غريب!
ما الذي جعل عمرو بن كلثوم التغلبي يقطع القفار والمفازات ليلتقي بعمرو بن هند ملك المناذرة بدولة الحيرة بالعراق في قصتيهما مع أمهاتهما ويقتله عمرو ثم يعود إلى وادي خيطان! ، ويقطع نفس المفازات مارا بديار طيّء وتميم وعامر وخثعم !
وما الذي جعل النعمان بن المنذر ملك الحيرة يستنجد بالشيبانيين من بكر بن وائل عندما قهره كسرى على ابنته ، هل يعقل أنه سافر من شمال شرق الجزيرة إلى جنوب غربها حيث وادي خيطان !
المثنى بن حارثة الشيباني البكري ، أحد القادة المبرزين في الإسلام في فتوحات العراق ، كان خبيرا بالفرس وأساليب قتالهم ، هل كان يجيء من خيطان هذا إلى العراق !!
أحب أن أقول أنه بعد عرض مسلسل الزير سالم ، خرج علينا أناس كثر من بقاع مختلفة ، كلهم يقول أن بكرا وتغلبا كانت عندهم ، ويذكرني هذا بخرافة أبي زيد الهلالي ففي عصرنا هذا كل قبيلة من جنوب الجزيرة إلى شمالها تقول أنه عندهم ، وكأن هناك آباء زيود كثر ، وأبناء أهلة كثر.
والخلاصة: أن ديار ربيعة التي منها بكر وتغلب كانت شرق إلى شمال شرق الجزيرة ، بدليل قصصهم مع ملوك العراق ، ودليل وفد عبدالقيس من سكان هجر وحديث وفد عبدالقيس في البخاري.
وأما الاستدلال بتشابه بعض الأسماء فهذا لا يكفي ، لاحتمال المشابهة فقط ، ففي عصرنا هذا يوجد ديار في شمال الجزيرة تشبه أسماءها ديارا في جنوب الجزيرة كـ أبو راكة وخيبر وغيرها.
كما أن الاعتماد على ما جاء في المسلسل خطأ ، وأول خطأ هو تسمية المهلهل بسالم ، وهو شي لم يعتمده علماء الأدب والتاريخ ، واسمه غير معروف ولكن الذي اعتمده أبو الفرج الأصبهاني صاحب الأغاني أن اسمه عدي ، وأبو الفرج هو من هو في فنه.
كذلك استمرار الحرب 40عام فهذه من مجازفات الأعراب وهي عارية من الصحة
كذلك النهر الذي ألقي في المهلهل وجرفه إلى بلاد مذحج باليمن ، فبالله عليكم أي نهر في جزيرة العرب! ، وكيف يصعد الماء إلى عوالي نجد باليمن.
وأحب أن أقول أن بلاد اليمن كلها قحطانية كما ذكر علماء النسب إلا ما كان من أكلب، وبكر وتغلب كما هو معلوم عدنانيتان
ولو بحثت لوجدت من يقول بأن ديارهم القصيم و..... و..... الخ
وأقرب القبائل الموجودة اليوم لقبيلتي بكر وتغلب في النسب هي قبيلة عنزة ، فهم أبناء أسد بن ربيعة ، وبكر وتغلب هما أبناء ربيعة ، وعنزة في ديارهم منذ أيام الجاهلية شمال الجزيرة إلا أنهم انتشروا شاما
والله أعلم
|