عندما تختنق الكلمات فتنبعث برائحة أجمل من رائحة السوسن ....
عندما لايكون إلا عبق الذكرى المشجية سبيلاً لـــــ اللالقاء
عندها لن يروم المحب إلا أحرفاً لن تكون إلا أطلالا يغمض عينيه كي يراها
وهذا شاعرنا وشيخنا أبا معاذ سلمان العودة يتنفس هذه الأحرف التي ربما لم تعوض له رسمات ابنه - رحمه الله - الذي لم يكن له نصيب حتى بنظرة قبل الوداع
وداعا حبيبي لا التقاء إلى الحشر وإن كان في قلبي عليك مثل لظى الجمر
صبرت لأتي لـــــم أجد لي مخلصا إليك ومـــــــــا من حيلة لي سوى الصبر
تراءاك عيني في السرير موشحا على وجهك المكــــــدوم أوسمة الطهر
براءة عينيك استثارت مشاعري وفاضت بأنهار من الــــــدمع في شعري
وكفاك حينما تعبـــــثان بلحيتي وحينا علـــــى كتفي وحينا على صدري
أرى فمك الحلو المعطر في فمي كما اعتدت فــي هذا الحب من أول البر
تحاصرني ذكــــراك يا ساكن القبر وتجتاج أعماقي وإن كــــنت في الأسر
أراك جميــــــــلا رافلا في جزيرة بمعــــــــــشبة فـــــــيحاء طيبة النشر
وتفرحني أطيافك الخـضر إن بدت مضمـــــــــــــخة شكرا لأطيافك الخضر
وألعابك اشتاقــــــت إليك وهالها غيابــــــك عنها ميتا وهي لا تــــــــدري
يتامى يكسرن القـــــلوب هوامد ولمـــــــــا يصل أسماعها فاجع السر
حبيبي في شعبان ألفيـــت زائرا طــــروبا إلى لقياي مبتســــــــم الثغر
فعدت بحجري والسرور يلفني وشنفت سمعــــــي تاليا سورة العصر
أراك تعزيني بها وتلومني على جـــــــــــــزع تخشاه من جانب الدهر
تمنيت لو تغني الأماني نظـرة إلى جسد ذاو يغرغــــــــــــر بالسدر
تمنيت حتى وقفة عند نعشه ترد إلى نفسي الذي ضاع من صبري
تمنيت ما نالت ألوف توجهت إلى ربها صلت عليك مع العصــــــــر
تمنيت كفا من تـــــراب أحثها على قبرك الميمون طيب مــــن القبر
أبا طارق جل المصاب لفقدكم ثمانية زهر كما الأنجـــــــــــم الزهر
كأنكم اخترتم زمـــــــان رحيلكم بعيد صلاة الليل والصوم والذكــــر
غسلتم بصافي الدمع صافي قلوبكم يشعشع فيها النور كالكوكـب الدر