عندما هب ( نسناس الشمال ) - كما اعتدنا على تسميته بذلك - مصطحباً معه الغبار الكثيف ، والذي كأنه نقع معركة هيجاء ، اختنقت به العاصمة السعودية ليس إلا أنها العاصمة ، وشرست معركة القتال ، ما بين جنادرية خرقاء ، ومعرض كتابٍ مسموم ، وضجيج إعلامٍ كاذب .. ثم لم تنته المعركة بعد ، فمن أيقظ الحرب هو المستقصد ، ومن عاونه هو المقصود .
أحبتي الكرام :
حسب ما أراه عندما قمت بجولتي الاثنا عشرية ( أقصد اثنا عشر مرة ) وذلك ما بين (معرض كتاب ) و ( إطلالة تراث الجنادرية ) و ( متابعة مستمرة لأحداث الأمة ) ؛ لم تكن مجرد جولة ونظرة ، ولم تكن غير ذهابٍ وعودة ؛ بل إنني أمعنت النظر في هراء الأمة ، وحبها للانغماس ، وما أسوأ من إذا قيل : " وإذا أردنا أن نُهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً " _ والعياذ بالله _
ثم ما أردت الإيجاز به ، وترك التفاصيل لمن أحبها ، من أن هذا الشهر شهراً مغايراً ، بُديء بعد قدرة الله ، بالمظاهرة الشيعية ، واختُتتم بالموجة المناخية المُفزعة .
بالله يا تُرى ! هل ما عج به ( معرض الكتاب ) بالعاصمة السعودية الأسبوعين الماضيين من ( دس سم في العسل ) هو يد جُرمٍ أعدّت ؛ أم نقل ثقافة ليس إلا ؟!
وهل ما اكتظ به المعرض من نشر ( روايات المجون ) ، و ( إرساء الأديان المُلحدة ) ، و ( تقتيم المناهج الأٌصولية ) هو سياسة معرضٍ دوليّ عالمي ، تكون إدارته بقيادة رجلٍ محنّك مثل : " الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة " ؟!
يقولون في المثل الشعبي الشهير ( اختلط الحابل بالنابل ) ، ولم نعد نعرف ما يُحاك لنا إلا أننا سنقف حتى ولو طال الوقوف .
بقلم : جاسر الغراني . السبت 17/3/1430هـ