رقية والفشل الكلوي

لم تصدق الطبيبة ناظريها عندما دخلت عليها الشابة

((((((رقية ))))))

وهي تمشي على قدميها دون أن ترتكز عل احد أو

تجلس على كرسي متحرك مثلما دخلت عليها قبل بضع سنوات

وهي تعاني من الفشل الكلوي

وخرجت من عيادتها وهي تحمل كل جبال اليأس وصخور الإحباط على رأسها

وفوق قلبها
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------







سألتها : أنتِ اخت رقية..؟؟

أجابت بابتسامة ويدها تشد على يد الطبيبة مجيبة إياها:

لا بل ....انا رقية..

نعم انا المريضة التي خرجت من عندك اخر مقابلة

بعد ان وصلنا مع العلاج الى طريق مسدود..

وذكرت لي انه لا حل سوى زراعة كلية

وهو احتمال لم تؤكدي ارتفاع نسبة نجاحة.....





ولكني اقف امامك الان دون ان تجرى لي اي عملية جراحية

ولا نقل كلية ولا غير ذلك............؟؟؟

اندهشت الطبيبة بل اصيبت بالذهول؛

لان كل هذا الذي تقوله المريضة "سابقاً"

يتنافى جملة وتفصيلاً مع التقارير الطبية

التي يضمها الملف الشخصي للمريضة "سابقاً"

بل يتناقض مع حقائق الطب والمعقول والمنطق...

لكن لا احد يستطيع القول بأن ذلك يتعارض او يتنافى مع ارادة الله وحكمة الخالق.....

صمتت الطبيبة برهة .. وهي تدقق النظر في عيني رقية

لعلها تكتشف ان محدثتها شخصية اخرى

لا تمت بصلة الى مريضة الفشل الكلوي التي كانت تتردد على عيادتها...

لكن الواقع لم يسعفها...

وتمردت الشكوك..

وابت ان توحي لها..

بأن من تقف امامها الان هي شخصية اخرى تماماً.

أردفت بسؤال حائر لا تتوقع ان تكون اجابته بمنتهى السهولة فقالت:

كيف توصلت الى هذه النتيجة الطبية المذهلة؟..

ردت "رقية" بصدق وببرود شديد:

فقط بالايمان والامل....

كان املي وما زال في الله عظيم

ورجائي لاتحده حدود..!!

فلجئت اليه سبحانه في جوف الليالي

والناس نيام وسالته من فضله ان يزيل همي ويذهب غمي

وينعم علي بثواب الصحة والعافية..

كنت استخدم بعض ماورد في الطب النبوي من مواد ووسائل الاستئطاب ..

وكان كل جزء في جسمي بل كل ذرة فيه توقن ان الفرج آت والشفاء قادم...........

وحين جاء رمضان "الماضي"

نصحني الكثير من الاطباء ألا اصوم حتى لا اعرض حياتي للخطر ..

ففضلت ان اصوم..

وقلت : خيراً لي ان اموت وانا صائمة

من ان اتعذب بالمرض في الفراش...



.....وصمت رمضان ......



و واجهت بعض الصعوبات في الايام الأولى .. ولكن

وسط الشهر واخره كان برداً وسلاماً علي فلم اشعر بالتعب ...

بل شعرت بتحسن حالتي ..

و واصلت الصيام حتى انقضى الشهر الفضيل.

اعتمدت بعد الله تعالى على الايمان والارادة والعزم.

فقد اعطاني القوة والامل خارقة لتجاوز محنة الصدمة ...

التي حملتها وانا خارجة من اعتاب هذه العيادة ....

نعم ذهبت من هنا وانا محطمة لكن الايمان والامل

كانا عزائي الوحيد وشكل قوة جديدة ودافعاً للحياة ....

أماط عن نفسي ستار وحجاب الادراك والتفكير فاهتديت الى اللجوء الى الخالق الخبير البصير القادر على كل شئ

سبحانة

وكان نعم المجيب...

الايمان جذوره عميقة وفروعه سامقة ..

لا تهزها رياح التضليل ولا تقتلها زوابع الاحباط والياس

فهو يوقظ العقل بدلالاته واستبصاراته وينمي الاحساس بصدقه ووضوحه ....

وطلق الافكار ببصائرها وا ستشفافها لما وراء الحجب ويغذي الشعور بدلالات الايمان ومعنى التوكل .......

زاد اندهاش الطبيبة ..!!

ووجدت نفسها ليس امام مريضة شفيت من مرض خطير بلا علاج...

انما امام خزانة من الامل والايمان والرجاء....بالله سبحانه

لم تر مثلها من قبل ....

وايقنت بصدق ما تقوله"رقية" التي ودعتها خارجة بعد ان قالت لها :

جئت لزيارتك ولا بلغك بانه :

("كذب المتشائمون ولو صدقوا")

اما الطبيبة فمنذ لحظتها اضافت الامل والايمان واللجوء الى الله

قائمة الوصفات الطبية ... بل جعلت ذلك على رأس القائمة.


اعجبتني ونقلتها لكم نسأل الله أن ينفع بها

{وإذا مرضت فهو يشفين}