الإهداءات


رياض الصالحين على مذهب أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 06-13-2005, 12:40 PM
كاتب اسلامى قدير
سعد بن حسين غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 493
 تاريخ التسجيل : Sep 2003
 فترة الأقامة : 7986 يوم
 أخر زيارة : 11-26-2007 (08:20 PM)
 المشاركات : 600 [ + ]
 التقييم : 1
 معدل التقييم : سعد بن حسين is an unknown quantity at this point
بيانات اضافيه [ + ]
( ومـن الطـــيرِ نتعــلّــم ...!! )



( ومـن الطـــيرِ نتعــلّــم ...!! )

[] .. تأملْ الطائرَ الصغيرَ وهو ينطلقُ من عشهِ لأول مرة ،
منذُ أن فتحَ عينه على هذه الدنيا ، إنه يخبطُ بجناحيهِ في الهواء في جهدٍ جهيد ،
محاولاً التحليقَ ، وهاهو يكرر المحاولة ، ويعيدها ولا يمل ولا ييأس ، ولا يصاب بإحباط !!
ولن يفوت عينيكَ أن ترى أبويه يرفان من حوله ، وهما يشجعانه على مزيد من المحاولة ،
ويدربانه شيئاً فشيئا ، ولا يستعجلان عليه ،
فإن غفلا عنه لحظة ، أو إن زاغ هو عنهما ، فما أسرع ما تتخطفه الطير ،
أو يهوي في عنف ، ليرتطم في الأرض أو بصخرة ، أو بجذع شجرة ، فتؤدي بحياته فيهلك ..!
أليس في هذا المشهد الذي لا يزال يتكرر على مرأى عيوننا ،
أبلغ درس من دروس الحياة ،
تقدمه هذه الطيور الصغيرة ، لجمهرةٍ عريضةٍ من الآباء والأمهات ؟!
وأسأل نفسي والغصة تخنقني : أيكون الطير أعقل من الإنسان ؟!
أيغدو هذا الإنسان الذي كرّمه الله وفضله على كثير ممن خلق ، أقل وعياً من هذه الطيور الصغيرة ؟؟!!
[] إننا لنرى عجباً عجاباً في دوائرَ كثيرةٍ في حياةِ الناس ،
حيث يتردى جمهرةٌ من الآباء والأمهات إلى درجةٍ يدورُ معها عقلُ العاقل ، وينفد معها صبرُ الحليم ..!!
إننا لا نزال نسمع ونرى أعداداً من الآباء والأمهات بين ظهرانينا ،
قد نفضوا أيديهم كليةً من تربيةِ فلذات أكبادهم ، وتركوهم عرضةً للضياع
في متاهات ودروب وشعاب الحياة ، تتناهشهم ذئابها ووحوشها .. !!
أو أنهم أوكلوا مهمةَ تربية هذه البراعم الغضة إلى غيرهم ،
وأنكى من هذا ، أن يكون هذا الغير الذي أوكلوا إليه تربية براعهم ، من غير المسلمين أصلاً
_ نصارى أو بوذيين أو بلا ملة _ يتولون تنشئة هؤلاء الصغار على غير ما يحب الله ويرضى .. !!
وفي كلا الحالتين ، يكون شيئاً طبيعياً أن ينشأ هؤلاء الفتية والفتيات
على غير ما نحب ونرجو لهم ، فلا عجب إذن أنْ أمطرتْ سماؤنا على رؤوسنا تراباً ووحلاً ،
وما ظلمهم الله ولكنّ الناسِ أنفسهم كانوا يظلمون ..!
إنه لمن الخطورة بمكانٍ أن يتفرغَ الأب لشؤونه الخاصة ، والأم لهوائها الشخصية ،
تاركين هذه البراعم لآلات اللهو والطرب ، وبرامج الفضائيات المشفرة وغير المشفرة ،
والانترنيت ، وأصحاب السوء في الحي والمدرسة والنادي ، دون أدنى رقابة ،
لتهدم هذه الأشياء فيهم ما نحاول أن نبنيه جاهدين ..
فكيف إذا كانت جمهرة من الآباء والأمهات لا تفكر أصلاً في عملية البناء !!؟

