الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
تفسير الزركشي لآيات من سورة عبس والتكوير
تفسير الزركشي لآيات من سورة عبس والتكوير سورة عبس ﴿ عَبَسَ وَتَوَلَّى ﴾ [عبس: 1] قوله تعالى: ﴿ عَبَسَ وَتَوَلَّى ﴾، قيل: إنه أمية[1]، وهو الذي تولى دون النبي - صلى الله عليه وسلم -، ألا ترى أنه لم يقل: "عبست"[2]. ﴿ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ ﴾ [عبس: 13، 14] قال القاضي أبو المعالي عزيزي بن عبدالملك رحمه الله: وسمَّاه - أي القرآن - أربعة أسامي في آية واحدة، فقال: ﴿ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ ﴾ [3]. ﴿ كِرَامٍ بَرَرَةٍ ﴾ [عبس: 16] قال رحمه الله: حيث ورد "البارّ" مجموعًا في صفة الآدميين، قيل: "أبرار"، كقوله ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴾ [الانفطار: 13] ([4])، وقال في صفة الملائكة بَرَرَةٍ ، قال الرَّاغب: "فخصّ الملائكة بها من حيث أنه أبلغ من "أبرار" جمع "برّ"، و"أبرار" جمع "بارّ"، و"بر" أبلغ من "بار"، كما أن عدلاً أبلغ من عادل"[5]، وهذا بناء على رواية في تفضيل الملائكة على البشر[6]. ﴿ قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ﴾ [عبس: 17] قوله تعالى: ﴿ قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ﴾، الفعل - هنا - مجاز؛ لأنه بمعنى أبعده الله وأذله، وقيل: قهره وغلبه[7]. ﴿ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ﴾ [عبس: 18] قوله تعالى: ﴿ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ﴾، قال الزمخشري[8]: أي من شيءٍ حقيرٍ مهين، ثم بينه بقوله ﴿ مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ... ﴾ [عبس: 19] [9]. سورة التكوير ﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ﴾ [التكوير: 8] قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ﴾، قال بعضهم: إن الله ليسألكم عن الموءودات فيما بينكم في الحياة الدنيا[10]. ﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ ﴾ [التكوير: 14] قوله تعالى: ﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ ﴾، أي: كل نفس[11]. ﴿ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ﴾ [التكوير: 16] قوله تعالى: ﴿ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ﴾، حذفت "الياء"، تنبيهًا على أنها تجري من محل اتصافها بالخِناس، إلى محل اتصافها بالكِناس، وذلك يُفهِم أنه اتصف بالخناس عن حركة تقدمت بالوصف بالجوار الظاهر، يفهم منه وصف بالجوار في الباطن، وهذا الظاهر مبدأ لفهمه، كالنجوم الجارية داخل تحت معنى الكلمة[12]. ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴾ [التكوير: 17] قوله تعالى: ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴾، قيل: أقبل وأدبر[13]. ﴿ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴾ [التكوير: 18] قوله تعالى: ﴿ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴾، وحقيقته "بدأ انتشاره"، و﴿ تَنَفَّسَ ﴾ أبلغ، فإن ظهور الأنوار في المشرق من أشعة الشمس قليلاً قليلاً، بينه وبين إخراج النَّفَس مشاركة شديدة، وهذا من أحسن الاستعارة[14]. ﴿ وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ ﴾ [التكوير: 24] قال رحمه الله: الشحّ والبخل، والشح هو البخل الشديد، وفرق العسكري[15] بين البُخل والضّنّ، بأن الضّنّ أصله أن يكون بالعواري والبخل بالهيئات، ولهذا يقال: هو ضنين بعلمه، ولا يقال: هو بخيل؛ لأن العلم أشبه بالعاريّة منه بالهيئة؛ لأن الواهب إذا وهب شيئًا خرج عن ملكه بخلاف العاريّة، ولهذا قال تعالى ﴿ وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ ﴾، ولم يقل