يامدرسين اقراوها على تلاميذكم

درة من درر المواطنة الحقة

اعجبتني فقراتها لكم

وارجو من ممن تمر عليه من التربويين والمعلمين

ان يقرأها على تلاميذه




سامحوني على صراحتي ولكنها الوطنية القُحّة ، التي تُدمي فؤادي.

نعم يا موطني أنا لم أخرج في ذلك اليوم محتفلاً كبعض المحتفلين

أو دعني أقول المتظاهرين فقد همس الوطن في أذني فقال لي :

اربأ على نفسك يا بنيّ ..

وأخرج لي اليوم من شعبي عالمًا ، أو مخترعًا ، أو طبيبًا ، أو مهندسًا ،

أو طيارًا ، أو معلمًا ، أو جنديًا ، ليخدمني ويقوم على حاجات سُكّاني ..
فهذه وطنيتي.

أريدك اليوم أن تعرض لي كل مخترعٍ .. وأن تُكرّم كل موهوب .. وأن تعرض

لي قوة تحمي بها حياضي ، وتُرهب بها أعدائي ..وأن تُشيد بكل من دافع عنّي ..

وأن تُخرج اليوم لي شبابًا حفظوا كتاب ربي ، ليرفعوه بأيديهم إلى السماء ،

قائلين لمن حاول أن يحجب الأرض عن السماء ..

يـــــــــــــــــــــــــــــــــــا أُشيمط ، لا نكترث ، لا نكترث ،

فتمزيقك لكتاب ربنا ؛ لا يزيده في صدورنا إلا حفظًا ، وتدنيسك ؛ لا يزيده فينا إلا قُدسًا ..
فهذه وطنيتي.

أريدك اليوم أن تقول :

قد دحرنا كل مُغرِّب ومُكفِّر ، وأزلنا كل مخدِّر ومسكِّر، وجبينا مال كل مزكٍ ، و بنينا لكل فقير مسكن ..

و ضرب العدل فينا أطنابه ، وأغلق الظلم عنّا أبوابه ، وحملنا الأمانة ، ما الأمانة ..

واليوم قد أطعنا الإمارة ، وأصلحنا البطانة ، وسألنا العالم الجليل ، وسلكنا بدنيانا على صراط الدين القويم.
فهذه وطنيتي.

أخيرا : وطني الحبيب

أعتذر إليك ، فلم أستطع في ذلك اليوم أن أخدش مروءتي وأرقص كالنساء ،

لينظر لي الأعداء ، ويقولوا إن كان هؤلاء شباب المسلمين فابشروا وخططوا

ونفذوا فما هنا إلا النساء والرجــ

ولم أستطع أن أتعدى على أعراض المسلمين في سيّارتهم ليشاركوني خدش مروءتي.

ولم أستطع أن أتجمهر في الشوارع ، وأقلق المسلمين في المضاجع ، وأشغل

رجال الأمن الأوفياء ، عن كل مهرّب ليسرح في ذلك اليوم كما يشاء ،

وعن كل إرهابي يريد أن يخرّب أو يفجّر ، وعن كل ساحر ومشعوذ يريد أن يضرّ وأن يفرّق.


ولم استطع أن أوقف السيارات التجارية لأفرغ محتوياتها ، وأوزعها على المحتفلين بالوطن ،

لينقل عنا سائق هذه العربة المغترب ، الذي قد ناله من الضرب ما ناله ، صورة وطنية

باهرة ، عندما يعود إلى بلاده.

ولم استطع أن أتعدى على رجال المرور والشرط ، و أمارس عليهم أنواع الإهانات

حتى لربما تجاوزت إلى بعض الشذوذات ..

ويا ليت شعري ما أقول لكم يا رجال الأمن إلا أن تدمع العين على الحال والمآل.

ولم أستطع يا موطني أن أخالط أعراض المسلمين من النساء الآتي خرجن من

بيوتهن وقد قال الله (وقرن في بيوتكن)لأشاركهن الصراخ في يومك الوطني..

وأن ارفع أصوات الغناء عالية ، واغضب رب الأرض والسماء ، كيف لا ، وقد نال مزمار

الشيطان في ذلك اليوم ما ناله ..

فضرب على آذاننا لواءه ، ونهق .. ونهق .. ونهق بصوته في الشوارع ،

والأسواق ، والتلفاز ، والمذياع ..

ونسينا كلمة الفاتحين الأولى : الله اكبر الله اكبر الله اكبر

و لم استطع يا موطني في ذلك اليوم الخروج إلى الشوارع ،

لأكون مشاركا في تعليم الناس كيف ينظّمون للتظاهر ، فهذه تصرفاتهم فرحا ،

فكيف بها يا موطني غضبا ، كيف بها يا موطني غضبا،

ويا ليت شعري يا ليت شعري يا من يهمه الأمر

قد فُتح الباب بعد أن كان مؤصدًا.

سامحوني فربما غالبني دمعي ليرسم في ثرى وطني

حبي لمملكتي


كتبه الفقير إلى الله

محمد ابن الشيبه الشهري

اسال الله ان يكتبه مع الانبياء والصديقين والشهداء والصالحين
ويزيده من فضله
ويكثر امثاله لتطمئن الأمة