ماحكم الغش في الإمتحانات؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين يقول بعض الناس إن الغش في العلوم المادية البحتة كعلوم الطبيعة والكيمياء والجغرافيا واللغة الإنجليزية انه جائز لأنها ليست علوما شرعية فمارايكم في ذلك وماحكم الغش في الإمتحانات؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ أجاب فضيلة الشيخ بهذه الإجابة
اعلموا أن الغش غش مهما كان وبأي لون كان وفي أي حال كان وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من غش فليس منا وان الغش في الامتحانات من أعظم الغش لانه يترتب عليه راتب ومرتبة فان المتخرج اذا نال الشهادة صار في مرتبة معينة مما يتولاه من شئون الدولة وصار له راتب معين من بيت مال المسلمين وهذا الراتب وتلك المرتبة لا يحل أن ينالهما إلا إذا أدى تلك الشهادة على وجه الحقيقة فإذا كانت مزيفة فمعناه انه سيستحل مالا بسبب مزيف لا حقيقة له وحينئذ يكون استحقاقه لهذا الراتب استحقاقا بباطل وما أخذ بالباطل فهو باطل كذلك أيضا هو يستحق بهذه الشهادة مرتبة معينة من شئون الدولة يتولى فيها أمور المسلمين فإذا كان يتولى أمور المسلمين بحسب هذه الشهادة المبنية على الغش فمعناه انه تولى أمورا للمسلمين ليس أهلا لها وحينئذ يكون غير مستحق لما تولاه فيكون من المقسطين الجائرين وعلى هذا يتبين خطر الغش في الامتحان وانه ليس أمرا بالهين لان الإنسان ينال به ما لا يستحق من راتب أو مرتبة فيكون قد بنى حياته ومستقبله وعمله على أمر باطل ثم إن فيه من الفساد انه يعيق الاجتهاد في الطلب لان الطالب متى وثق انه سوف يمكن من الغش وينجح به فانه لن يكون حريصا على دروسه التي يتلقاها ولقد اشتبه عند بعض الناس الذين يريدون الخير فقالوا إن هذه الاختبارات لا أصل لها في الشريعة فهي باطلة وما كان باطلا فانه لا يعتد به ولكننا نقول لهم إن الشريعة قد جاءت بجنس الاختبارات فقد اختبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه حين ألقى عليهم ذات يوم سؤالا لم يعرفوه فقال إن من الشجر شجرة مثلها مثل المؤمن فما هي هذه الشجرة فجعل الصحابة رضي الله عنهم يذكرون أشجارا البوادي ويذكرون أشجارا كثيرة ولكنهم لم يصيبوا ما أراد النبي صلى الله عليه وسلم قال عبد الله بن عمر وقد وقع في قلبي أنها النخلة ولكني كنت أصغر القوم فلم أحب أن أتكلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم هي النخلة وهذا نوع من الاختبار ثم نقول إن الأنظمة إذا لم تكن مخالفة للشرع وكان فيها مصلحة للناس فإنها من الأمور التي تدعو إليها الشريعة بقواعدها العامة لان الشريعة كلها مصلحة للناس والعباد ويقول بعض الناس إن الغش في العلوم المادية البحتة كعلوم الطبيعة والكيمياء والجغرافيا واللغة الإنجليزية انه جائز لأنها ليست علوما شرعية ولكننا نقول هذا خطأ أيضا لان الدولة رتبت الشهادة على من حذق هذه العلوم المقررة كلها وأنت حين دخلت هذه المدرسة التي فيها هذه العلوم قد التزمت بان تكون مجيدا لها والا تخرج من هذه المدرسة الا وقد أجبت جميع ما فيها وعلى هذا فالغش في أي شيء من المقرر يعتبر غشا ومحرم لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من غش فليس منا ) وهذه العلوم الطبيعية اذا كانت معينة على النظر والتفكر في آيات الله موجبة لزيادة الإيمان بالله سبحانه وتعالى فإنها تكون وسيلة إلى أمر مطلوب شرعا والوسائل لها أحكام المقاصد وكذلك تعلم اللغات الأجنبية إذا قصد به الإنسان خيرا كان خيرا ولكن المحذور أن يتكلم الإنسان بغير العربية من غير حاجة إلى ذلك00
|