الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
فقه الشكوى الى الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم إذا داهمتْك الأحزانُ والخُطُوب ، وكَثُرتْ عليك المعاصي والذنوب ، وعزَّ عليك المأمول والمطلوب - فانطرح بين يَدَي مولاك ، وأظهر له فاقتَك وعجزك ، وَاشْكُ إليه حاجتَك : ﴿ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ﴾ يوسف : 86 ، إلى الله ، لا إلى أحد سواه سواه إِذَا أَرْهَقَتْكَ هُمُومُ الْحَيَــاةِ *** وَمَسَّكَ مِنْهَا عَظِيمُ الضَّـرَرْ وَذُقْتَ الْأَمَرَّيْنِ حَتَّى بَكَيْـتَ *** وَضَجَّ فُؤادُكَ حَتَّى انْفَجَـرْ وَسُدَّتْ بِوَجْهِكَ كُلُّ الدُّرُوبِ *** وَأَوْشَكْتَ تَسْقُطُ بَيْنَ الْحُفَرْ فَيَمِّمْ إِلَى اللهِ فِي لَهْفَـــةٍ *** وَبُثَّ الشَّكَاةَ لِرَبِّ الْبَشَـرْ فإذا فعلتَ ذلك سَمِع الله شكواك ، واستجاب دعاك ، كما استجاب لِمَن سبقك من الأنبياء والصحابة والأخيار فهذا أيوب - عليه السلام - يشكو حاله إلى ربه *فيقول : ﴿ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ الأنبياء : 83* ، فسَمِع الله شكوا ه، واستجاب دعاه ، وكشف بلوا ه :﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ﴾ الأنبياء : 84 وهذا يونس - عليه السلام - ينادي ربه ويُنَاجِيه ، ويشكو إليه حاله ، فينادي ﴿ فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ الأنبياء : 87 *فسمع الله شكواه ، واستجاب دعاه ، وكشف بلواه : ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ الأنبياء: 88 وهذا نبينا - عليه الصلاة والسلام - يشكو حاله إلى ربه، فيناديه : اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنتَ ربُّ المستضعفين وأنت ربي ، إلى مَن تَكِلُني؟ إلى بعيدٍ يتجهَّمني؟ أم إلى عدوٍّ ملكتَه أمري؟ إن لم يكن بك غضبٌ عليَّ فلا أبال ، ولكن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهِك الذي أشرقتْ له الظلمات ، وصَلَح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تُنْزِل بي غضبَك، أو يحل عليَّ سخطك، لك العُتْبَى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك. وهذا خَبِيب بن عَدِي حينما رفعوه على خشبة الصلب اشتكى حاله إلى ربه ، فقال لَقَدْ جَمَّعَ الأحزابُ حَوْلِي وأَلَّبُـوا *** قَبَائِلَهم واستَجْمَعُوا كـلَّ مَجْمَــعِ وَقَدْ جَمَّعُوا أَبْنَاءَهُم وَنِسَاءَهُــم *** وَقُرِّبْتُ مِن جِذْعٍ طَوِيلٍ مُمَنَّـــعِ إِلَى اللهِ أَشْكُو غُرْبَتِي بَعْـدَ كُرْبَتِي *** وَمَا أَرْصَدَ الْأَحْزَابُ بِي عِنْدَ مَصْرَعِي فَذَا الْعَرْشِ صَبِّرْنِي عَلَى مَا يُرَادُ بِي *** فَقَدْ بَضَّعُوا لَحْمِي وَقَدْ يَاسَ مَطْمَـعِي وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ وَإِنْ يَشَــأْ *** يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَـــزَّعِ لَعَمْرِيَ مَا أَحْفَلْ إِذَا مِتُّ مُسْلِمًـا *** عَلَى أَيِّ حَالٍ كَانَ للهِ مَضْجَعِـــي وهذه امرأةٌ ضعيفةٌ تشكو زوجها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيسمع الله شكواها، ويحل مشكلتها بآيات تتلى إلى يوم القيامة : ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾ المجادلة : 1 الآيات. وهذا الربيع بن خثيم يقول في شكواه : اللهم أشكو إليك حاجة لا يحسن بثها إلا إليك، وأستغفر منها وأتوب إليك* * أُصَعِّدُ أَنْفَاسِي وَأَحْدُرُ عَبْرَتِـي *** بِحَيثُ يَرَى ذَاكَ الْإِلَهُ وَيَسْمَعُ إَلَى اللهِ أَشْكُو لَا إِلَى النَّاسِ إِنَّمَا *** مَكَانُ الشَّكَايَا لَا يَضُرُّ وَيَنْفَعُ والله يحب أن يسمع عبده يشكو إليه ، ويَمقُت منه أن يشكوه إلى خلقه ، قال ابن القيم : بل أراد منه أن يستكين له ، ويتضرع إليه، وهو - تعالى - يَمقُت مَن يشكوه إلى خلقه ، ويحب مَن يشكو ما به إليه ، وقيل لبعضهم : كيف تشتكي إليه ما ليس يخفى عليه ، فقال : ربِّي يرضى ذل العبد إليه لَبِستُ ثوبَ الرجا والنَّاسُ قد رَقَدُوا *** وَبِتُّ أَشكُو إلى مَوْلايَ مَا أَجِدُ وَقُلْتُ: يَا أَمَلِي فِي كلِّ نائبـــةٍ *** ومَن عليه لكشفِ الضرِّ أَعتَمِدُ أَشكُو إليكَ أمورًا أنتَ تَعلَمُهــا *** مَا لِي عَلَى حملِها صبرٌ ولا جَلَدُ وَقَدْ مَدَدْتُ يَدِي بالذلِّ مبتهــلاً *** إليكَ يَا خيرَ مَن مُدَّت إليه يدُ فَلا تردَّنَّها يا ربُّ خائبـــــةً *** فبحرُ جُودِكَ يَروِي كلَّ مَن يَرِدُ ومع شكواك لربك ، فلا بد لك من التحلِّي بالصبر الجميل ، وهو الذي لا شكوى معه إلى الخلق ، ولا تضجر ولا تسخط ، وإنما تشكو إلى الخالق الرحيم الرحمن القادر، لا إلى المخلوق الضعيف العاجز، الذي لا يملك لنفسه ضرًّا ولا نفعًا : يقول أحد الشعراء الحكماء وَإذَا عَرَاكِ بليةٌُ فاصبِرْ لَهَــا *** صَبْرَ الكريمِ فَإنَّه بكَ أَعلـــمُ وَإِذَا شَكَوتَ إلى ابنِ آدمَ إِنَّمَا *** تَشْكُو الرَّحِيمَ إلى الذي لا يَرْحَمُ وهذا عمر يقول : ما في الشكوى* إلى الخلق إلا أن تحزنَ صديقك ، وتشمِّت عدوك وقال الأحنف : شكوتُ إلى عمي في بطني فنهرني ، ثم قال : يا بن أخي لا تشكُ إلى أحدٍ ما نزل بك ، فإنما الناس رجلان ، صديق تسوءه بهذه* الشكوى وتؤلمه ، وعدو تسره قد يَفْقِدُ المرءُ بينَ الناسِ عزَّتَــهُ *** إذا شَكَا أَمْرَه أو سبَّ مِحْنَتَهُ فَكُنْ كَلَيْثِ الشَّرَى مَا بَاع هَيْبَتَهُ *** وَلَا تشكَّ إلى خلقٍ فَتَشْمتَـهَ والشكوى لغير الله حمق وجهالة ، قال ابن القيم : الجاهل يشكو الله إلى الناس ، وهذا غاية الجهل بالمشكو والمشكو إليه ، فإنه لو عَرَف ربه لما شكاه ، ولو عرف الناس لما شكا إليهم ، ورأى بعض السلف رجلاً يشكو إلى رجل فاقتَه وضرورته ، فقال : يا هذا ، والله ما زدتَ على أن شكوتَ مَن يرحمك : وفي ذلك قيل وَإِذَا شَكَوتَ إلى ابنِ آدمَ إِنَّمَا *** تَشْكُو الرَّحِيمَ إلى الذي لا يَرْحَمُ والعارف إنما يشكو إلى الله وحده وأعرف العارفين من جعل شكواه إلى الله من نفسه لا من الناس وقال شيخ الإسلام : وكل مَن علق قلبه بالمخلوقين أن ينصروه أو أن يرزقوه ، أو أن يهدوه ، خضع قلبه لهم ، وصار فيه من العبودية لهم بقدر ذلك إن الوقوفَ على الأبوابِ حرمانُ *** والعجزُ أن يرجوَ الإنسانَ إنسانُ متَى تؤمِّل مخلوقاً وتقصـــدُه *** إن كان عندكَ بالرحمنِ إيمــانُ ثِقْ بالذي هو يُعطِي ذَا ويَمنَعُ ذا *** في كلِّ يومٍ له في خلقِه شــانُ ومع هذا كله فلا مانع من أن تبثَّ شكواك ، وتبوح بحاجتك إلى أصحاب المروءات ، وذلك في الأمور الدنيوية المقدور عليها ولا بُدَّ من شَكْوَى إلى ذي مُروءَة *** يُوَاسِيكَ أَوْ يُسْلِيكَ أو يَتَوَجَّع مع حسنِ توكلك ، وقوة اعتمادك على خالقك ومولاك وأحيانًا قد لا يجد الإنسان حلاًّ إلى أن يبوحَ بشكواه إلى أهل الخبرة والاختصاص : قال أحد الشعراء شكوتُ وما الشَّكْوَى لنفسيَ عادة *** ولكن تفيض النفسُ عند امتلائها وفقنا الله وإياكم لطاعته ،* وأبعدنا الله وإياكم عن معصيته
منقول من صيد الفوائد
آخر تعديل سد الوادي يوم
01-12-2013 في 10:07 PM.
|
01-13-2013, 07:04 AM | #2 |
|
جِزًآكًٍ آللهُ خيرًٍ آلجزًٍآءُ
وُجَعَلَ حياتگ نُوراً وَسُروراً وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً.. جَعَلَهُا لله في مُوآزيَنَ حسناتك دَآمَ لَنآعَطآئُگ.. ودمت بــطآعَة الله |
|
01-13-2013, 11:24 PM | #5 |
مراقبة
|
كتب الله اجـــــرك ونفع بــك ..
|
اللهم هبّ ل امي و أبي جنة يتلألأ نورها شاهقة خيامها، مشيده قصورها ، ذهب وفضه لُبناتها، لؤلؤ وياقوت حصباؤها ، وزعفران تربتها ، آمين . |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أصل انحراف سيد قطب : لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى | Aboabdalah | رياض الصالحين | 3 | 09-25-2009 01:24 AM |
أولئك سيرحمهم الله :: لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى | Aboabdalah | الصوتيات والمرئيات الإسلامية وأناشيد الأطفال | 1 | 09-16-2009 03:21 AM |
::: حق الله على العباد ::: لشيخنا الدكتور محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى | Aboabdalah | الصوتيات والمرئيات الإسلامية وأناشيد الأطفال | 2 | 09-16-2009 02:15 AM |
:::: مع سيد قطب رحمه الله :::: لشيخنا الدكتور محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى | Aboabdalah | الصوتيات والمرئيات الإسلامية وأناشيد الأطفال | 2 | 09-15-2009 06:10 PM |
شوفوا صورة ( السكني ) الله يحرسنا | @ رسام*القلوب@ | الصور والأفلام والفلاش | 1 | 08-04-2003 02:20 AM |