01-08-2004, 01:54 PM | #11 |
|
اكرهك حبيبتي ..
الرابعة عصراً .. تأخرت في الاستيقاظ .. فلم أنم إلا في السابعة من صباح هذا اليوم .. اليوم الثالث لنا في عمان ! جاء أحدهم يستفسر عن برنامج الرحلة .. فغداً اليوم الرابع وهو آخر أيام عمان حسب البرنامج .. اجتمعنا في الصالون الكبير نحتسي القهوة والشاي والعصير صرنا تسعة رجال .. بين العشرين و الخامسة والأربعين من العمر .. كنت أنوي الذهاب إلى مكتب الحجز .. ولكن ثلاثة من مرافقي إلى عمان اقترحوا أن نبقى في عمان .. فلا عمان ولا بيروت تكفيها أربعة أيام !.. فكرت بهذه الجملة و هم يتناقشون في الأمر .. !! فعلا .. لا توجد عاصمة تكفيها أربعة أيام سياحية ! وكان القرار أن اعتذر لبيروت .. ولمن أوصتني بزيارة بيروت .. لرحلة أخرى خاصة ببيروت !! أتريدين الحق ؟ .. لا أطيق أن أزور بيروت .. وأنا فردياً يتيم !! نعم .. فبيروت مدينة العشاق .. ولا يجب أن يزورها سوى العشاق .. !! احتاج أن أكون زوجياً في زيارة بيروت أو ستجبرني بيروت على أن أخونكِ !! خيانة .. !! ما رأيك أنتِ ؟ .. هل سأكون خائناً إن أمسكت يوماً بيد أنثى و مشينا معاً على شاطئ بيروت .. أو في شارع الحمراء .. ؟ المنطق يقول أنني سأكون خائناً لو كنتِ تتوسدين الآن وسادتي في غرفتي .. ! آه .. ما رأيك أن تذهبي إلى تلك الوسادة البيضاء تلك التي ما زالت مكانها تتأوه للقياكِ .. وبعدها سأكون أكبر خائناً لتلك الوسادة التي تؤنسني في وحشة ليلي الطويل .. سأكون أكبر خائناً لتلك الصورة التي ما ملت من طول تأملي لها .. فقط كوني هناك وسأكون الخائن الأكبر !! أصر أبو خالد على أن يكون الغداء في مطعم " ريم البوادي " .. وتذكرت أن هذا المطعم المفضل لخالي الأكبر ! أحببت أن أرى هذا المطعم القديم جداً .. حيث أرغفة التنور في بوابته .. ورائحة الزهور البرية تعطر جوانبه .. هذا هو ذات المطعم الذي دعانا عمي الأكبر إليه يوماً في حالة أن زرنا عمان معاً !! و لكن لم تحتفي عمان بعد بأن أكون معكِ بها !! فهل تظني أنها ستحتفي يوماً بنا معاً !!؟ مدينتان فقط من مدن الكون .. تستحقان أن تختفيا بنا معاً .. مدينة السور الأبيض وعروس البحر الأحمر .. رغم أن الثانية أنهت حفاوتها بألم شديد !! كم هو جميل طراز هذا المطعم .. و خصوصاً جلسات الطعام فيه .. مريحة جداً كان الكرسي الذي اجلس عليه ، يكفي لي و لكِ .. ليتكِ هنا .. لتتذوقي معي قطع الروبيان التي لم أستطع يوماً إقناعك بأن تأكليها .. ولكن صدقيني هنا مذاقها مختلف عن جدة .. خصوصاً أنها من يدي !! ما ألذ هذه السلطة .. وجدتها أخيراً .. السلطة الأرمنية التي نحبها كثيراً ! كنت كثيراً ما أتمنى أن أجد أنثى تستحق كل هذا الحب !! و لكني كنت أسأل نفسي ... هل سيكون كل هذا الحب لولا وجودكِ أنتِ ! هل أستطيع أن أقوم بتحويل كل هذه المشاعر لأنثى أخرى !! هل يمكن أن نتحكم بالحب ؟ كنا نضحك كثيراً .. فأنتِ تذكرين كم يقوم أبن عمي .. بعمل المقالب للآخرين خصوصاً مع وجود شخص يمكن أن يتكرر معه ذات الموقف بدون أن يشعر .. وعلى هذه الضحكات وجمال المكان وروعة المذاق غادرنا المكان . هذا اليوم الثالث .. وقد قررت المجموعة أن تكون السهرة في المنزل .. نعم( بيتوتية ) كما كنت معكِ .. رجل ٌ بيتوتي كما يقول أهل الشام اقترحت أن أسبقهم مع محمد إلى المنزل ، على أن يلتقوا بنا في العاشرة ليلاً . في المنزل .. جئت بحقيبتي الجلدية التي لا تحتوي سوى أوراقي وأقلامي .. وصورة !! هذه هي ذات الصورة .. اليتيمة و لكنها أفضل حالاً مني .. فهي تحتوي على عدد زوجي .. تحتوي على أجمل عريسين في الكون ! كعادتي .. فأول شيء أمسكه من داخل الحقيبة الباريسية .. صورتنا معاً .. !! تأملت الصورة كثيراً إلى أن دخل محمد الذي تأخر لإحضار بعض السجائر .. ووضعتها في مكانها المخصص .. قد خصصت لها محفظة صغيرة داخل الحقيبة .. لتبقى متألقة ! بدأت و محمد حديث عن (جدة) .. وكرر بعض الأسئلة عن أقربائه فيها.. و فجأة رمى بالقنبلة !! (( و أنت .. أما تغيرت بك الحال ؟ : أرى أنك مثل آخر زيارة لك قبل سنتين .. لم تتغير .. ما زال الحزن يكسو عيناك .. وما زلت تكتب !! )) لم أكن لأسمح له و لا لغيره بمثل هذا الحوار و لكنني أردت أن أكمل الحوار بطريقتي أنا .. قلت له أنني احفظ هذه الكلمات وهي باللهجة اللبنانية وأريد رأيك بها : "" .. كان في طفلة زغيرة زهرة بجنينة شارعنا كان فيه طفلة حنونة عصفورة تغرد بمسامعنا عصفورة زغيرة إسما .. نانا شو حلوة نانا راحت عالمدرسة بباص المدرسة بإيدا لعبة و مسطرة كتاب و قلم و محبرة حلوة سمرا .. شو طويل شعرا .. و كبرت نانا صارت أحلى .. بنت كبيرة نانا تغير لونا و ين البسمة و ين الهمسة دبلت الزهرة يا ربي شو تمنيت ما تكبر نانا .. . )) "" نظر إلي محمد و قال : (( يجب أن تكون أقوى .. أنت رجل ولا يمكن لشخص مثلك انا يخضع لأنثى )) ضحكت في أعماقي على فلسفة اهل قبيلتنا .. الطيبة !! أتعلمين أن هذا الرجل .. و الذي يبلغ السابعة و الثلاثين من عمره و لديه ثلاث بنات ، أتعلمين أنه ما زال يحتفظ بخزانة كاملة تحتوي ذكرياته و حبيبته التي رحلت بحادث سير مروري !! رغم أن زوجته الحالية .. أم بناته معه وتنام بجانبه .. إلا أن تلك الخزانة مقفلة لا يستطيع أحد أن يقترب منها !! هذا الرجل الذي يحدثني عن سلبية الخضوع لكِ .. تخرج من جامعة أوربية .. و يتحدث لغتان عالميتان .. و رغم ذلك يحاورني عن الخضوع في عالم الحب !! مرة آخرى .. تصبحين على خير .. يا من كبلت قلبي بأسوار من حزن أسود ! الى لقاء |
"كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"
" أنوريه دى بلزاك" |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حبيبتي | محمد بن صوفان | عطر الكلمات | 3 | 11-07-2010 12:45 AM |
هي حبيبتي | حفيد الملوك | عطر الكلمات | 4 | 06-17-2010 12:31 AM |
لانني احبك لن اكرهك ( وداعا حبيبتي ) ... | الحب الحب | عطر الكلمات | 6 | 05-02-2004 12:49 AM |
ابى اكرهك لكن........ | هنوفا | عطر الكلمات | 8 | 03-21-2003 03:09 PM |
اكرهك بالرغم من حبى | هنوفا | عطر الكلمات | 1 | 02-17-2003 03:30 AM |