هل بلاد بني عمرو مقدمةعلى جفاف وقحط
تعد بلاد بني عمرو من أكثر البلدان جمالا فجبالها تكسوها خضرة الأشجار وأوديتها كانت إلى عهد قريب تجري فيها الينابيع الصافية وتتربع في أحضانها الغدران الرقراقة وتزخر في أعماقها الآبار المترعة بالماء السلسبيل صيفها ممطر جميل وشتاؤها بارد ممطر على مدار أغلب أيامه يعانق الضباب قمم جبالها في أغلب أيام العام
ولكن وما أصعب لكن تحول الحال فأصبح شتاؤها قليل المطر وصيفها يكسوه الغبار الذي لم تعهده الديار من قبل
لقد جفت الينابيع وغارت الآبار وأصبحت السقيا تمثل عبئا على السكان ولاسيما في وقت الصيف مع قدوم المصطافين وتكاثر السكان
والسؤال الذي يطرح نفسه ماالذي جرى لبلاد بني عمرو حتى تحولت إلى هذه الحال التي تنذر ببدء هجرة كبيرة للسكان ؟
إن المتأمل لايعجزه الجواب ولايخفى عليه السبب فقد تحولت أخلاق الناس ودخلت بينهم فتنة الحسد والتباغض حبا في إمتلاك الأراضي السكنية فهناك فئة من الناس غلبت عليها الأنانية وحب النفس فرأت نفسها وتجاهلت غيرها ممن غيبته وظيفته أو قهرته ظروفه لكونه يتيم أو ضعيف فوضعت يدها على ملك غيرها ولم تقف عند حد ذلك بل لبست لباس الكراهية والمقاطعة حتى مع أقرب الأقربين
بل زادت في صلفها وغرورها أن وقفت حجر عثرة في طريق من أراد أن يتصرف في ملكه فمنعته يساعدها في ذلك ضعف الإدارات الحكومية ذات الشأن وعدم فهم تلك الإدارات لطبيعة الأرض وأهلها فكان من ذلك غبن وضرر وظلم وتعد بالباطل
بالإضافة إلى فقدان كلمة الحق والمداراة والمداهنة فيها والميل مع أهل النفوذ والجاه على حساب الضعفاء وقليلي الحيلة
إن ذلك شؤم كله ينذر بعدم نزول المطر بل يأذن بنزول عقوبة من السماء لاتبقي ولا تذر
إني أدعو عقلاء قومي ومثقفيهم أن يقفوا صفاواحدا في وجه الظلم والظالمين وأن يأخذوا بحق المظلومين وأن يعلنوا التوبة إلى الله تعالى فهو وارث الأرض ومن عليها
وصدق الله تعالى : (( إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ))
إن الأمر جد خطير وقد أعذر من أنذر
|