عبث الشبـع ...!

مدخل :
تتوه الأيام في معمعة هذا الإنسان إن ناله الشبع انتقم وإن ناله الجوع أصطرخ

في هذه الليلة ...
أنعم أنا وأنت بفراش بارد ناعم الملمس...
بأكل دافئ طيب المذاق ...
لايطولنا حر الشمس...
ولا ضيقة المكان...
نبغي الراحة والطمأنينة...
نأكل مانشتهي...
ونجمع مانجد...
لا أحد يسابقنا على المائدة...
ولا نأكل بأيدينا متسخة...
بيوتنا تسر الناظرين..
نقهقه ضحكاً على مشهد كوميدي...
ونحلق على سحابة الراحة مع فلم رومنسي..
وماذا بعد عدوا معي بعض مما ننعم به
في هذه اللحظات
وجدت نفسي أشاهد صور بعثت لي عن طريق البريد
طفل لايستطيع أن يشرب الماء فقد تيبس منه الجلد والعظم...
وتلك تحتضن طفلها خوفاً من تجمع الصقور..
وطفل يبكي وفاة أمه بعد عناء الاصطبار...
لقمة العيش تأتي بجرح الكرامة...
تتنازل الفتاة عن كل شيء حتى تعيش..
ونحن نردد ياليت نعيش مثل بقية الناس...
نريد القصور...
ونحطم القلوب..
ونغتصب مال الغير بغير وجه حق...
نشرب العصير ونركل باقي العلبة بأقدامنا...
نأكل الأرز وننفض ماتشبث بأيدينا...
كيف لانفعل ذلك ونحن آل فلان وآل فلان...
نتباهى بالخدم والحشم ...كل يوم سيارة
وكل يوم جوال...
نلف بلاد العالم ...
جولة وصولة..
ويوم يأتي النذير تصدق ولو بشق تمرة
آسف خليت الفلوس في البيت
ماعندي
هذولا نصابين
لاتعطونهم
لايستحقون
فضلا أن البعض يؤذيهم قولا وفعلاً...
حقاً إن العين لاتدمع...والقلب لايحزن ...
كسرة خبز تبقى بلا صاحب في حين أنه يتمناها الملايين..
وبقايا الشربة الساخنة تنتظرها تلك الطفلة عل رعشة جسدها تدفأ بها
رفقا بالطعام على مائدة الإفطار ياأهل الصيام والقيام
فكم يحتاجون إليه من هم أحق بنا منه...
فهم طوال العام يصومون لايفطرون...


همسة :
إلى كل صائم يبغي الأجر لاتنسى من حولك...



قفله :
أتعصي الآله وهو من فضلك على كثير من خلقه بهذه النعم فبشكرها تدوم وبجحدها تزول

هند آل فاضل