الإهداءات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 03-09-2011, 08:10 PM
كاتب نشيط
خربطلي غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 21793
 تاريخ التسجيل : Jun 2010
 فترة الأقامة : 5271 يوم
 أخر زيارة : 11-05-2023 (09:28 PM)
 المشاركات : 3,558 [ + ]
 التقييم : 33
 معدل التقييم : خربطلي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي المنهج الشرعي .............في الفتن



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله ومن والاه،
أما بعد، فقد عني الإسلام بالتحذير من الفتن، وذكر ما تتقى به،


وقليل من الناس من يتلقى الفتن بالأصول الشرعية وإنخالفت الهوى. والواجب على المسلم في الفتن أن يتعامل معها بالأمر الشرعي، بنصوصه وقواعده ومقاصده، في دفع الفتن أو الوقاية منها. وما وقع منها بالكسب فالعبد مسؤولعنه إنشاء واتقاء وأثراً، بمعنى أن تبعاتها تقع على منشئها والباعث عليها، وأنالواجب على كل مكلف اتقاء الفتنة بحيث لا يتسبب في وجودها أو إثارتها أو إذكائهاواستمرارها،

وقبل الشروع في ذكر المنهج الشرعي تجاه الفتن، أذكرك أيها المسلم بأربعة أمور يجب استصحابها،
أحدها:أن النفوس في الفتنة أشد إنكاراً للحق.

وثانيها :حضورالشيطان في الفتنة.

وثالثها:أن أكثر الناس لايعرف الفتنة إذا أقبلت ولكن يعرفها إذا أدبرت، قال الحسن البصري رحمه الله: «العالم يرى الفتنة وهي مقبلة، والناس لا يرونها إلا وهي مدبرة»

ورابعها:دفع الفتنة قبل وقوعها خير من رفعها بعدوقوعها.

وتلقي الفتن بمقتضى الدلائل الشرعية هو المطلوب من المكلف أيا كان في أي زمان أو مكان أو على أي حال. والمنهج الشرعي يتلخص في الآتي:

أولاً:ترك الاستشراف للفتن والتعرض لها، قال - صلى الله عليهوسلم - لما ذكر الفتن: «من تشرف لها تستشرفه» متفق عليه.

ثانياً:السعي في إزالة أسباب الفتنة قبل وقوعها، والحرص علىالإصلاح فيها، وفيه قوله تعالى (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة).

ثالثاً :الصبر والحلم والتأني وترك العجلة قال تعالى: (وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون) (فاصبر إن وعد الله حق ولايستخفنك الذين لا يوقنون)،

رابعاً:التثبت في الأخبار وعدم الالتفات إلى الشائعات، فكثير من الفتن إنما تنشأ عن الشائعات التي لارصيد لها من الحقيقة أو المنقولة على غير وجهها، والحق تعالى يقول: (يا أيها الذينآمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)

.خامساً:قول الخير أو الصمت سيما أهل الإيمان، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراًأو ليصمت» وهذا إنما يكون إذا وقع النطق في مكانه والسكوت في مكانه. وإليكم شواهدذلك من فعل الصحابة رضي الله عنهم، روى البخاري عن أبي هريرة قال: حفظت من رسولالله صلى الله عليه وسلم وعاءين، فأما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته قطع هذاالبلعوم - يعني أنه لم يبثه خشية الفتنة - وروى البخاري - أيضاً - أنه جاء رجل من أهل مصر حج البيت فرأى قوماً جلوسا، فقال: من هؤلاء القوم؟ فقالوا: يا هؤلاء قريش،قال : فمن الشيخ فيهم؟ قالوا: عبدالله بن عمر، قال: يا ابن عمر إني سائلك عن شيءفحدثني، هل تعلم أن عثمان فر يوم أحد؟ قال: نعم! قال: تعلم أنه تغيب عن بدر ولم يشهدها؟ قال: نعم! قال: تعلم أنه تغيب عن بيعة الرضوان فلم يشهدها؟ قال: نعم! قال:الله أكبر! قال: ابن عمر: تعال أبين لك؛ أما فراره يوم أحد فأشهد أن الله عفا عنه وغفر له، وأما تغيبه عن بدر فإنه كانت تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم،وكانت مريضة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لك أجر رجل ممن شهد بدراًوسهمه، وأما تغيبه عن بيعة الرضوان فلو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان لبعثه مكانه،فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلىمكة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى هذه يد عثمان، فضرب بها على يده، فقال هذه لعثمان. فقال له ابن عمر: اذهب بها الآن معك، وروى مسلم عن يزيد بن هرمز قال: كتب نجدة بن عامر إلى ابن عباس، قال فشهدت ابن عباس حين قرأ كتابه وحين كتب جوابه، وقال ابن عباس: والله لولا أن أرده عن نتن يقع فيه ما كتبت إليه ولانُعمة عين.


