|
#1
|
||||||||
|
||||||||
أهازيج العمل
عندما تغنى إنسان عسير بالشعر في كل مناسباته
أهازيج العمل.. كبرياء للنفس تطرب لها الأرض وتتعالى معها الهمة في موسم الحرث تشارك المرأة وتنبت الأهازيج من الأرض الرياض ــ سلطان الأحمري :- كما ذكرنا في عدد "السبت" الماضي على صفحات "خزامى" أن إنسان عسير قديماً جعل الشعر، واللحن، والغناء رفيق دربه في كل مناسباته. ونستكمل معكم أهازيج الحياة تلك وقوافيها التي تعالت بها أصوات حناجرهم وهم يعيشون نهارهم وكل لحظاتهم ومناسباتهم. فمن قصائد الختان وطقوسه التي ذكرناها سابقاً، ننتقل بكم في هذا العدد إلى أهازيج العمل في زمن البسطاء ذاك، عندما كان الإنسان في عسير ابناً للطبيعة البكر، وكان صوتهُ وغناؤهُ يُمثلُ صوت الأرض، الذي تمايلت معه حقول السنابل طرباً حين يشدو وتحنو عليه، فألقمته سبع سنابل دفعة واحدة .. حين كان نهاره وليله يضج بالغناء وثُغاء المواشي. وصوت الريح في تواشج عجيب، وكأنهم يحتفون بمرور ساعات الركض، والعناء في النهار. ليكمل ليلهم أجمل الحكايات والمسامرات والقوافي. نعم هكذا كان إنسان عسير يتغنى ويبتهج بالشعر، وأهازيجه، وكان الأنيس له في كل أحواله. صوت الأرض ورغم ذلك الامتداد والتباين الجغرافي في أرض عسير إلا وكأن إنسانها اتفق على أن يشدو في كل حالاته وإن اختلف اللحن وأيضاً المفردة إلا أن المسمى واحد، حيث جعل لأعمال الزراعة صوتاً ولحناً ما بين الحرث والحصاد واستخراج الحبوب، وكذلك الرعي، والبناء أيضاً حين كانت اليد واحدة واللحن واحداً. يشدون به حسب المكان ونوع المهمة إلى أن جعلوا لانتشال الماء من أعماق الأرض زملة وصوتاً. وكذلك وضع إنسان عسير للدواب التي تتنقل به وتعمل معه صوتاً تطرب له حين يلاحظ بأن ملامح التعب بدأت عليها. أهازيج الحياة وفي تفاصيل ذلك قضيت وقتاً طويلاً وأنا استحضر الماضي وألوانه مستمعاً حديث العم "طرشي محمد الصغير" من رجال ألمع وهو في عمر قارب التسعين عاماً. حيث مازالت تحمل ذاكرته أهازيج الحياة قديماً لرجال ألمع والمناطق التهامية التي لم تختلف عن ما يتعايش به أهالي السراة آنذاك. فالجميع كما ذكرت سابقاً وضعوا لكل مناسباتهم أهازيج، وشعر، وغناء تطرب له أنفسهم رغم العوز والحاجة في حينها وكأنها تعكس كبرياء النفس التي تتعالى همتها لتدحر مشقة الحياة. أهازيج الحصاد وهنا أورد ما ذكره لي العم "طرشي" كمثال على أهازيج الحياة في منطقة عسير حيث نبدأ بموسم الحصاد وهو يعرف ب "الصرام أو الصريم" الذي تشارك فيه المرأة كإحدى مهامها التي كانت تتقاسمها مع الرجل آنذاك. وهنا تعلو الأصوات وهي تردد العديد من أهازيج الحصاد ومثالها: القصب ما له ضلوع قربوا حد يلوع ياسعد من له بني عم يسره سراع في المشورة وعند الضيف يعده وتعني بعض المفردات في هذه الأهزوجة كالقصب ويقصد قصب الذرة وتطلق أيضاً على القمح والشعير وهو ما يحتاج إلى أداة لقطعه تم الإشارة إليها بقوله "قربوا حد يلوع" أي حد قاطع. وتتهنى هذه الأهزوجة لمن له أبناء عمومه وجماعة يكونوا بالقرب منه في وقت الحاجة وطلب المساعدة حتى في الرأي وإكرام الضيف. وتعتبر هذه كمثال للأهازيج ويتم ترديدها وقتا طويلاً إلى أن يتم الانتقال لأخرى تتناسب مع طبيعة العمل والمهمة. أهازيج الحرث وكان للحرث الذي يمتد إلى نهار كامل وقد يكمل المهمة في اليوم التالي وقد يزيد باستخدام الدواب ومنها الثور كانت تعلوا أصواتهم خلفها ليطرب العاملون بالحرث أنفسهم من تعب الركض خلف المحراث ولقضاء الوقت والتسلية. وبطبيعة الحال كان قديماً في عسير يستخدمون ثورين في الحرث متصلين بقطعة خشبية من الرقبة تسمى عند البعض "مضمدة" وتنتصف بينهم آله الحرث وتسمى قديماً "لومة" في هذه الأثناء تتعدد الأهازيج ومنها: ثورين جرارين خير من جمل وخير من ملجوم في وقت العمل نذرا بحب يابس والطين مشطاه وليس تكله نقول أن نوديه ألا يالله إننا فيك نختار ونعناك من نار الوقودي بالطبع المفردة تختلف من منطقة لأخرى وتتفق مع البعض وهنا تعني مفردة " نذرا" وهو يقصد به نثر الحبوب سواء القمح والذرة أو الشعير في الأرض و"الطين