كاهل الرجال كي يكونوا على هيئة معينة.