كتب على عجل

السلام عليكم ورحمة الله

كنت قد اجتمعت مع بعض ذوي القربى من المحارم الشباب

على مائدة الإفطار

وكانت السفرة تضم نوعين من التمر ونوعين من العصير البارد ولبن وماء زمزم وماء عادي ونوع من الحلى وقهوة هيل

وكاسات للماء وكاسات للعصير وفناجين للقهوة

سفرة افطار لا تخلو منها اكثر بيوت المسلمين في بلادنا

فلله الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى

رزق رغد يأتينا من كل مكان بلا حول منا ولا قوة

ما ان بدأ اذان المغرب واستوى الجميع عل السفرة

واخذ كل واحد من الشباب حبة تمر يفطر عليها وبدا بشق التمرة

الا وتصدر احدهم وقال : شفتوا البرنامج الفلاني اوقفوه ومنعوا من فيه من العمل في الاعلام !!!

رد الآخر ليس لهم حق فلم يقل الرجل الا صوابا

قال آخر أي صواب بل اخطأ اما سمعت حين قال كذا وكذا

رد الثاني لكنه يقصد كذا قال بل يقصد امر اخر

ودونك المقطع في اليوتيوب وانتقد اخر مشهد استهزاء في مسلسل عرض في يوم مضى في رمضان

وعلت اصواتهم و حد نقاشهم واختلقوا جدلا معقبا لما

اخرجته لهم تلك البرامج الحوارية والمسلسلات وهاشتاقات مواقع التواصل الاجتماعي

ضيع عليهم فرصة فرحة ذلك الوقت الثمين الذي قال الله عنه على لسان رسوله

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر أفرح وإذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه"

وحين طلبت منهم الهدوء وترك النقاش الى وقت اخر

قال لي احدهم انه امر طبيعي بالنسبة لهم كشباب واني لم ارى ما يحصل بينهم اذا اجتمعوا لوحدهم

لا اجهل هذا واعلم اندفاع الشباب عند النقاشات واثبات الذات والرأي

في مثل هذا المرحلة العمرية

لكن رأيي الذي قلته لهم واقوله لامثالهم فلا استبعد ان كل البيوت وتجمعات الشباب وحتى الاخوة في البيت الواحد

عاشوا هذا الموقف

ان مثل هذه البرامج الحوارية والمسلسلات التي تشير الى مكامن الخلل في المجتمع ويعتقد البعض بضرب من الوهم في العمق وليس السطح ان المقصود بها الاصلاح وتعديل العوج في المجتمع

وهي ليست الا لضياع الفرص الثمينة في هذا الايام المعدودة من رمضان معدودة الساعات والدقائق التي تنصرم امامنا سراعا

أوقات ثمينة تستجاب فيها الدعوات

تضيع فرصة المسلم ان يدعو لنفسه ولغيره بالثبات والصلاح والحفظ من فتن الدنيا والآخرة

وحمد الله وشكره الذي توعد بالزيادة مع الشكر والحمد

حين يجلس الصائم امام سفرته ويتأمل هذا الرزق الرغد الذي بين يديه اتاه من غير حول منه ولا قوة

ويتامل البيت الآمن الذي يقيم فيه

ويتفكر في حاله وحال الملايين من المسلمين غيره

يحمد الله ويشكره ويدعو الله في حفظه وزيادته

وقت تجتمع فيه كل الفضائل ومسببات استجابة الدعاء

عند الفطر وعند رؤية النعم كما حصل لزكريا حين

رأى ما انعم الله على مريم كل ما دخل عليها المحراب

{دعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ}

اهل العقول السليمة اولئك الذين استخدموا عقولهم بتسخيرها في ما يرضي مالك امرهم وجعلوا كل تفكيرهم في ما ينفع الاسلام وأهله ويصلح من احوالهم في هذا الشهر الفضيل

وافر العقل يعرف اين مكن مصلحته !!

لا يشغل نفسه بمثل هذه البرامج التي هدفها اثارة الفتن واشغال الامة عن ما ينفعها

ويضيع عليه هذه الفرص الثمينة ويعرضه للغيبة والهمز واللمز

ويفقد معها حسناته

وكم هي المنة من الله والخير للمسلم الذي وهبه الله عقلا يسخره في تعليم ما يعود او دعوة لمعروف او اصلاح بين الناس

انتصف الشهر وبقي النصف وعلى المؤمن ان يضاعف الجهود ويسارع في الخيرات

حتى يدخل في دائرة من قال الله فيهم :

{إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ}

*****

عذرا لعدم التنسيق ووضع علامات الترقيم

فالموضوع كتب على عجل لضيق الوقت

تقبل الله منا ومن الجميع صالح العمل