-من الذاكرة -
لازالت ذاكرتي تسترجع تفاصيل ذلك الحادث الشنيع الذي حدث أمام عيناي في إحدى السنوات... وتحديداً على طريق الجنوب... وذلك عندما إرتطمت سيارتان وجهاً لوجه بقوة شديدة.. الذي أدى لتهشم إحدى السيارتين بطريقة حجزت السائق بداخلها.. المفاجأة جائت حينما بدأت النيران في الإشتعال في السيارة المنكوبة والسائق بداخلها يئن بين إغماءة ووعي !!! وبمنظر مرعب تقشعر منها الأبدان.. ومن سوء الحظ أنه لم يكن مع الحاضرين آنذاك أي طفاية للحريق..!!! السائق بدأ يفيق ويصرخ حينما شاهد أن النيران تقترب منه ببطء مرعب... أخذ يستنجد ويبكي.. والناس من حوله عاجزون عن مساعدته سوى نثر التراب على السيارة!!! بدأت النيران تصل لأطرافه وتأكل من لحمه بكل بطء وألم... إزداد صراخه وبكائه لدرجة مفزعة... حتى أصبح ينادي في الحاضرين لأن (يقتلوه) للخلاص مماهو فيه!!! إستمرت النيران تأكل جسده الطري حتى أجهزت عليه بالكامل...!!!!!
في النهاية إكتشفنا أن الدفاع المدني لايبعد عن موقع الحادث سوى 3 كيلو مترات...!!!
أعلم أن الكثيرين لديه كماً هائلاً أمثال هذه القصة.. والتي لابد أن تبين وتدلل على تدخل أفراد الدفاع المدني أو غيرهم من أفراد قطاع الأمن العام كطرف مباشر في زيادة الكارثة !!!! وخير شاهد على ذلك.. هو ما ألم بعائلة المواطن خالد زيد الشمري الذي يقطن برأس تنورة.. حينما وصل أفراد رجال الدفاع المدني للموقع المنكوب ولازالت أفراد عائلته على قيد الحياة!!! الطامة التي حدثت هو أن أفراد الدفاع المدني شرعوا في البحث عن أفراد العائلة في الموقع الخاطئ!!!! وبدأوا بقص (الحديد) لإحدى الغرف التي لم تصلها النيران بعد!!!! مما أخذ منهم (الوقت) الذي كان كفيلاً بالقضاء على أفراد أسرة الشمري بكاملها!!!!!!
أتذكر في سنة من السنوات...
قامت سلسلة مطاعم (بيتزا هت) العالمية بتقديم خدمة رائعة لزبائنها.. بحيث تتعهد بإيصال الطلب في مدة لاتتجاوز النصف ساعة من الإتصال بهم!!!!! وفي حال التأخر عن موعدها المحدد فإنه يتم خصم ريال واحد على كل دقيقة تأخير...!!!!! والتي تدل على إمكانياتها الجبارة للوصول إلى الموقع المراد منه في وقت قصير...!!!
في مقابل ذلك نجد أن أفراد الدفاع المدني أو غيره سواء كان من الشرطة أو المرور لو طُلب منهم الحضور لأمر طارئ ينبغي لنا أن (نوصف) لهم الموقع في مدة كفيلة بإنتهاء الكارثة بخيرها وشرها قبل ان يصلوا إلينا..!!!!
فهل يملك (اللواء سعد التويجري) الجرأة الكافية لأن ينتدب أفراد قطاعه ليلتحقوا بسلسة مطاعم (بيتزا هت) كي يأخذوا دورات تأهيلية تمكنهم من الوصول لنقطة الهدف بسرعة وسهولة....!!!
آمل ذلك...