لقد بت أعتقد أن المعلمة أو الموظفة عموما عندنا ضعيفة ومسكينة مهما كانت مكانتها سواء أكانت مدرسة أو إدارية ، تستلم راتبا كبيرا أو صغيرا ، متزوجة أو عانسة ! فمهما بلغت فالزوج سيرتع على مرتبها أخيرا كما ترتع الأغنام في رياض مربعة !! ، هي باعتقاده علاج ناجح من الفقر والعوز .. والكل سيتخلى عنها ماديا نظرا لأنها معلمة تستلم في آخر الشهر مرتبا وقدره ، الكثيرون سيطمعون بها لأنها ذات مرتب ، الكل سينظر لها نظرة أخرى ، فمسؤولية الخادمة والسائق وتأمين كثير من الضرورات سيقع عليها !! حقيقة هذا ما أتألم منه ويذوب قلبي حسرة عليه ، ولا أجد من يبالي بها .
كثير من الأزواج الثقلاء جهال مركبة يستغلون زوجاتهم المعلمات أسوأ استغلال ..بشكل تغثي منه النفوس .
فهل تصدقون إذا قلت لكم أن كثيرا من الأزواج يتخلى عن نفقته كلية على أولاده ويعتمد اعتمادا كليا عليها نظرا لأنها ذات مرتب ! أعرف زوجة مسكينة مغبونة قامت بشراء سيارة كامري لزوجها ، واشترت بيتا له من مرتبها عن طريق التقسيط وبالأخير يتركها ويتزوج غيرها عندما حقق أهدافه بشراء سيارة ومنزل !! نظرا لأنه لم يتزوجها حبا فيها بل حبا في مالها ..وذلك الزوج الذي تشين نفسه ويتوتر على زوجته في آخر كل شهر ..وتقوم الزوجة الضعيفة خلسة بوضع مبلغ وقدرة الفين ريالا في جيبه وهو معلق في الشماعة ، وبعدئذ تتغير النفسية وتزول شينة النفس !! وأخرى تقول نحن كالبرتقالة التي توضع فوق لحم الشاورما ..تؤكل الشاورما بنكهة البرتقالة وتبقى البرتقالة ليس لها فائدة بعدئذ.. وغيرها من القصص المؤلمة .. إنها قصص كثيرة تدمي القلب ويطير العقل منها ، فأدركت حقيقة الواقع المؤلم الذي تعيشه المعلمة أو الموظفة عموما لأنها محسودة من الجميع بسبب مرتبها الذي كان سببا في شقائها في أحايين كثيرة ، فالكل يطمع بها من الأهل والزوج والولد ، فالولد يسألها أن تشتري له سيارة فخمة أو آخر ماتوصلت له التقنية في مجل أجهزة الجوال ..وهكذا دواليك ...هذا المرتب وهذه مهنة التعليم أو غيرها من الوظائف أضحت عوامل تفسد عليهن أمرهن وعلاقاتهن مع المحيطين حولها ، وعامل على الطمع والجشع من الآخرين ، ففي هذا الزمن كثر من يشترط أن تكون زوجته معلمة أو موظفة يريد أن يسترزق من ورائها !!..وكثير من المعلمات في حيرة من الأمر ...فالحياة ما أشقها من دون رفيق أو أنيس ، وما أشقى الحياة على إمرأة تقيم لوحدها لاتجد زوجا يشاطرها السراء والضراء .. وإن وجدته فهو طامعا لمالها ومرتبها ...فالله يكون في عون من تعمل كمعلمة وأقول لها : ضعي مالك ومرتبك في حساب خاص بك فقط لايشاركك به أحد ، وأنفقي بقدر منه ، ولاتستسلمي وتخضعي لإبتزازات زوجك مهما بلغت درجة المحبة بينكما ..فالمال مالك ...فأنت أولى به ..والدنيا في هذا الزمن متقلبة ..ولست هنا محرضة لك على زوجك ولكن الفطنة والحذر مطلوبة ..أنفقي بقدر كما ذكرت لك وأمني بيتا لك وأجريه لكي تستفيدي من ريعه مستقبلا ..ولاتسلمي مفاتيح خزنتك كاملة له ..فيجب أن يكون المفتاح بيدك.. هذا ما أردته ، فإن كان يحبك ويودك لشخصك فهذا هو الخير والبركة ، وإن كان يحبك من أجل مالك ومرتبك فلا مرحبا به ..فاليبحث عن أخرى وحتما سيجدها !! والغريب الملاحظ لي كما وصلني أو رأيته من معلمة قريبة أجدها دائما في حالة يرثى لها في اللبس والمظهر الشاحب لا أعلم لماذا ؟ لأن الكل كما يقال سيشره عليها من الأم والأب والأخت والأخ والكل..فعندما يتزوج أخوها أو إبن أخيها أو أختها أو غير ذلك من المناسبات هي ملزمة أن تقدم لهم شيئا وإلا لن تسلم من الشرهة..ولقد سمعت أيضا أن بعض الأزواج الكريهين الثقلاء القساة يستولون على مرتبها ويخصصون لها مبلغا محددا شهريا !! ويكأن المرتب خاص بهم وليس بها ، إنه استعباد ورق ليس بعده رق ، فيجب على المرأة أن تتحرر من تلك العبودية والاستغلال الكريه من بعض الأزواج النفعيين الذي ليس لهم هما إلا ملأ الكروش من مال غيرهم ، إنها مواقف لارجولية تنم عن الجبن والاستغلال للنساء المعلمات الضعيفات... اقول كان الله في عونكن ايتها المعلمات.
م/ن
تقديري للجميع