جيوب تشتكي ..!!

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا شك ان هذا الموضوع ليس بالجديد فالكل يكتب عنه ويعاني منه .
يقول الله تعالى :
( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) .

قال صلى الله عليه وسلم: "كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا ما لم يخالط إسراف ولا مخيلة" (رواه أحمد والنسائي وابن ماجه).

الصيفية على الابواب والعادات والتقاليد التي ما انزل بها من سلطان سيف صارم بتارعلى اعناق اولياء الامور في زمن لم يعد الالف ولا الالفين ولا حتى العشرة تكفي لكسوة اسرة تريد ان تصيف فقط .
ولا تحضر اي مناسبة .

اما اذا كان هناك مناسبات وزواجات واحتفالات فلكم ان تتخيلوا كيف يكون حال بعض الاسر ؟.

ليست المشكلة في من لديه قدرة ولكن المشكلة في من ليس لديه قدرة مالية وهم السواد الاعظم من المجتمع ويريدون ان ينافسون اصحاب الاموال في اللبس والمركب والمسكن .
بل ان مناسبات اصحاب الاموال اقل تكلفة ولا يوجد بها اسراف وهذا من واقع تجربة انا شفتها .
الصيفية فرصة لزيارة الاهل والاقارب وزيارة بيت الله الحرام ومسجد رسوله عليه الصلاة والسلام والترفيه والترويح عن النفس وتغيير مكان الاقامة الدائمة بعيدا عن الاسراف والتبذير الذي نهانا الله عنه .

وانني في مقالي هذا اناشد الجميع وانا اول واحد ان نخاف الله ونتقيه في انفسنا واهلينا واموالنا وما اوكلنا الله امره .
ايها الاب :
لا تتكبد الصعاب وتتحمل الديون وتخسر ما تملك ليقال فلان فعل وفعل .
كن وسطيا في كل شيء ناقش الامور مع اهلك ولا تتوحد بالقرار لوحدك اقنعهم بالظروف واطلبهم المساعدة في ذلك , وسوف تجد منهم ما يسرك .

وانتي ايتها الام المربية :

اتقي الله واعلمي ان الله سألك يوما ما عن كل شيء .
قدّري ظروف الاب وكوني معه وابتعدي وابعدي بناتك عن الموضة الزائفة وابعدي وابعديهم عن التقليعة التي اذهبت الاموال واوردت الرجال السجون .
( لكل حفلة فستان غير الاول ) .

فانه اذا تورط الاب وسُجِن فان الاسرة كاملة سوف تضيع وكم من الاسر تعاني الآن من هذه الازمات .
ايها الابناء والبنات :
متع الدنيا زائلة وما اجمل ان ترون والدكم بينكم ووالدتكم سعيدة وانتم في راحة بال .

لكن هذا لن يتأتى وانتم تطالبون باشياء تثقل كاهل الاب فاسمعوا لأبيكم وافهموا وضعه المادي واعذروه اذا لم يحقق لكم ما ترغبون فيه .
فوالله ان وجوده بينكم أآمناً مطمئنّاً خير لكم من متعة زائفة ومظاهر كذابة اثمها يفوق خيرها .

المناسبات :

الكرم سمة من سمات الرجل العربي فيحب ان يكرم ضيفه وصديقه ومعارفه .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليكرم ضيفه )
رواه البخاري ومسلم .

ولكن .

اصبحت الامور الآن لا تطاق فكل شيء تعدى الحدود بالغلاء فاقتصدوا وتجنبوا الاسراف وتجنبوا الديون المرهقة فالبعض يستدين بالصيفية لتأتي الصيفية الاخرى وهو لازال مدان فلايخرج من دين حتى يدخل بدين اخر ثم لا يستطيع الخروج من الدين ليدخل السجون .

خاتمة :

قد يأتي احدنا فيقول لا يمكن اتخلى عن الاهل والاصدقاء في مناسباتهم مهما كلف الامر .

واقول :
نعم يجب المشاركة واذا امكن الحضور والمعونة ولكن اعلم ان الله لا يكلف نفسا الا وسعها .
واعلم انه لن يقف معك اذا غرقت في الديون الا القليل .
واياك ان تجرب .

وقد يأتي احد فيلقي باللوم على قلة الرواتب :

واقول :
انا معك ولكن اذا لم نجد الراتب الكافي فهل نلقي بانفسنا الى التهلكة ؟.

اسأل الله العلي القدير ان يبارك لكم في اموالكم واوقاتكم وان تستمتعوا بصيفية رائعة فيها تواصل وتراحم وتواد بعيدا عن الديون والاسراف .
والسلام عليكم .