الملمس الحرير والعيب الصريح

لعلي انحدر مباشرة نحو موضوعي فقد اشتقت أن أكتب ولكن القلم يتقطع حبره هذه الأيام ولا أعلم السبب فلعله رياح الشتاء عصفت به وأراقت ماتبقى من حبره....

،،،،
كثيراً مانعمل على إخفاء ما لانرغبه فنخفي عيوبنا عن الكثير وخاصة من نريد أن يرونا كالبدر وقت التمام
فلا نتحدث حول الموضوع الخاص بذلك العيب وحينما يدور الحديث إما ننسحب بهدوء أو نتشاغل بأمر معين أو تظهر علامات التأثر على ملامحنا...
وبينما نحن في مد وجزر مع تلك العيوب التي لايرى مدى كبرها واتساعها سوانا نجد أننا نحن من نراها بالعدسة المكبرة ونعطيها حجماً أكبر من حجمها حتى بدت لنا عيباً وجعلنا منها ضيقاً يراودنا كلما تذكرنا ذلك...
وكأننا مثل من يلبس الثوب متعذباً وهو في فسحة لفك ( أزاريره ) لكنه يشأ أن يعذب نفسه فيلبسه مقفل
إنني كثيراً ما أسأل نفسي لماذا هكذا يحصل ..؟!
لماذا لايكون هناك نوعاً من البحث عن الإيجابية بدلاً من السلبية ..؟
آو يكون ذلك متعلقاً بانعدام الثقة في النفس..!
أم أن الحرص الشديد للظهور بصفة الكمال هو ماجعلنا كذلك..!
فمن خلال خبرتي في الميدان اكتشفت أن العديد يعتقد أن العيب الذي يعاني منه واضح للجميع وهو يقوم بستره أو إخفاءه لدرجة أن لاتعلم عينه اليسرى أين موقعه ولاتدرك عينه اليمنى مكانه...
لكن لو فكر قليلاً أنه يمكن بطريقة احترافية إبراز محاسنه وماوهبه الله من ميزات لتطغى على السلبيات فلعله يسدد ويقارب
فربما الملمس الناعم الحرير ينسينا عيباً واضحاً صريح.....
ماأود أن انتهي إليه أن يكون هناك نوع من العقلانية في العيش بسعادة وعدم الانصياع لقيود العيوب فلو كل إنسان ترك التفكير لنفسه في دائرة عيوبه لم يجد من يأخذ بيده ليخرجه ولو من قطر الدائرة فضلاً عن البحث عن علاجها إن كان في الأمر سعة في إصلاحها
فالله عزوجل أحكم الحاكمين لم يظلم أحد لأن الإنسان لو عمل جيداً على إحسان الظن بالله والتفكر في حاله وكيفية تدبر معيشته بين الناس لعاش قرير العين غير ناقم ولا خائفاً من الألسن الجارحة ولا مجهراً متفحصاً من الآخرين
لأن الثقة بالنفس وحسن تدبر الأمور تصنع مالايصنعه السيل في مجرى الوادي ويروق لي هنا الإشارة بضرورة الإطلاع على كتاب (( أين ذهب كل المثقفين )) لنتعلم الكثير من فرانك فوريدي وكيف كان يرد على بعض نقاده بطريقة متقنة وأسلوباً مميزاً يجعل الناقد في وضع الانبهار الذي لايجد بعده سبيلاً إلى نقدك..
آما وقد أنذرتكم مافيه صلاح الحال فلا تكون عيوبكم منشأ التراجع والخذلان
فقد قالها القذافي ربما ليس صياغة وإنما معنى لكنها بقيت عبرة فإلى الأمام دقت ساعة الخطر وأنا أقول لكم
لا إنسان بلا عيب إلى الأمام إلى الأمام دقت ساعة التحدي دقت ساعة التحرر لتكون أنت بلا عيب....!!!