كل مشاكلي سببها جهلي باللغات الحية... والميتة.. وهذا ما حدث لي في اسطنبول، فقد كان سائق التاكسي لا يتكلم إلا القليل من اللغة العربية وأنا لا أعرف إلا القليل من اللغة التركية،وطلبت منه أن يمر بي على كورنيش اسطنبول الذي يتمتع بكل عظمة الخلافة وكل أبهة السلطنة العثمانية فهو ضفة المدينة على مضيق البوسفور الذي يقال ان به أجمل منظر للبحر في العالم.
وفي الطريق سألت سائق التاكسي لماذا لا تنتشر عندكم الإعلانات على أسطح المنازل وفي التقاطعات وعلى الأرصفة وفي وسط الطريق وفي الميادين وأطراف الحدائق واعمدة الإنارة وبين الأشجار؟ فأجاب بالتركية إجابة لم أفهمها.
عندما وصلت للكورنيش وجدته أجمل مما قيل عنه فسألت سائق التاكسي لم لا يؤجَر جزءٌ من الكورنيش لعمل متنزهات ومطاعم ونواد ودكاكين وحمامات، فهي وان كانت تحجب منظر البحر إلا أنها تحقق دخلاً لأمانة محافظة اسطنبول؟ فأجاب بالتركية إجابة لم أفهمها.
وتمتعت بمنظر الغروب ثم سألته لم لا يخصص جزء من الكورنيش لعمل فنادق على البحر مباشرة وهي وإن كانت تحجب منظر الغروب إلا أنها تشجع السياحة الداخلية؟ فأجاب بالتركية إجابة لم أفهمها.
وسألته هل يستطيع أحد المواطنين أن يطبق منحة على الكورنيش؟ فأجاب بالتركية إجابة لم أفهمها.(*)
وتمتعنا بمنظر السفن وهي تعبر البوسفور، وعند تقاطع الكورنيش مع شارع عبدالباري وجدنا موقفاً للسيارات غير مستغل الاستغلال الأمثل فسألته لم لا ينشئ أحد المواطنين ابراجاً سكنية في هذا الموقف ويبيعها للمواطنين ليستمتعوا بأجمل بانوراما للكورنيش؟ فيسعد من المواطنين من تملكها ومن ملكها ومن استملكها.. فأجاب بالتركية إجابة لم أفهمها.
وبعد مرورنا بأجمل منظر للكوبري المعلق شاهدت زاوية رائعة على الكورنيش فسألته هل يستطيع أحد المواطنين أن يطلع عليها صكاً؟
فأجاب: (صك؟ صك الله قلبك. سفوخس، كلام خسيس من أفكار ابليس. أمان ربي أمان، أفكاركم من وحي شيطان، واحتيالكم مثل بهلوان. أنزل ،أفندينا، من سيارات، الأفكار لها ميكروبات.)
وطردني وطردكم سائق التاكسي.