04-05-2013, 01:16 PM
|
|
سلامة القلب واللسان

جاء الشرع بمدح من كان طيب القلب خاليا من الضغائن والأحقاد، كما في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ, قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ, فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ لَا إِثْمَ فِيهِ وَلَا بَغْيَ وَلَا غِلَّ وَلَا حَسَدَ. رواه الترمذي.
كما جاء الشرع بمدح من كان سليم اللسان، كما في حديث: الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ. متفق عليه.
وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «وَمَن قَالَ في مُؤمِنٍ مَا لَيسَ فِيهِ أَسكَنَهُ اللهُ رَدغَةَ الخَبَالِ حَتَّى يَخرُجَ مِمَّا قَالَ» [رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ]، وَرَدغَةُ الخَبَالِ هِيَ: عُصَارَةُ أَهلِ النَّارِ
وأيضا حديث: لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الْفَاحِشِ وَلَا الْبَذِيءِ. رواه أحمد والترمذي.
أمة الإسلام أمة صفاء ونقاء في العقيدة والعبادات والمعاملات. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عما يوغر الصدور ويبعث على الفرقة والشحناء، فقال صلى الله عليه وسلم: « لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان يصد هذا ويصد هذا؛و خيرهما الذي يبدأ بالسلام»[الشيخان]. وقال صلى الله عليه وسلم: حاثًا على المحبة والألفة: «والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا...» [مسلم]
قال عبد الله الأنطاكي: «... إنما هي أربع لا غير: عينك ولسانك وقلبك وهواك،فانظر عينك لا تنظر بها إلى ما لا يحل،وانظر لسانك لاتقل به إلا خيرا؛ وانظر قلبك لا يكون منه غل ولا حقد على أحد من المسلمين، وانظر هواك لا يهوى شيئًا من الشر. فإذا لم يكن فيك هذه الخصال الأربع فاجعل الرماد على رأسك فقد شقيت».
أما المجتمع فإنه بسلامة قلوب والسن أفراده يصير مجتمعا متماسكا متراصا متكاثفا تسود بين أفراده وأسره المودة والمحبة والألفة والمواساة والتعاون ؛فيصدق فيهم قول النبي صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).رواه مسلم.
نسأل الله أن يحفظ ألسنتنا من الكذب وأعيننا من الخيانة وقلوبنا من النفاق
|