سادساً:استصحاب الأحكام الشرعيةالعامة والخاصة في الفتنة، كالأحكام المتعلقة بالدماء والأموال والأعراض. والأحكام المتعلقة بالحقوق، روى البخاري عن عبيدالله بن عدي بن خيار أنه دخل على عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو محصور، فقال: إنك إمام عامة ونزل بك ما نرى ويصلي لنا إمام فتنة ونتحرج، فقال: الصلاة أحسن ما يعمل الناس، فإذا أحسن الناس فأحسن معهم، وإذا أساءوا فاجتنب إساءتهم. وروى البخاري - أيضاً - عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهماأن رجلاً جاءه فقال: يا أبا عبدالرحمن ألا تسمع ما ذكر الله في كتابه (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) إلى آخر الآية فما يمنعك أن لا تقاتل كما ذكر الله في كتابه؟فقال: يا ابن أخي أغتر بهذه الآية ولا أقاتل، أحب إلي من أن أغتر بهذه الآية التي يقول الله تعالى: (ومن يقتل مؤمناً متعمداً) إلى آخرها.

سابعاً :حسم مادة التأويل؛ ذلك أن كثيراً من الفتن إنما تقعب التأويل الفاسد الذي ينميه البغي والحسد.

ثامناً:قطع علائق حظوظ النفس في الفتن؛ ذلك أن بعض الناس إذاحصلت فتنة يحاول أن يكون هو المستثمر الأكبر فيها والمستفيد الأول منها؛ ولهذا يقع منه الحسد، والبغي، والظلم، والتلون.

تاسعاً:التجرد للحق، وعرض أعمال الناس على الكتاب والسنّة، فإن مدعي الحق والإصلاح كثير،والحق ما وافق الحق، وليس ما جرى على يد مدعيه ولو كان صالحاً.

عاشراً:تقييد الغيرة على حرمات الله بقيودها الشرعية، فإن الغيرة إذا لم تكن مقيدة بالشرع كانت وبالاً على صاحبها وعلى غيره، مهما بلغ حسن القصد؛ لأن ما لم يكن مقيداً بالشرع فهو الهوى، والهوى كما قال الله: (فلا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله). والقلب إذا أشرب الهوى صار يرى المذموم ممدوحاً،والباطل حقاً، والناصح عدواً، والعدو حميماً.

أحدعشر:رد الأمور إلى أهلها على حد، وترك الخوض فيما لا يعني، على حد قوله تعالى: (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم). وروى أبوداود والنسائي وأحمد وصححه الحاكم عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: بينما نحن حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -إذ ذكر الفتنة فقال: (إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم وخفت أماناتهم وكانوا هكذا).وشبَّك بين أصابعه، قال: فقمت إليه فقلت: كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فداك؟ قال: «الزم بيتك، وأملك عليك لسانك، وخذ بما تعرف ودع ما تنكر، وعليك بأمر خاصة نفسك،ودع عنك أمر العامة). ويشبهه ما رُوي عن طائفة من الصحابة في قوله تعالى: (عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم)، قالوا: لم يأت تأويلها بعد، إنما تأويلها في آخر الزمان،

الثاني عشر:من أعظم ما تتقى بهالفتن مما أرشد إليه الكتاب العزيز والسنّة المطهرة: دعاء الله والضراعة إليه، ومنها الاستعاذة من الفتن، كما ذكر الله عن الخليل وأتباعه أنهم قالوا: ( ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم) وذكر تعالى عن موسى وأتباعه أنهم قالوا: «على الله توكلناربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين). وروى مسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن،قالوا: نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن).

الثالث عشر:كثرة العبادة؛ فإن كثرتها يثبت على الدين، وفي صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم: «العبادة في الهرج كهجرة إلي).


الرابع عشر:لزوم جماعة المسلمين وإمامهم، ففي الصحيحين لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الفتن قال حذيفة: يا رسولالله فما ترى إن أدركني ذلك؟ قال: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم). فقلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: (فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك)، وفي رواية: قال حذيفة: قلت: يا رسول الله إنا كنا بشرافجاء الله بخير فنحن فيه، فهل من وراء هذا الخير شر؟ قال: (نعم)! قلت: هل من وراءذلك الشر خير؟ قال: (نعم)! قلت: فهل من وراء ذلك الخير شر؟ قال: (نعم)! قلت: كيف؟قال: (يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس)، قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: (تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع). فإن كان ثمت إمام وجبالقيام معه، يدل على هذا ما رواه البخاري عن نافع قال: لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني لا أعلم غدراً أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله، ثم ينصب له القتال، أعلم أحداً منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه. وفي صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم: «ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه،فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر).


اللهم ألهمنا رشدنا، واحفظ بلادنا وبلاد المسلمين، واجعلنا هداة مهتدين. وصلى الله وسلم على النبي الأمي الأمين وآله وصحبه أجمعين.

والسلام عليم
منقوووووووووووووووول للفايده



 توقيع : خربطلي


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اعرف المأذون الشرعي الخاص بمدينتك وفي حيك آل غيهب المواضيع العامة والإخبارية 12 10-27-2009 02:52 PM
الحكم الشرعي لما يسمى باليوم الوطني متعب العمري مواضيع الحوار والنقاش 2 09-23-2007 05:24 AM
اعداد المعالج الشرعي القرناس111 رياض الصالحين 1 05-04-2007 09:34 PM
س: ما هي شروط المزاح الشرعي ؟ أبوفارس رياض الصالحين 5 03-17-2007 09:31 PM
المنهج النبوي في التعامل مع النساء ابو فجر القشيري رياض الصالحين 2 10-16-2006 08:19 AM


الساعة الآن 05:22 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir