زيارة تعلمت منها

نقلت لكم هذه الزيارة المؤثرة أرجوان تقراوها للآخر


اخيرا .. لقد اشرقت.. شمس يوم الأربعاء .. كم انتظرت شروقك ياشمس الأربعاء .. لا أعلم لما
كنت أنتظرها بكل هذه اللهفة كم كنت اتساءل ياترى ماذا سيحدث؟

ماذا سأرى؟ هل سأتحمل بعض المناظر؟ فدارت في نفسي تساؤلات
كثيرة واحسست بأحاسيس غريبة..........!!!!

لم أحس بالطريق ؟ ولم اشعر بمن كان حولي لم اسمع

سوى صدى نفسي القلقة نفسي التي من اجلها خطوت لتلك الرحلة .. من اجل تأديبها فقد

كنت بأشد الحاجة إلى تأديبها ....... ولم اعلم سوى اني و قد وصلت لذلك المكان (مركز التأهيل الشامل) فتبدلت نظراتي..

أصبحت نظرات إندهاش.. تبدلت أحاسيسي وزاد عندي رغبة لاستكشاف المكان شعرت انه عالم غريب

في أجواءه وا انفاسه اصواته جدرانه لااعلم كل شيء فيه غريب سكانه أناس مثلنا ولكن

ليسوامثلنا..............

وبينما نحن نرمي بأعيننا في اركان ذلك العالم تظهر لنا وجوه قد كستها البراءة وجوه لم تعبر سوى

بإبتسامة بها معاني من الفرح والسرور نعم فهذا مارأيته في وجه سعيدة ..

سعيدة .. التي امتازت بحيوية دون عن الجميع .. سعيدة ذات العمر الذي تجاوز الثلاثين ولكن جسمها

وعقلها لم يدلان على ذلك فقد كانت لنا مثل المرشد في ذلك المكان فعرفتنا على

(الصوامة خديجة )

التي تصوم إثنين وخميس .. التي تصوم أيام البيض.......

وقد كان منا لايعرف ماهي الايام البيض .. فقد انطقها الله فقالت بصعوبة الثلاثة عشرو اربعة عشر

وخمسة عشر ..أحسست أن كلماتها هذه هي تأديبا من الله هي عتاب الله سبحانه فهذه خديجة ذات

الجسم المعوق ذات العقل البسيط تحفظ وصية رسوله صلى الله عليه وسلم

في صوم ثلاثة أيام من كل شهر

تصوم ونحن أصحاب الذنوب والمعاصي نحن من نحتاج ماينجينا من نار

جهنم .. نحن أصحاب العقول السليمة أصحاب الأجسادالسليمة عجزنا عن ذلك!!!

تلك الصوامة علمتنا التأدب مع القران فهي تقرأ سورة الفاتحة بعد ان وضعت رأسها في الارض و بعد

ان وضعت يدها اليمنى بصعوبة على يدها اليسرى وكأنها واقفة بين يدي الله سبحانه وتعالى.... لقد

علمتنا في لحظات ماعجزنا ان نتعلمه في سنوات ....

*********

فكلما انتقلت نظراتنا في ذلك العالم تعلمنا درساً او ادركنا معنى .....

فتعجبنا عندما سمعنا صوت بكاء شديد ثم لحظات ينقلب الى ضحك بقهقهة ثم يتحول الى بكاء من بعده

ضحك فكانت هذه أحد افراد ذلك العالم هكذا حالها ..إمّا ضحكـ أو بكاءً فأدركنا أن الضحك في وقته

والبكاء في وقته نعمةعظيمة...

وما اهتزت له مشاعرنا لتلك التي كانت في عمر الزهوور التي كانت تحمل حقيبتها كل يوم إلى

المدرسة التي كانت ترسم الامال والأحلام لمستقبلها ثم بين يوم وليلة أتتها حمّى ادت بها الى ذلك

العالم نعم ..فحالنا الأمس ليس مثل اليوم.. وحالنا اليوم ليس مثل غداً.. هذه كانت أم لثلاثة ابناء ترعاهم

وتربيهم وتجلس معهم تأكل معهم تزجرهم ثم بين يوم وليلتها احتلت موقعا في ذلك العالم.....

بل تلك التي كانت تستعد لزفافها تستعد للبس فستانها الأبيض

وكانت تخطط وتنتظر تحقيق حلمها فكان بينها وبين حلمها

حادث سيارة فلبست ثوب الإعاقة اسأل الله يلبسها من حُلي اهل الجنة...

***********

وقفات وقفناها مع انفسنا حاسبناها.. عاتبنها.. وذرفت دموعنا.. وخفقت قلوبنا بشدة أحسسنا اننا لا

نسوى شيء في هذه الحياة فسبحان من انعم علينا بنعمة الحركة والمشي وأناس لاتفارق أجسادهم

السرر بل سبحان من جعلنا نتقلب على جنوبنا كيف نشاء في الليل والنهار أناس لهم من يقلبهم على

فرشهم.

بل سبحان سبحان من جعلنا عندما نفرح نبتسم وعندما نحزن ندمع عندما نخاف نصرخ واناس

لايستطعون حتى التعبير عن انفسهم عن فرحهم عن حزنهم عن خوفهم عن جوعهم وعن عطشهم

تعابيرهم واحدة لاتتغير مجرد صراخ غريب يحمل كل معاني الألم والحزن بل منهم من يؤذي نفسه لتعبير

عن نفسه نعم فتلك ظلت تخبط رأسها في الحائط من اجل علبة عصير أرادتها فتباً لتعبيراتنا التي يطغيها

التذمر التي هي مجرد استياء مجرد سخط على احوالنا كم أخطأنا في حق نعمة التعبير ..


اناس لاتتعدى حياتهم مجرد اربعة حيطان .. بل مجرد سرر يلقون أجسادهم الهزيلة عليها بل بعضهم

لايدركون حتى هذه الاشياء ؟؟؟!!

اناس تفاوتوا في سلب النعم منهم من يرى ولايسمع .. ومنهم يسمع ولا يرى ومنهم من فقد كل شيء إلا

الاحساس فهم يحسون ويشعرون بمن حولهم سبحان الله يحملون احاسيس دافئة ومشاعر جميلة

فقلوبهم مليئة بالتفائل فقد ذهبنا لزيارتهم لإعطائهم الأمل في الحياة ..لنعبر لهم عن حبنا لهم ولكن وقفنا

أمامهم عاجزين فهم اللذين أعطونا الأمل ........

*********

صور كثيرة رأيتها .. ولن استطيع نسيانها كلمات سمعتها كانت مثل سهام قذف في قلبي مواقف كانت

لي مثل الصفعات..فأيقضتني.. ذرفت دموع ليس كباقي دموعي بل ماكان اشد من ذلك بكاء قلبي وأنينه

وحرقته الذي ارتفع صوته راجياً الله عندما سمعنا عمّن لاينامون الا وقد وضع على اعينهم لصق

لإغماضها فاهتز لذلك قلبي فدعا الله تتأدب نفسي معه قبل ان يأدبها الله بنعمه إيه والله لقد خفت على

نفسي فأنا اليوم أرى أسمع أتكلم أغمض عيني أرفع يدي أحرك رقبتي ومن الممكن غداً أصبح صديقة

لهم... (أفأمنوا مكر الله) .............

********

وبينما نحن في حالة شديدة من الحزن والندم نحن في صراعات مع انفسنا بينما نحن نذرف دموعنا

الحارة بحرقة انزل الله ماء بارد على تلك الحرقة فقد دخل بفضل الله سبحانه وتعالى ست من العاملات

الى الإسلام الله اكبر رددتها قلوبنا بلاشعوور عند سماعنا لذلك الخبر فأختلطت مشاعرنا بين حزن وبين

فرح ولكن في كلا الشعورين احسسنا بعظمة الله سبحانه وتعالى....

ثم لم اعلم الا ان وقت زيارتنا انتهى شعرنا بالحزن لفراقهم .. وهم حزنو لفراقنا ..


يالها من رحلة لاأعلم بما أصفها رحلة اثّرت في نفسي ..بل في اعماق قلبي ..

غيرت في نفسي رحلة جعلتني ادرك معاني .. كم كنت افتقدها.. رحلة جعلتني..اعيد النظر في

حياتي....جعلتني أضع رأسي في الارض حياء من الله سبحان الله وتعالى جعلتني اقف عاجزة امام شكر

الله على نعمه .. جعلتني اشعر بنعمة الله فهذه الرحلة والله من اكبر النعم ..

الفاضل النعيم

اسال الله ان يجزيك ومن معك على هذه الزياه وان يشفى من بهذا المركز وامثالهم

وفعلا كم وكم وكم نحن فيه من نعم الله التى لانشعر بها

نسأل المولى ان يديم علينا وعلي الجميع نعمة وان يصرف عنا شر نقمه

جزاك الله مليون حسنه على هذا الموضوع الجميل والمؤثر لمن في قلبه ذرة من الايمان نعم والله انه محزن وكل نفس بحاجة الى التاديب فلك مني جزيل الشكر والتقدير

الاخت القديرة النعيم
انعم الله عليك بنعيم اهل الجنة
وجزاك خيراً ولاحرمك الله من الاجر
على ما خطت يداك اعلاه
ونحمد الله ونشكره على ما انعم به علينا من نعم عديدة
فوالله اننا في خير ونعمة ونسأله تعالى أن يديم علينا نعمه ظاهرة وباطنة
وفقك الله ورعاك وجعل الجنة مثوانا ومثواك....