يــا دب ..!!

بسم الله الرحمن الرحيم ..

" يا دب " مصطلح ندائي شائع .. يُنادى به كل من أحاطت به الدهون والشحوم من كل النواحي في الجذع والرأس والأطراف .. فـ تجد بعضهم يفرح إذا تم ندائه بهذا المصطلح .. فهؤلاء راضين بما هم عليه للأسف ..... وآخرون يتنرفزون ويغرقون في الهموم عند مناداتهم بهذا النداء وهؤلاء وهم قلة غير راضين عن منظرهم وضعهم ساعين للتغيير والتخلص من هذه المشكلة ..!!

تحدثت مع " دب سابق " وهو من الأقارب انقطعت عنه فترة طويلة واندهشت بعد ما رأيته بشكله الجديد والجميل .. فـ سألته عن سلوكياته في الحياة وطبيعته أثناء السمنة وما بعد الرشاقة والنحافة .. فرد بكل بساطة بعد ما أخذ شهيق وزفير طويلين ..وقال " كأني كنت في عذاب النار وأصبحت في نعيم الجنة " .. وأكمل " كنت قليل الحركة وليس لأني كسول .. بل لأني أعجز عن التحرك بسهولة .. والآن أصبحت أتحرك بكل سهولة وسرعة بل وأمارس رياضات عدة ومنها كرة القدم حيث كنت أعجز عن ممارستها سابقاً وكانت السمنة حائلاً بيني وبينها " ..!!

ولكني تعجبت .. كيف تمكن من التخلص من أوزان كبيرة وفي أقل من 6 أشهـر .. حيث خسـر ما يقارب 50 كيلو جرام .. من وزن إجمالي 125 كيلو جرام .. أي بواقع 8 كيلو في الشهر تقريباً .. فعندما سألته من أين لك هـذا .. قال " العزيمة والإصرار أولاً .. ثم ثانياً بـ اتباع سنة الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع " .. وأكمل كلامه .. " فكنت لا آكل إلا إذا أحسست بالجوع الشديد ..وأقوم عن السفرة وأنا جائع ولكني مرتاح نفسياً في نفس الوقت .. ولا أنسى أن المشي السريع أكثر من 5 كيلو يومياً وشرب كميات كبيرة من المياة كان لها الدور الكبير في التخلص من الدهون والشحوم " ..!!

هـذا الشخص .. واعي .. ويبحث عن مصلحته .. وصحته .. ويقاوم شهوة الأكل والرغبة القوية في التهام كل ما هو شهي ومشبع بالصلصات والبهارات من أجل صحته ومظهره ولتحقيق حياة بعيدة عن الأمراض الخطيرة كأمراض القلب وانسداد الشرايين وغيرها من الأمراض التي تخلفها السمنة ..!!

المصيبة .. أن هناك من البدناء من يرضى بوضعه المؤسف .. بل ويتفاخر بـ بدانته وسمنته .. فكم عرفت شخصاً بديناً .. يفرح بأن يكون " دب " .. والمضحك أني عرفت شخصاً يقول " أنا أمتن وأضخم واحد في الرياض مين قدي " .. كون المتين من وجهة نظره .. إنسان محبوب وخفيف دم وفي نفس الوقت له هيبته من حيث القوة والسيطرة بين الأصحاب والأحباب .. متناسياً الجانب الصحي والعواقب الوخيمة التي قد تخلفها هذه السمنة على حياته ومستقبله ..!!

فـ ليس لدي ما أقول .. إلا أن أنصح كل شخص ابتلاه الله بـ البدانة والسمنة المفرطة .. بأن يتقوا الله في أنفسهم وأبدانهم فـ للجسد عليهم حق .. فـ يا معشر " المتان والدببه والبدناء والمفلطحين " .. راعوا أنفسكم في مأكلكم ومشربكم .. وانتبهوا لـ صحتكم ولا تنسوا أضرار الإفراط في الأكل والشرب ..وتذكروا الفقراء والمساكين الذين لا يجدون لقمة واحدة في اليوم ولا حتى رشفة ماء .. فأنا هنا لا أقول لكم لا تأكلوا وجوعوا .. ولكن لا تفرطوا ولا تسرفوا على أنفسكم وأبدانكم .. ويجب على الجميع " متان ونحاف " أن يبحثوا عن الفائدة الغذائية من فيتامينات وبروتينات وترتيب مواعيد الوجبات بعيداً عن اللخبطة والتخبيص الغذائي الغير مفيد ..!!

وأقول هـذا الكلام بعد ما كدت أقع في فخ السمنة ..ولكن تداركت الوضع قبل أن يتفاقم وعدت للوضع الطبيعي واللياقي الصحيح ولله الحمد..ولكم التحية والتقدير ..!!