بـ"بخيل"[16]. ﴿ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ﴾ [التكوير: 26] قوله تعالى: ﴿ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ﴾، وجعل بعضهم الاستفهام، للتنبيه على الضلال[17]. [1] قال ابن العربي في "أحكام القرآن": وأما قول علمائنا: إنه الوليد بن المغيرة، وقال آخرون: إنه أمية بن خلف، فهذا كله باطل وجهل من المفسرين الذين لم يتحققوا الدِّين؛ وذلك أن أمية والوليد كانا بمكة، وابن أم مكتوم كان بالمدينة، ما حضر معهما ولا حضرا معه، وكان موتهما كافرين؛ أحدهما قبل الهجرة والآخر في بدر ولم يقصد قط أمية المدينة، ولا حضر عنده مفردًا ولا مع أحد. انظر: أحكام القرآن، لابن العربي، دار الكتب العلمية - بيروت/ لبنان، ط/ 2 ت/ 1424هـ - 2002م، ج/ 4 ص/ 263، وقال القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: الآية عتاب من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم في إعراضه وتوليه عن عبد الله بن أم مكتوم. انظر: تفسير القرطبي 22/ 70. [2] البرهان: وجوه المخاطبات والخطاب في القرآن - خطاب عين والمراد غيره 2/ 152. [3] المصدر السابق: معرفة أسمائه واشتقاقاتها 1/ 194. [4] سورة الانفطار: 13. [5] المفردات في غريب القرآن للراغب ص/ 52. [6] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - قاعدة فيما ورد في القرآن مجموعا ومفردا 4/ 14. [7] المصدر السابق: بيان حقيقته ومجازه - المجاز الإفرادي 2/ 161. [8] الكشاف 6/ 316. [9] سورة عبس:19. البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - قاعدة في التعريف والتنكير 4/ 60. [10] البرهان: معرفة تفسيره وتأويله - الفرق بين التفسير والتأويل 2/ 99. [11] المصدر السابق: بيان حقيقته ومجازه - إطلاق اسم الخاص وإرادة العام 2/ 168. [12] البرهان: علم مرسوم الخط - حذف الياء 1/ 281 [13] المصدر السابق: معرفة تفسيره وتأويله - الإجمال ظاهرًا وأسبابه 2/ 132. [14] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - الاستعارة 3/ 268. [15] هو الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران أبو هلال العسكري، كان موصوفًا بالعلم والفقه، والغالب عليه الأدب والشعر، روى عنه أبو سعد السّمان وغيره، وله من التصانيف: كتاب "صناعتي النظم والنثر"، "التلخيص في اللغة"، "جمهرة الأمثال"، "شرح الحماسة"، "تفسير القرآن"، وغير ذلك، قال ياقوت: ولم يبلغني شيء في وفاته إلا أنه فرغ من إملاء "الأوائل" يوم الأربعاء لعشر خلت من شعبان سنة خمس وتسعين وثلاثمائة. بغية الوعاة 1/ 506، رقم الترجمة 1046. [16] معجم الفروق اللغوية، لأبي هلال العسكري، مؤسسة النشر الإسلامي - قم، ط/ 1 ت/ 1412هـ، ص/ 332، رقم المصطلح 1323. البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - ألفاظ يظن بها الترادف وليست منه 4/ 52. [17] البرهان: أقسام معنى الكلام - الاستفهام بمعنى الإنشاء 2/ 210. الالوكة |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تفسير الزركشي لآيات من سورة النبأ والنازعات | طالبة العلم | علوم القرآن والسنة والسيرة النبوية | 2 | 02-29-2016 04:45 AM |
تفسير الزركشي لآيات من سورة الإنسان | طالبة العلم | علوم القرآن والسنة والسيرة النبوية | 1 | 02-21-2016 04:36 PM |
تفسير الزركشي لآيات من سورة المدثر | طالبة العلم | علوم القرآن والسنة والسيرة النبوية | 2 | 02-16-2016 09:18 PM |
ما فسره الإمام الزركشي من سورة الملك | طالبة العلم | علوم القرآن والسنة والسيرة النبوية | 2 | 01-20-2016 09:02 PM |
تفسير جزء عم كاملا ( تفسير 37 سورة بالصوت والصورة) لشيخنا الدكتور محمد سعيد رسلان | Aboabdalah | الصوتيات والمرئيات الإسلامية وأناشيد الأطفال | 2 | 09-16-2009 02:08 AM |