قبل ان تفطر اقرأ هذا ال.....
عثمان بن عفان
استخلاف عثمان بن عفان قصة الشورى
لما اغتيل عمر بن الخطاب وعلموا أنه ميت, طلبوا إليه أن يستخلف, قال: كنت أحب أن يكون أحد رجلين حيا لأوليه الخلافة وهما: أبو عبيدة ابن الجراح وسالم بن عبيدة بن ربيعة مولى أبي حذيفة ابن عتبة بن عبد شمس, ولكنهما ماتا.
ولما طلب إليه أن يولي ابنه عبد الله بن عمر أجاب: ما حمدتها فأرغب فيها لأحد من أهل بيتي, بحسب آل عمر أن يحاسب واحد منهم. وهذا يدل على أن عمر كان سيعهد بنفسه إلى من سيختاره لو كان حيا, علما بأن سالما لم يكن قرشيا بل كان عبدا معتقا, وكان من سبي فارس غير أن عمر كان يراه أهلا للخلافة, لأنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن سالما شديد الحب لله
وقد رأى أن يختار ستة من أجل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم , ممن بشرهم بالجنة ليتشاوروا فيما بينهم ويختاروا للخلافة واحدا منهم, وهم: علي ابن أبي طالب وعثمان ابن عفان وعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وسعد ابن أبي وقاص, وأن يحضر معهم ابنه عبد الله بن عمر على أن لا يكون له من الأمر شيء, بل ليحكم بينهم إذا اختلفوا .
عبد الرحمن بن عوف يتحرى آراء الناس ويعلن اختيار عثمان
أراد عبد الرحمن أن يختبر آراء أهل الشورى أولا قبل أن يتحرى آراء الناس, فخلا بكل منهم يسأله عمن يرشح للخلافة لو أنها صرفت عنه, أو كان غائبا, فأجاب علي لعثمان, وأجاب عثمان لعلي, وأجاب الزبير بن العوام وسعد ابن أبي وقاص بترجيح عثمان . ثم خرج عبد الرحمن بعد ذلك يسأل أمراء الأجناد وأشراف الناس, ويستبين رأيهم, فيقولون عثمان, ولا يخلو برجل إلا قال بترجيح عثمان مع الاعتراف بفضل علي.
ولما حانت الليلة التي يستكمل في صبيحتها الأجل الذي ضربه عمر لاختيار الخليفة, دعا عبد الرحمن من استشاره من المهاجرين وأهل السابقة والفضل من الأنصار وأمراء الأجناد, فاجتمعوا في المسجد, وسألهم أن يشيروا عليه, فأشار عليه بنو هاشم بعلي وتبعهم فريق من المهاجرين وفيهم عمار بن ياسر والمقداد بن الأسود, وأشار عليه بنو أمية ومعهم أنصارهم بعثمان, وعلت الأصوات وكادت أن تقع فتنة لولا أن وقف سعد ابن أبي وقاص ونادى: يا عبد الرحمن, افرغ قبل أن يفتن الناس.
وهنا أراد عبد الرحمن أن يختبر كلا من علي وعثمان في مسلكه في الحكم قبل الاختيار, فدعا عليا وقال له: عليك عهد الله وميثاقه لتعملن بكتاب الله وسنة رسوله وسيرة الخليفتين من بعده؟ فأجابه بغير عزيمة: أرجو أن أفعل وأن أعمل بمبلغ علمي وطاقتي.
ودعا عثمان وقال له مثل ما قال لعلي, فأجابه بعزيمة: نعم أعمل, وعندئذ أخذ عبد الرحمن بيد عثمان وبايعه وقال: اللهم اسمع واشهد, إني قد جعلت ما في رقبتي من ذلك في رقبة عثمان .
ولما رفع عبد الرحمن يد عثمان مبايعا قال علي: ليس هذا أول يوم تظاهرتم فيه علينا, فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون. وأقبل الناس وبايعوا عثمان وتلكأ علي, فقال له عبد الرحمن: فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا .
فذكر عليا بموثقه الذي أعطاه بأن يرتضي للخلافة من يختاره عبد الرحمن, ورجع علي وشق صفوف الناس حتى بايع عثمان وهو يقول: خدعة وأيما خدعة
|