متى يبلغُ البنيانُ يوماً تمامهُ ** إذا كنتَ تبنيهِ وغيركَ يهدمُ ؟!!
هل آنَ لنا أن نصحوَ من هذهِ الغفلة التي تغلفُ حياتنا ، وقد نذوقُ مرارتها يوماً ،
إن نحنُ بقينا على هذه الشاكلة ؟!
لقد رأينا كيفَ أن الطائرَ الصغيرَ احتاجَ إلى رعايةٍ وعنايةٍ ، ورقابة والديه
ومتابعتهما وتشجيعهما ، حتى قوي جناحاه ، واشتد ساعده ،
وتمكن من مراوغة الريح إذا هبت عاصفة في وجهه !!
ولقد رأينا كذلك كيف أن الزارع العاقل يبقى يقظاً وهو يغرس فسائله الجديدة ،
ويراقبها ويرعاها ويعتني بها اشد العناية ، حتى تنمو وتتجذر في التربة ،
فتعطي ثمراتها وتخرج خيرها ، وينتفع بظلها ..!
وعلى هذا قس أشياءَ كثيرةً في هذه الحياة من حولك ، تجدها تلقنك درس الحياة الأول :
إنه لابد من فترةِ حضانة ، وتعهد ورعاية ، ومتابعة ومراقبة ،
_ قد تطول المدة وقد تقصر على حسب طبيعة ذلك البرعم _ ..
ويأتي على رأس هذه البراعم جميعها : هؤلاء الأطفال الذين هم رجال الغد ،
وحملة الرسالة ، وعلى أكتافهم تقوم الأمانة ، وتبنى الأوطان ، وتنهض الأمة ..!
قد نقسو عليهم أحياناً ونشتد ، ولكنها قسوة مغلفة بروح الحب والود لهم ،
والحرص والشفقة عليهم ، ذلك لأنهم أكبادنا تمشي على الأرض ..!

وشيء آخر في درس الطير هذا ..
لكني سأمر عليه سريعاً على الرغم من أهميته البالغة :
في مشهد الطير هذا درس يبلغ مستقر العظم ، للسائرين في درب الاستقامة مع الله سبحانه ،
لاسيما أولئك الذين انتقلوا من حياة لهو وعبث وسفاسف ،
ليضعوا أقدامهم على الصراط المستقيم ،
ثم إذا بهم يشتكون من أنهم لم يصلوا بعد إلى ما يرغبون الوصول إليه !!!!
يريدون القفزة السريعة ليجدوا ما يجده الصديقون من روح اليقين ، وحلاوة الإيمان ،
ومتعة المناجاة ، ولذة التعب من أجل الله ..!!!!!!!!
نقول لهؤلاء جميعاً : على رسلكم أيها الأحباب !! تعلموا من الطير درس الاستقامة الأول ..!
بالصبر والمصابرة ، وكثرة المحاولة ، وطول المجاهدة ، والتدرج شيئا فشيئا ،
حتى يقوى الساعد ، ويشتد الظهر ، وتترسخ القدم ، ويستوي العود ..
عندها يكون لكل حادث حديث ..!!
أما الاستعجال على الطيران ، منذ أول محاولة ، فإنه يهلك الطير إن هو أصر عليه !!
فافهم إن كنتَ ذا فهم .. !!
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ :
اصْبِرُواْ ..
وَصَابِرُواْ ..
وَرَابِطُواْ ..
وَاتَّقُواْ اللّهَ ..
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ .. ) ... سورة آل عمران

والله ولي التوفيق ..



 توقيع : سعد بن حسين

ــــــــــ التوقيع ـــــــــــــ


لاتنسونا من صالح دعاكم

محبكم سعد بن حسين ال عوض الشهري
التنومي سابقاً


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
[×.ومـن يشفي جٍ ـروٍحِــي"سوى مآلكٍ روٍحيْ .×] ام غلا رياض الصالحين 6 04-09-2010 06:49 AM
ومـن الحـب مـاقتـل أميرالأحساس المواضيع العامة والإخبارية 7 03-02-2010 09:19 PM
أربعٌ لو قـمتَ بها فـأنتَ أنت ، ومـن مـثلكَ !! سعد بن حسين رياض الصالحين 10 05-26-2007 01:13 PM
( العصـفورُ و الفـخ .... ومـن الحـياة نتعـلم !! ) سعد بن حسين منتدى القصص والروايات 6 01-26-2006 04:29 AM
أشتكي لك من حنيـن ومـن نـــــدى أحمد العياف عطر الكلمات 12 09-16-2003 11:43 PM


الساعة الآن 09:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir