حكم حلق اللحية أو تقصيرها
السؤال /
ما حكم حلق اللحية أو تقصيرها وما هي حدودها ؟
الفتوى :
حلق اللحية حرام لأنه مشابهة للمشركين والمجوس وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من تشبه بقوم فهو منهم ) ولأنه تغيير لخلق الله سبحانه وهو من أوامر الشيطان كما قال الله سبحانه عنه : (( ولآمرنهم فليغيرن خلق الله )) النساء 119 . ولأنه إزالة للفطرة التي فطر الله الخلق عليها فإن إعفاء اللحية من سنن الفطرة ولأنه مخالف لهدي عباد الله الصالحين من النبيين والرسل وأتباعهم وقد كانت لحية النبي صلى الله عليه وسلم عريضة كثيفة وأخبر الله عن هارون أنه قال لأخيه موسى عليهما السلام : (( يبنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي )) طه 94 . فحلقها خروج عن هدي عباد الله الصالحين من الأنبياء والمرسلين وغيرهم وتقصيرها عصيان لأمر النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( أعفوا اللحى ) ( وفروا اللحى ) ( أرخوا اللحى ) فإن هذا يدل على أن من قص منها شيئا كان واقعا في معصية النبي صلى الله عليه وسلم ومن عصى النبي صلى الله عليه وسلم فقد عصى الله لقول الله تعالى (( من يطع الرسول فقد أطاع الله )) النساء 80 . ولقوله تعالى : (( ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا )) الأحزاب 36 . وإنك لتعجب من قوم يستحلون حلقها مع علمهم بأنها من شعار المسلمين وهدي المرسلين وعلمهم بأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعفائها ثم يستحلون حلقها مخالفين لذلك سبيل المؤمنين أما حدود اللحية فإنها شعر الخدين ، والعارضين ، والذقن كما يدل على ذلك كلام أهل اللغة والنبي صلى الله عليه وسلم قال : ( وفروا اللحى ) ولم يحدد اللحى بحد شرعي وإذا جاءت النصوص وليس لها حد شرعي فإنها تحمل على الحد اللغوي ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم باللسان العربي والقرآن عربي .
المرجع / فتاوي الشيخ محمد صالح العثيمين - الجزء الثاني - صفحة 905
|