الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
عطر الكلمات (خاص بالمنقول) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
فجرٌ في دُجَى الأحداث(*) عبدالرحمن صالح العشماوي
[poet font="Simplified Arabic,5,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/21.gif" border="solid,4,blue" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
فجر في دجى الاحداث كلُّ ما صاغَه خيالُ الظُّنونِ = يتهاوى أمَام فجرِ اليقينِ لغةُ الفجرِ ذاتُ معنىً صحيحٍ = ولسانٍ طَلْقٍ، ولفظٍ مبينِ يتهاوى أمامها كلُّ ليل =سرمدي من العذاب المُهينِ لغةٌ تمنح القلوبَ صفاءً= ونقاءً في عصرنا المفتونِ ها هنا الفجرُ، ما يزال يُريني = كيف ينجو من الخِضَمِّ سَفيني كيف أَلْقى بشائر الخيرِ، لمَّا = تتضاغى سِباغُ ذاتِ القرونِ كيف نمضي وإنْ أُقيمتْ سدودٌ= من أكاذيب حاقد وخؤون ها هنا الفجرُ مشرقاً فاطمئنِّي = يا قلوباً، ويا عيونُ استبيني ها هنا الفجر، فاقرأوه كتاباً= سُطِّرتْ فيه ذكرياتُ الحنينِ أيَّ فجر تعنيه؟، كان سؤالاً = جارحاً من مواجعي وشجوني من ربوع الإسراء للرُّعب فيها= قصصٌ سُطِّرتْ بحبر المَنُونِ من بناتٍ محصَّناتٍ يتامى = لا تقولوا: مَنْ هُنَّ لا تَجرحوني لا تقولوا: مَنْ هُنَّ، هُنَّ دموعٌ = ذرفتْها جفونُ عرضٍ مَصُونِ كان قبلَ الغاراتِ عرضاً مصوناً = وهو اليومَ، وصْمةٌ في الجبينِ أي فجرٍ تعنيه، كان سؤالاً = من عجوز يعيش عِيشَةَ هُونِ من ثكالى وَلَجْن بابَ المآسي = شاحباتٍ يبكينَ فقد البنينِ من صغارٍ في القدس ذاقوا وبالاً = ولهذا بِحُرْقةٍ سألوني أيَّ فجر تعنيه، والليلُ أعمى = مزَّق القَصْفُ فيه ثوبَ السُّكونِ؟ أيَّ فجرٍ تعنيه، هل هو فجرٌ = من ترانيم شعرك الموزونِ؟؟ من عباراتك الجميلة، إنَّا = لنراها بديعةَ التَّلحينِ؟ نحن يا شاعرَ التفاؤلِ نَحيا = مُنْذُ دهرٍ في ليلنا «الصهيوني» كيف تشدو بالفجر والناسُ تشكو = من ظلام مُعَتَّقٍ بالأنينِ؟! أي فجر رأيته؟ هل تناءَى = بك وعيٌ عن صرخة من سجينِ؟! عن دموع الأيتام في كل أرضٍ= والثكالى ومُسْقِطاتِ الجنينِ؟! عن قتيل في القدس من غير ذنبٍ = عمره في الشهور، قبل السنينِ؟! عن بيوت الأفغان صارتْ ركاماً = أكْسَبَتْهُ الدماءُ حمرةَ طينِ؟! عن ألوف المشردين الضحايا=يتمنون حَفْنَةً من طحينِ؟! لغة الفجر عذبة غير أنَّا = لم نُمَتَّعْ بلحنها منذ حين أيَّ فجر تعنيه، هل هو فجرٌ= لانتصارات ألْفِنا المليون؟! أيَّ فجر تعنيه؟، يا لسؤال= مرَّ كالسهم نحو قلبي الحزين؟! هزَّني ذلك السؤال، وكادتْ = حسرتي تحت وقعه تَجْتَويني غيرَ أني نفضتُ وَهْمَ انكساري = حين لاحت أنواره تدعوني إنه الفجر، كيف تنسون فجراً=ساطعَ النور، في الكتاب المبين؟! في هُدَى الأنبياء من عهد نوح = وختاماً بالصادق المأمون؟ منذ أن عاش في حراء وحيداً = ثم نادى في أهله: دثروني ثم أحيا القلوب بعدَ مواتٍ = وحماها من وسوسات اللعين ها هنا الفجر، فاركضي يا قوافي= في ميادين لهفتي واتبعيني وابعثي لحنك الجميل نداءً = من صميم الفؤاد، لا تَخْذُليني: يا ابن أرض الهُدَى، أرى العصر يشكو = من دعاة التيئيس والتوهينِ وأرى السَّامريَّ يصنع عجلاً = وينادي برأيه المأْفون وأرى صَوْلةَ البُغاة علينا = روَّعتْنا في قُدسنا المحزون وأرى فتنةً تلاحق أخرى = وجنوناً للحرب بعد حنون وأرى القوة العظيمة صارتْ = آلةَ الموت في يد «التِّنينِ» وأرى الوهم مُمْسِكاً بالنواصي = مُستخفّاً بكل عقل رزينِ يا أبا متعب أرى الغربَ يرمي = بدعاوى ممهورة بالظنون هم أراقوا دَمَ العدالة لمَّا = واجهوا أمتي بحقد دفين أهدروا «دُرَّةَ» الصِّغار وصانوا = دَمَ سفاح قُدسنا «شارون» رسموا العنف لوحةً لوَّنوها = بدماء الضعيف والمسكين نسبوها زُوراً إلينا ولسنا =في يَسارٍ من أمرها أو يمين عجباً، غيَّروا الحقائق حتى =منحوا للهزيل وصف السمين ألبسونا الإرهاب ثوباً غريباً = ورمونا بكلِّ فعلٍ مَشينِ أيكونُ الإرهابَ في صَدِّ باغٍ = مستبد وظالم مُستهينِ؟؟ أيكونُ الإرهاب في نصر حقٍ = واحتكام إلى تعاليم دينِ؟! إنها الحربُ أشعلوها، فماذا = يَصْنَع السيفُ في يدِ المستكين؟! يا أبا متعب أرى الأرض عَطْشى = تطلب الماء من شحيح ضنين تتلوَّى جوعاً على باب أفعى= ونريد الإنقاذ من حَيْزَبُونِ لو أصَخْنا سمعاً إليها رهيفاً = لسمعنا نداءها: أنقذوني أنقذوني من ظالم مستبد = لم تزلْ نارُ ظُلمه تُصْليني أنقذوني من الفساد، تمادى = وسرى في النفوس كالطاعون يا أبا متعب، هي الأرض تشكو = وتنادي يا قوم لا تتركوني عندنا نحن أمنُها وهُداها = ولدينا وسائل التأمينِ من حمى بيتنا الحرام انطلقنا = نُنقِذُ الناس من ظلام السجون أنتَ أعلنتَها بياناً صريحاً= ما به حاجةٌ إلى تَبْييِن: دينُنا الرُّوحُ لا نساومُ فيه = أو نُحابي به دُعاة الفُتون نحن أهل القرآن منه ابتدأنا= ومضينا بنوره في يقين وتلوناه للوجود، فأجرى = للقلوب الظماء أصفى مَعين وسكنَّا من آيهِ في حصونٍ = شامخات الذُّرى وحرزٍ مكينِ وفتحنا نوافذَ الكونِ حتى = صار سِفْراً لنا بديع الفنون ورفعنا الأَذانَ حياً فتاقتْ = كلُّ نفسٍ إلى جميل اللُّحون عندنا الكنزُ، كنزُ دين حنيفٍ = نحن أغنى بفضله المخزون عندنا حكمة الشيوخِ، وفينا= همَّةٌ للشباب ذاتُ شؤون إن خسرنا، والكنزُ فينا، فبُعداً = ثم بعداً لنا، ولا تعذلوني يا ابنَ أرض الهُدى، عُلانا هُدانا =وهدانا هدى النبيِّ الأمينِ أرضنا الواحة العظيمة تُدني = من يد المجتني ثمارَ الغصونِ أرضنا للعباد صدرٌ حنونٌ= يا رعى اللهُ كلَّ صدرٍ حنونِ نحن في هذه البلاد اتَّخذنا = منهجاً واضحاً منيعَ الحصونِ ومددنا أواصر الحق فينا= واتصلنا منها بحبل متينِ وسقينا بواسقَ النخل حباً =فسعدنا بطلعها الميمون ومحالٌ أن يصبح التمر جمراً= ويكون الأصيل مثل الهجين يا أخا الفهد، عصرنا لا يُبالي = بضعيف يحيا على التخمين لا يبالي بأمة تتساقى = بكؤوس من الخضوع المَشين عَصْرُنا عصرُ ذَرَّةٍ وفضاءٍ = واكتشاف المجمهول والمكنون فافتحوا الباب للشموخ، فإنا = قد وَرِثنا بالدين وَعْيَ القرون رَسَمَ الغربُ للحضارة وجهاً= دموياً مشوَّه التكوين ملأوا الأرض بالعلوم ولكن = أثخنوها بفسقهم والمجون ورَسَمْنا وجهَ الحضارة طَلْقاً= ومدَدْنا لها ظلال الغصون مُنْذُ فاضت بطحاء مكَّةَ بِشْرًا= وانتشى بالضياء «رِيْعُ الحُجون» إن ضَعُفْنا في عصرنا فلأنَّا = قد ركنَّا للغرب أقسى رُكونِ يا ابنَ أرضِ الهُدى سيرعى خُطانا = مَنْ رعى في محيطهِ «ذا النُّونِ» إنما الأمرُ في يدِ اللهِ يُمضي = ما طوى علمُه بكافٍ ونونِ دَعْوَةُ الكُفر تنتهي وستبقى =دعوةُ الحقِّ دعوةَ التمكينِ [/poet] (*) ألقيت القصيدة في افتتاح مهرجان الجناردية يوم الأربعاء الموافق 8/11/1422هـ |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أبشر بالخير في بني عمرو ...عبد الرحمن بن صالح العشماوي | سد الوادي | المنتدى الخاص لقبيلة بني عمرو | 4 | 08-07-2010 08:38 PM |
فتاة الدرجة الأولى والشاعر عبدالرحمن العشماوي .. | راعي الأوله | منتدى القصص والروايات | 3 | 05-20-2006 04:15 PM |
كلاَّ .. قصيدة للدكتور عبدالرحمن العشماوي .. | المحترم | عطر الكلمات | 2 | 11-13-2003 02:12 AM |
أوَّاه يا بغداد ... د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي | فتى الأصفاء | عطر الكلمات | 6 | 05-01-2003 02:51 AM |
( قصيدة رائعه / ( أين بغداد عنا ؟؟ ) لدكتور عبدالرحمن العشماوي !!)) | السليماني | عطر الكلمات | 2 | 04-01-2003 09:24 PM |