07-28-2016, 12:10 PM
|
|
|
|
لوني المفضل
Cadetblue
|
رقم العضوية : 29356 |
تاريخ التسجيل : Jun 2014 |
فترة الأقامة : 3808 يوم |
أخر زيارة : 05-18-2018 (12:11 PM) |
المشاركات :
882 [
+
]
|
التقييم :
1 |
معدل التقييم :
|
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
حديث: أفلا أحب أن أكون عبدًا شكورًا
حديث: أفلا أحب أن أكون عبدًا شكورًا
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لمَ تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! قال: ((أفلا أحب أن أكون عبدًا شكورًا))؛ متفق عليه[1]، ولهما من حديث المغيرةِ بن شعبة رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي حتى تنتفخ قدماه)؛ الحديث[2].
يتعلق بهذا الحديث فوائد:
الفائدة الأولى: الشُّكر من أعظم منازل العبادة؛ فإن الله تعالى قسم الناس إلى فريقين اثنين: شاكر وكافر؛ فقال تعالى: ﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴾ [الإنسان: 3]، وأمر بالشكر ونهى عن ضده فقال: ﴿ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152]، وليس الشكرُ مجرد النطق باللسان، بل الشكر واجب بالقلب واللسان والجوارح؛ فحقيقة الشكر: ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده بالثناء والاعتراف، وعلى قلبه بشهود النعمة ومحبة المنعم، وعلى جوارحه بالانقياد والطاعة؛ قال تعالى: ﴿ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [سبأ: 13]، والنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث يبين أن شكر الله تعالى يكون بطاعته وعبادته؛ قال ابن القيم رحمه الله تعالى: والشكر مبنيٌّ على خمس قواعد: خضوع الشاكر للمشكور، وحبه له، واعترافه بنعمه، وثناؤه عليه بها، وألا يستعملها فيما يكره؛ اهـ[3].
الفائدة الثانية: تأمل فيما قاله الرب تبارك وتعالى: ﴿ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [سبأ: 13]؛ لتعلَمَ أن أهل الشكر هم القليل من عباده، وقلتهم تدل على أنهم هم خواصه، فأين أنت من هؤلاء القليل؟ وماذا صنعت لتلحق بركبهم؟ لعله أن يدرج اسمك في أسمائهم.
الفائدة الثالثة: رضا الرب عن عبده موقوفٌ على شكره له؛ قال تعالى: ﴿ إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ﴾ [الزمر: 7]، وتهدَّد مَن أعرض عن شكره بالعذاب الشديد، فقال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].
[1] رواه البخاري في كتاب التفسير، تفسير سورة الفتح، باب قوله: ﴿ لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ ﴾ [الفتح: 2]، 4/ 1830 (4557)، ومسلم في كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب إكثار الأعمال والاجتهاد في العبادة 4/ 2172 (2820).
[2] رواه البخاري في كتاب الرقاق، باب الصبر عن محارم الله، وقوله عز وجل: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]، 5/ 2375 (6106)، ومسلم في كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب إكثار الأعمال والاجتهاد في العبادة 4/ 2171 (2819).
[3] مدارج السالكين، منزلة الشكر 2/ 254.
الالوكة
|