كيف تصفونني بعد هذا الموقف

لا احب ان اتكلم كثيرا ولا حتى قليلا عن نفسي
ولا احب ان استمع او اقرأ لمن يتحدث عن نفسه
ولا اعلم سببا منطقيا لذلك
الا انني اضطر في بعض المرات الى ان اتحدث عن نفسي
وهنا في هذه المشاركة سوف اتحدث عن نفسي


هذه المقدمة وضعتها عمدا كي ادخل في صلب موضوعي
وهو عبارة عن شعور كبير بالندم واحساس عظيم بالذنب

بحكم عملي, يعمل تحت ادارتي عددا كبير من الناس ومنهم رجل سوداني في العقد الخامس ( حوالي 45 سنة )
هذا الرجل اتاني قبل حوالي 3 اشهر وطلب اجازته السنوية وهي 30 يوما وسمحت له بذلك وغادر
واتصل علي من السودان قبل نهاية الاجازة وطلب ان امدد له كرما مني يومان ( ثلاثاء واربعاء ) فوافقت
بعد عودته بشهر تقدم بطلب اجازة لمدة عشرة ايام لمرض والدته فوافقت وتكرر الامر نفسه حيث اتصل قبل نهاية الاجازة واخبرني ان والدته توفت وايضا سمحت له.
وقبل حوالي اسبوعين تقدم الي وطلب اجازة لمدة عشرة ايام ايضا بدعوى تعرض ابنه لحريق وانه في المستشفى فوافقت وتكرر الامر نفسه حيث انه اتصل قبل انتهاء الاجازة بيوم وطلب التمديد بحجة ان ابنه قد توفي ايضا نتيجة لقوة الحريق الذي اصابه فرفضت هذه المرة رفضا قاطعا لانني لم اصدقه وذهب واتصل بعدد من الزملاء يطلب الشفاعة والتمديد وكنت قد وصل بي الغيض منه الى حد لا يعلمه الا الله وليست والله من قساوة القلب ولكن لانني لم اصدقه و اصريت على الرفض بل انني بلغت من اتى يطلب الشفاعة انه اذا لم يحضر يوم الثلاثاء ( اليوم ) وهو يوم مباشرته بعد الاجازة , اذا لم يحضر فلا يحضر ابدا لان فصله سوف يكون في نفس اليوم.
اتى الرجل المسكين على الموعد
اتى ولم يكن قد مضى على ابنه اكثر من 40 ساعة في قبره
اتى وانا والله لا احمل في قلبي حتى جزأ يسيرا من التصديق لروايته
اتى وقد احضر معه شهادة تثبت تعرض ابنه للحريق ووفاته
اتى وهو بحال الله بها عليم
كثير البكاء شاحب الوجه هزيل الجسم وهي والله اكبر شهادة على صدق الرجل
شعرت بالم عظيم يعصر قلبي
شعرت والله كأنني انا من قتل ولده
وشعرت بأنني كنت ظالم مجحف
استغليت حاجته الماسة لهذا الراتب مصدر رزقه واهله ابشع استغلال
اعتذرت منه وطلبت منه الصفح
وقد تقبل مني بل انه شكر لي انني اخرجته من جو الحزن الذي كان فيه
والاهم انه صدقني وتيقن انني لم اكن اعني او اقصد ذلك
بل انه قال والله لو كنت مكانك لفعلت مثلك

عموما اطلت عليكم ولكن والله انني اكتب هذه الكلمات وانا في غاية الالم والندم

شكرا لكم مشاركتي مشاعري وآلامي