عذرا منك نافذتي ...

+ + + + + + + + + +


كم اعشق مراقبة سكون المكان من نافذة غرفتي الصغيرة
التي تطل على وادي قريتي الحبيبة
وادي ملتف رغم ترامي اطرافه في كل الارجاء
وادي يضم بين احضانه كل اقاربي و احبابي وكل من يعز على قلبي

من غرفتي الصغيرة
التي احس بالامان فيها والانتماء للمكان و الزمان و الوجود
الانتماء للحياة ذاتها
من شباك غرفتي هذه اطل برئسي المستدير
بعد ان اطفيء الانوار خشية ان يراني احد المارة
لان ما افعله جريمة اخلاقية بحته ...!!!...ولما لا ؟ فتاة تطل من النافذة!!! يال العار

اطفيء الانوار و ارتدي ما ادفيء به جسدي البدين
فالقهر بحد ذاته هو كون جسدي مكسو بقدر لا باس به من الشحوم
دون فائدة
فلا احس بالدفيء ابدا كاني عضم بلا لحم
فما بالكم بوجود الشحم

التحف وشاحي و انظر من النافذة - دون شعور مني - ازفر زفرة قوية
انفث الهواء المسموم بهموم يومي
انفث انفاسي خارجا و اقول لها وداعا
انسى لحظتها الوجود المحيط داخل المنزل الاسمنتي
انسى كل من فيه و انظر للفضاء المحشو بالهدوووووووء

لا اسمع سوى شيء واحد
غناء صرار الليل و نباح كلب
كمن يرفض الهدوء و يصر على اثبات وجود الحياة تلك اللحظة
من يعلم ؟؟؟
قد يموت هذا الكلب المزعج اللذي يعد نفسه مطربا في ليالي جرش
وقد يتعرض هذا الصرار لقذيفة حذائية تودي بحياته وبما قد الفه من الحان

لكن لا بأس بهذا الاثنين
فهما ضوضاء بحد ذاتها اسعد احيانا بوجودهما


+ + + + + + +
عذرا منك نافذتي حان وقت فراقك
انتهى سيل كلماتي
فالنوم سلطان من لا سلطان عليه
+ + + + + + +