قتلـــــــــــــــــــوهــــــــــــا
المكان: بيت صغير في فلسطين تزين مدخله صورة الشهيدة عائدة فتيحة.
يستقبلنا طفل في الرابعة عشرة من عمره، يصافحنا وفي عينيه قصة طويلة لحنان مسلوب، انه محمد ولدها الصغير، الذي أحضرت له ملابس العيد، قبل سنة، لكنهم قتلوها وهي في طريقها إلى البيت، واليوم عندما أراد محمد أن يقدم هديته لأمه كباقي الأطفال بحث عنها فقادته قدماه ودموعه إلى مقبرة البيرة ليضع الورد هناك، لم يستطع أن يقول كل عام وأنت بخير، فبكى وهو يهمس كل عام وأنت حبيبتي يا أنبل البشر، محمد الذي فقد حنانه الأبدي يتسلح بالصبر، ويبتسم لنا وهو يشكرنا على زيارته، ويرافقنا إلى أمهات الشهداء ليقدم لهن جميعاً ورداً لم يستطع أن يقدمه لوالدته.
كم هي عظيمة تلك الشهيدة التي أنجبت وربت وكم أنت عظيم بصبرك وإيمانك، وقوتك على الاستمرار، يقول محمد "كانت أروع أم في الدنيا، حنونة، دائماً تفعل لي ما أحب، لكنهم قتلوها وحرموني منها دون أن تفعل لهم شيئاً، ويصمت غارقاً في بحر الذكريات".
لم يتركوا لها لحظات ترقب خلالها صغيرها يكبر ولم يمهلوه فرصة التعبير عن مشاعره لأغلى إنسانة، فهل هناك من سيساعد على منح غيره الفرصة، لأن الحقد لم يتوقف ولا الرصاص، ولا هدير الطائرات.
|