عندما تقترب الصورة

أخي القارئ :
لو أخذت صورة وألصقتها بعينيك هل سترى ما فيها ؟؟
بالطبع لا ..

إذاً أبعدها قليلا ..هل سترى تفاصيل الصورة واضحة ؟؟
بالطبع لا ..

إذاً أبعدها بمقدار شبر، هل سترى تفاصيل الصورة واضحة ؟..
ستكون إجابتك : كثيرا من التفاصيل رأيتها ..

.إذاً أبعدها بمقدار شبرين.. هل ستراها بوضوح ؟؟
ستقول نعم ..

إذاً هل تستطيع تقييمها والحكم عليها من حيث الجمال والقبح ..؟؟
ستكون إجابتك نعم .


إذاً عندما كانت قريبة جدا من عينيك لم تر التفاصيل بالرغم من قربها الشديد من بصرك وعندما ابتعدت المسافة المطلوبة رأيت تفاصيلها بوضوح واستطعت أن تحكم عليها حكما دقيقا فرأيت مواضع الجمال وكذلك مواطن القبح فيها ؟؟ بل إن في قربها إيذاء لعينيك ..
إذاً هذا هو حالنا مع من نحب فأحيانا القرب الشديد والتعلق المفرط بهذا الحبيب لا يجعلنا نرى عيوبه وسقطاته بل لا نجني من ذلك سوى التعب النفسي والجسدي !!!
ومن ثم انظر للوالدين فمهما قلت لهما أن ابنكما فيه ما فيه ؛ فلن يقتنعا لأنهما لا يريا ما تراه والسبب ما قلنا ..
ومن ثم نستنتج أن كثرة التعلق والقرب ممن نحب يجعلنا لا نرى أخطاءه ومن ثم لا نستطيع توجيهه وبالتالي إذا وقع في خطأ ما نصدم ونظل نكرر بأن فلانا لا يمكن أن يقع منه ذلك !!! لماذا ؟؟ لأن الصورة قريبة جدا !!!
التعلق والقرب الشديد مضرة لكلا الطرفين .. فلنضع كل شخص في مكانه ، وليكن ذلك على نهج سوي فلا إفراط ولا تفريط وبالتالي تسلم قلوبنا من الصدمات ..