مشطاه" يقصد به الأرض التي ينبت منها. أهازيج الجمالة في القوافل المسيرة قديماً وبعض المهمات التي يقضيها إنسان عسير باستخدام الجمال كان هناك أهازيج واشعار تستخدم. يقول العم طرشي: الجمال لها طرق وكانت حمولتها إلى أربعة قناطير مما يجعلها تتعب في مشوارها. وأضاف تطرب عندما تستمع لصوت الإنسان وهو يردد بصوت مرتفع تلك الأهازيج الخاصة بها ومنها: يارب سلمها من التهديدي وجعل قوايمها دعم حديدي العيس لاتاوي لمن ياويلها إلا لضراب العصا تاويلها الخلاصة تعتبر هذه كنماذج من الأهازيج التي زاملت حياة إنسان عسير في الماضي سواء في المناطق التهامية، أو السراة، الممتدة من سراة عبيدة، مروراً بخميس مشيط، وابها، ورجال الحجر، وبلقرن إلى البشائر. وكذلك مناطق شرق عسير كتثليث وبيشة. وهي تختلف بالمفردة واللحن والأداء والمهمة حيث لكل منطقة طابع طربي مختلف يزامل كل أعمالهم اليومية ومناسباتها. ونكمل معكم ماتبقى في الأعداد القادمة التي نتناول من خلالها أهازيج البناء والرعي والطرق الجبلي أو مايسمى في تهامة بطرق الجمالة. إضافة إلى أنواع الفلكلور الشعبي وما تغنى به إنسان المنطقة شعراً. مصافحة حقول السنابل بمواسم الحصاد
سامحوني .. إن رحلت .. يوماً .. دون موعد
|
03-19-2016, 02:02 PM | #2 |
مراقب
|
روووووعة ما نقلت ............. يعطيك العافية
|
يالله تبعدني عن النقص والعيب وتبعد لساني عن مناقيد خلقك اسألك يا ربي حياةٍ على طيب وأسألك غفرانك وسترك ورزقك |
03-19-2016, 02:04 PM | #3 |
مراقب
|
والحقيقة إن مكان الموضوع هو الموروث الشعبي
تقديري |
يالله تبعدني عن النقص والعيب وتبعد لساني عن مناقيد خلقك اسألك يا ربي حياةٍ على طيب وأسألك غفرانك وسترك ورزقك |
03-19-2016, 04:56 PM | #4 |
مستشار إلمدير العام
|
والله زمان يا فن .
شكرا لك وياليت من يجيب من تراث بني عمرو . مثل ما قال أبو سيف مكان الموضوع هو الموروث الشعبي ان حبيت ننقله هناك نقلناه وتكرم . |
|
03-19-2016, 05:05 PM | #5 |
المدير العام
|
نقل جميل لموروث أجمل والله يعطيك العافية ..
اتفق مع أبو سيف وأبو فهد حول عدم مناسبة مكان رحه لأنه واقع وليس مجرد قصة .. فقط أختلف معهم بمكانه وأرى أن يكون بقسم ملتقى القبائل العربية ويبقى قسم الموروث خاص بقبيلة بني عمرو .. تقديري .. |
|
03-20-2016, 01:25 AM | #6 |
مراقب
|
الحقيقة إني حاولت أنقله ولكن ما ضبط معي
تصرفوا يا كبارية |
يالله تبعدني عن النقص والعيب وتبعد لساني عن مناقيد خلقك اسألك يا ربي حياةٍ على طيب وأسألك غفرانك وسترك ورزقك |
03-20-2016, 06:51 AM | #7 |
الإخطبوط
|
مبدع ياسهيل....أختياراتك دائماً في محلها
لايمكن أن تفصل بين العربي والشعر في كل مجالات حياته إلا أن القوانين الحديثه وحياة التمدن والتنوع البشري فرض الصمت وليت ان الإنجاز الماضي بقي الإنجاز الذي طالما رافق الشعر وترديد تلك الموشحات الغنائيه ليته بقى لكن حاضرنا أتى كالغراب الذي أتسم بالذكاء الذي لم يستطع أن يعيد للغراب مشيته التي أضاعها... وبدى لنا الحاضر كغراب يشكو التوحد... تحاياي |
|
03-20-2016, 09:58 AM | #11 |
|
الصيـــ ( ضــــاري ) ــاد
شكراً لك ع المشاركة ، وع الإشادة ، وع الإضافة والله يعطيك العافية |
سامحوني .. إن رحلت .. يوماً .. دون موعد
|
03-20-2016, 10:01 AM | #12 |
|
الأخوان الكرام
أبو سيف + أبو فهد + أبوريان بالنسبة لنقل الموضوع ، ف أنتم أصحاب الشأن والصلاحية ولا مانع لديه من ذلك ، ونحن موفين لكم في كل شيء بارك الله فيكم ، وفي جهودكم |
سامحوني .. إن رحلت .. يوماً .. دون موعد
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
العلم نور .!! | ابوفهد العمري | الصور والأفلام والفلاش | 18 | 05-14-2012 03:44 PM |
العمل خالد | غرمان بن عزيز | الشعر الجنوبي للطرح الذاتي | 4 | 10-28-2011 02:33 AM |
فضل العلم | ابوعبدالكريم | رياض الصالحين | 1 | 01-14-2009 12:58 PM |
== // = {{ العلم ... القلم ... الحلم .. الظلم ... }} = // == | عطه خير | مواضيع الحوار والنقاش | 1 | 07-02-2008 12:08 PM |