أحزان شاي

مؤيد عبد الوهاب ..
في حمى اول قدح شاي يبيعه ..تلألأ صباحه ..يمني النفس ان ينهي يومه بقوت اطفاله ..ومع برودة الجو كانت الشفاه العابرة ترتشف طيبته ..يده اليمنى المثقلة بالهموم في مدينة الصمت يمتلكها اليقين مابين البيع وتبادل الحديث عن قناعة حياته ..فهو يهمس في اذن الرصيف ..ان هذا هو رزقه من السماء في انين يومياته ..انشد في قعر الابريق حبات الهيل ..يسعى الى اجتذاب كل الشاربين ليغرق صندوقه المعدني الصدأ بالعملات الصغيرة فهو يقبل حتى الملصوقة بالشريط ..حرك انبوبة الغاز حتى تتوهج ناره التي خفتت تحت الاباريق ..سعى جاهدا ان تستفيق ..لكنها اعلنت عن انهزامها ..خاوية من فتات احلامه..فقرر ان يستبدلها ..بأخرى لعله يلحق بماراثون اواخر الصباح ..وحين اتم الامر ..اشتعلت نيرانه ..لكن احدهم وهو يحتسي شايه اخبره ان الانبوبة الجديدة مخادعة تسعى لاثارة الفوضى في حياته ..فسخر من حديث ذلك الرجل ..وواصل عمله متناسيا اسئلة الزمن في شعره الاشيب ..ووجعه المزمن ..لكن بعد لحظات انفجرت الانبوبة الانيقة ..لكونها مغشوشة.. فأحرقت خوفه من فقدان رزقه ..بموت على هشيم الرصيف .....